23 ديسمبر، 2024 9:25 ص

الكذب روح السياسة!!

الكذب روح السياسة!!

الكذب روح السياسة!!
الساسة يكذبون , ولا سياسة بلا كذب , فالكذب روح السياسة وجوهرها , وإذا إنتفى الكذب إنتفت السياسة ,
فالذي يقول الصدق لا ينتمي للسياسة وهذه حقيقة دامغة.
فساسة الدول القوية يكذبون , ومعظم ساسة الدول الضعيفة سذجة ويصدقون , ولهذا فهم ليسوا بساسة , وإنما عبارة عن مفردات عقائدية تحمل أسباب هلاكها وتنحر نفسها على صخرة أوهامها.
الساسة يكذبون , لأن الناس ينساقون وراء الأكاذيب ويهربون من الصدق والحقيقة , فالبشر يتبع الكذابين والمخادعين والدجالين , بل أن العالم يسير على سكة الكذب.
وأكبر الأحداث تحققت بإرادة الكذب وخطابات الكذابين , وفي القرن الحادي والعشرين , ما حصل للعراق بني على أكاذيب مسطورة ومنطوقة , ورفع راياتها قادة الدول القوي التي هاجمته , وما حصل للعديد من الدول الأخرى التي أكلها الدمار والخراب مبني على الكذب.
أ لم تصدح الأكاذيب في مجلس الأمن لتسويغ الإنقضاض على العراق , وتم تمرير الأكاذيب ودق طبول الحرب حتى تبين ما حصل مبني على الكذب , وماذا ينفع الإعتراف بالكذب بعد خراب العراق؟
الكذب دين الساسة وعقيدة الكراسي , ولهذا عندما يجلس الدين على الكرسي , ويلبس العمامة السياسية فأنه يكون عدوا لذاته وموضوعه , وهذا يفسر تناقض الأحزاب المدّعية بدين , وكيف أن سلوكها يتقاطع مع ما تدّعيه لأن السياسة أكاذيب والدين صدق , ولا يمكن للصدق أن يجلس على الكرسي مهما توهم المتسيسون.
ومن هنا فأن البلدان المبتلاة بالعمائم المتسيسة لن تتعافى من أمراضها وأوبئتها الفتاكة إلا بإخلاء الكراسي منها , وتأكيد الرؤية الواضحة بأن للعمائم مكانها وللسياسة دجاليها ومرتزقتها , ولا يمكن جمع النقيضين في عمامة أو جبة أو لحية أو جيب شره يستحوذ على حقوق الآخرين.
والمشكلة التي تواجهها المجتمعات أن العمائم تتاجر بالدين وتتخذه وسيلة للإرتزاق , وبما أن الكراسي قد وفرت لها غنائم كبيرة ومكانة متسلطة على مصير الآخرين من الذين يتبعونهم , فأن محاولات إبعاد العمائم عن الكراسي ستكون من أصعب المهمات والتحديات التي ستواجه هذه المجتمعات المنكوبة بعمائمها.
وهذا يعني أن زحزحتها من مقاماتها السلطوية سيكلف غاليا , وربما سيتسبب بمزيد من الخراب وسفك الدماء , لأن هذه العمائم عبارة عن ماركات تجارية لا يهمها سوى ما تستحوذ عليه من الأموال , ويمكنها أن تبرر آثامها وخطاياها بما يحلو لها من الفتاوى المفصلة على مقاسات أهوائها.
فهل سيتعافى المجتمع من طاعون العمائم؟!!