23 ديسمبر، 2024 2:45 م

الكراسي المعوقة لغويا!!

الكراسي المعوقة لغويا!!

علينا أن نكون جريئين وواضحين , ولا نخاف لومة لائم في قول الحق , فما عاد السكوت على هذه الأحوال من حسن السلوك والإيمان.
فلا يوجد قائد أيا كان مستواه في مجتمعات الدنيا , لا يجيد التعبير السليم بلغة قومه إلا في مجتمعاتنا , التي تتعثر فيها الكراسي بالكلمات , ولا تجد من يستطيع الإتيان بعبارة خالية من الإضطرابات النحوية بأنواعها.
وأكثرهم يتحدثون بلغة أجنبية سليمة ومنضبطة , أما العربية فأنهم مهرة في عدم القدرة على النطق بجملة سليمة نحويا وإعرابيا , وذات قدرة على إيصال الفكرة للناس بوضوح وقوة وتأثير.
ومن المعروف أن قادة الأمة عبر مسيرتها التأريخية كانوا خطباء مفوهين , ولديهم باع طويل في البلاغة وحسن التعبير والتأثير في المستمعين , وخطبهم بدائع بلاغية ولغوية , ذات قيمة معرفية وفكرية وقوة تعبيرية نافذة.
لو أخذتم أي قائد في الأمة أيام كانت ذات سيادة علمية ومعرفية وعسكرية , ستجدون خطبه من القوة والبلاغة والتأثير ما لا يضاهيه أحد من قادة الأمة المعاصرين.
ولا توجد شعوب تقبل أن يقودها من لا يجيد لغتها , ولو أخطأ أي قائد في الدنيا في لغته لفظا أو تعبيرا , لتعرض لنقد قاسٍ من الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى.
أما في مجتمعاتنا فنهلل ونبرر أخطاء قادتنا , ونتفاعل معها على أنها لا يجوز الإشارة إليها , وبهذا نساهم في العدوان على اللغة العربية وإضعافها , والنيل من دورها في بناء العقل الجمعي القادر على صياغة البنى الحضارية المعاصرة.
فاللغة أداة الفكرة وآلة العقل , فإذا أهينت وترهلت فأن العقل لا يستطيع الإتيان بما ينفع , فالأفكار عليها أن تنسكب في أوعية تعبيرية قوية , ليكون لها دور وأثر في الحياة , أما أن تضيع في الكلمات المشوهة والعبارات الرطنة , فأنها لمصيبة حضارية ومأساة إنتحارية نخوضها وكأننا في نوام.
فهل من نقد لاذع للكراسي المستهينة بلغة الضاد , والتي لا تستطيع التعبير القويم عمّا تريده , بلغةٍ جدّدت فكر الوجود الإنساني؟!!
أيها العرب إنتبهوا لكلام قادة العرب , فهم لا يجيدون النطق السليم بلغة العرب!!
ويا أصحاب الجلالة والسيادة والسمو إحترموا لغة العرب!!!