في حينا الفقير
دشن وزير الثقافة مركزا
يعنى بقضايا الشعر والشعراء
تعالج فيه القصائد الرديئة
في مدح الزعيم الأوحد
الذي ينام قرير العين
وعندما يعتلي الشاعر الكبير المنصة
ويتلو على اتباعه ومريده
ملحمته الهوميرية
وتراجيديات الروم والاغريق
ومعارك الحرب والسلام
على ارض الفرس والهند والسند
ويبكي اطلال حضارات سادت ثم بادت
تجدني اركن في الصف الخلفي
ثم اغط في سبات عميق
واحلم بيوتيوبيا الشعراء الصعاليك
حتى يدوسني حصان طراودة
واكتب اليادة جديدة عن الحريم والعبيد
هنالك في باحة قصر السيد الزعيم
طائر سجين يلعب على وتر الحرية
ويسخر من فزاعة مكبلة
في حديقة الاميرة المدللة
وبصوت حزين تغني الجارية:
لا تنامي ايتها العتمة
حتى يستيقظ الليل
وتنط الضفادع
على ضفة نهر هادىء
تحت ضوء القمر
الشاعر الذي يهز سرير الزعيم
حتى ينام في مهده
فهو شاعر ثقيل الظل
يضع على ظهره
سرج متعب ولجام مزعج ومشنقة
يخاطب الكراسي الفارغة
في بيوت الشعر المكتظة
بالجنود والضباط الكسلاء
وينتحل هوية مرشد عسكري شاعر
ورؤساء تحرير الصفحات الثقافية
في جرائد الزعيم الأوحد