الكراسي التي تمثل بسلوك أصحابها عقائد دينية أو دنيوية.
وهي لا ترى بوضوح , وتنغمس في دياجير معتقداتها , وتحسب رؤيتها الحق المطلق , وسواها عدو مبين.
وتجدها تتصرف بعدوانية وجور غير مسبوق , وتتلذذ بالتعذيب والإمتهان , لأن العقائد تجردها من الرادع وبموجبها تتحرر من المسؤولية , ويموت في دنياها الضمير.
وهي من أخطر ما تواجهه الشعوب والأمم , لأنها ستأخذها إلى سوء المصير , وفي مسيرة الأمة , ومنذ إنطلاق الدولة التي تدّعي أن عقيدتها الإسلام تواصلت مسيرة الكراسي العقائدية , التي أذاقت الأجيال أمر العذابات ومارست المظالم القاسيات بإسم الدين , والرب الذي تمثل إرادته.
كما أن الحركات والأحزاب العقائدية بأنواعها فعلت القبائح والرذائل , وفقا لمناهج معتقداتها العدوانية على كل شيئ.
“وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون”
و”إن الله لا يظلم مثقال ذرة”
ولا يوجد في مسيرة الأمة كرسي تفاعل بوعي ومسؤولية مع العقيدة التي يدّعيها , وإنما إتخذها مطية لتمرير رغباته ومنافعه الشخصية , وجميعها ظلمت وعبرت عن أفظع حالات الجور , فحاق بها ظلمها , وما بقي من ذكرها إلا الأكاذيب المزوّقة والأفعال القبيحة المؤدلجة.
ومن يقرأ تأريخ الأمة يجد كيف آل الظالمون إلى نهايات مهينة , وإنمحق ما يشير إليهم , وحتى ذرياتهم غابت في طيات النسيان.
فهل وجدتم ظالما له أعقاب ذوي شأن؟
و”تلك الموازين والرحمن أنزلها…رب البرية بين الناس مقياسا”!!