كم من الوقت تحتاج الحكومات لبناء البلاد؟
المتعارف عليه أن الحكومات الوطنية الذكية , العاقلة النزيهة المؤمنة بسيادة البلاد وعز العباد , لا تحتاج لأكثر من عشرة سنوات لتضع المرتكزات الأساسية , لإنطلاقة عمرانية ذات قيمة إقتصادية وحضارية.
فالعديد من حكومات الدنيا إنطلقت ببلدانها من مربع الصفر , وأوصلتها إلى قمم التقدم والرخاء.
إبتداءً من الصين وإنتهاءً برواندا!!
ومن حولنا أمثلة حقيقية فاعلة في بلدان الأمة , وشواهدها في دول الخليج والمغرب العربي , وتبدو اليوم واضحة في مصر المنطلقة بتفاعل إبداعي متميز , فلماذا لم تتمكن حكوماتنا من بناء الوطن وتأمين حقوق الإنسان فيه؟
أين العلة والخلل؟
إن الحكومات الذكية تؤهل بلدانها لمسيرة الإعمار والبناء المادي والمعرفي والمعنوي , وتقودها إلى مرافئ الرفاه والعلاء , والحكومات الغبية تفعل ما تشاء أهواؤها , وأمّارات السوء الفاعلة فيها , لأنها بلا عقل وطني , وبلا قدرة على التفكير العملي الصالح للحياة , فبوصلة سلوكها عواطفها , وأضاليلها العقائدية وولاءاتها العدوانية للطامعين بالبلاد والعباد.
فالعلة في الكراسي التي يجلس عليها الطائشون المغفَّلون , المجردون من أي إحساس بالآخر , والمعفرون بالسوء والبغضاء , فتراهم لا يستحون مما يفعلون , وعندما تسألهم عن إنجازاتهم يستحضرون ألف عذر وعذر , ويتهمون الآخر , ويحسبون أنفسهم ملائكة وما حولهم طوابير شياطين.
وتلك مأساة الشعوب المبتلاة بالفاسدين الجاثمين على مصيرها , والذين يتحركون وفقا لإرادة الآخرين , فعقولهم معطلة , وأدمغتهم متحجرة وكأنهم الدمى.
ولهذا يأخذون بلدانهم إلى قيعان الوجيع والفاقة والحرمان , والخراب والإستهانة بحقوق الإنسان , وهم ينادون إنما نحن المصلحون!!
فهل من قدرة على طرد الأغبياء من الكراسي؟!!