23 ديسمبر، 2024 7:36 م

الكذابون من استحلى رضاع الكذب .. عسر فطامه

الكذابون من استحلى رضاع الكذب .. عسر فطامه

معنى الكذب اصطلاحًا:                     
هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدًا أم خطئًا
عن الماضي أو المستقبل)
والكذب يكون  بتزييف الحقائق وخلق روايات وأحداث ، بقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون مادي  أو اجتماعي ، أو لأجل غرض سلطوي ، والكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد لإغراض شريرة فعند ذاك يكون الفرد مصابا  بمرض الكذب. ويؤدى ذلك بالتأكيد إلى  انهيار شخصيته وتقبلها لكل أنواع الجرائم الماسة بكرامته ، والكذب محرم في اغلب الأديان :
 حرم الإسلام الكذب، ذكر في القرآن (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [ سورة غافر: 28] وقول الله في سورة الحج30   (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)،  والكذب هو أبغض الأخلاق  لرسول الله  محمد عليه الصلاة والسلام .
والكذب في الديانتين المسيحية واليهودية يعتبر محرماً، حيث يذكر العهد القديم (لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ ) وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ، لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحْكُمُوا فِي سَاحَاتِ قَضَائِكُمْ بِالْعَدْلِ وَأَحْكَامِ السَّلاَمِ ، لا يوجد استثناءات لهذه القاعدة
 
.علم النفس الاجتماعي  فسر الكذب من خلال العملية العقلية التي تعتمد بان الناس تفحص محاكاة رد فعل الآخرين وتحديد ما إذا سيتم تصديق كذبتهم ،   والكذب  سلوك مكتسب  لا ينشأ مع الفرد  إنما يتعلمه  من البيئة التي  عاش فيها .
يقول  مارتن لوثر كنج .        
“الكذبة كرةٌ ثـلجيةٌ تـكـبـر كلّما دحرجتها.”
وقال أبن الجوزي رحمه الله:
الحق لا يشبه الباطل وإنما يُمَوَّه بالباطل عند من لا يفهم له،
 ومن الأكاذيب أدعاء مسيلمة وزوجته  سجاح   النبوة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه  وسلم .
 ومن الأكاذيب التي حدثت في القرون الثلاثة الاولى للهجرة ،  اختلاق الأحاديث ونسبتها للرسول  (ص ) وهذا النوع انتشر  بين الكذابين لأسباب أهمها الخلافات السياسية والانحرافات الفكرية المذهبية والإمراض النفسية ،( كما هو الحال في عراقنا الحبيب ألان )..!!!
 ومن المؤلم إن نجد كل أنواع الكذب متفشية في مجتمعنا العربي ،  رغم  ما يحصل من تطور في العالم الذي قضى على الآفات التي تنخر في جسد  المجتمع , والتي لها صلة وثيقة  بين الكذب والغش والسرقة والخيانة ،  العالم المتحضر  يعتبر الكذب جريمة ماسه بكرامة الإنسان ، يحاسب عليها الفرد مهما  كان مركزه أو صفته.
لو أجرينا إحصائية دقيقة عن الإضرار التي سببتها آفة الكذب لشعبنا  : لوجدنا  مقدار تفشيها في كل مرافق حياتنا الرسمية  وغيرها .. لقد تسبب الكذب بإضرار جسيمة في حيتنا السياسية والاجتماعية ، والاقتصادية  والدينية فكم من أشخاص منتفعين أوهموا المسئولين بكذبهم الذي تسبب بإضرار لأبناء شعبنا وكم من أشخاص مرتشين سهلوا للغير إيذاء اقتصادنا  ونهب ثرواتنا عن طريق معلومات كاذبة .. وكم من مخبر سري هدم بيوت العالم وتسبب بحبس وموت أبنائهم  باستخدامه الكذب من اجل المنفعة الشخصية. وكم من الكذابين  المأجورين اللذين امتهنوا أثارة الطائفية  لتفرقة شعبنا وتمزيق نسيجه الوطني والسعي لمسخ هويته الوطنية.          
              ((( لا يكذب المرء إلا من  مهانته   —   أو فعله السوء أو قلة الأدب )))              
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الفرد إنما يتعلمه  ، ولغرض  معالجة هذه آلافه  التي تسببت    في الحقبة الأخيرة بخدش الخلق الاجتماعي  من خلال ما  صنعه أشباه الرجال الذين تسلقوا المناصب  وكدسوا المال الحرام عن طريق الكذب على الشعب والمسئولين . هؤلاء مسخت إنسانيتهم   وإصلاحهم  أصبح في  عداد الاستحالة ،ولا مجال أخر  غير محاسبتهم  بالقانون.
.           ((( إياك من كذب الكذوب وأفكه    —    فلربما مزج  اليقين بشكله)))
 ولكن إذا كنا جادين لإصلاح الوضع علينا إن نبدأ بتربية الطفل  لنحمي المستقبل : لان شعبنا محبط مما أصابه من الكذابين الكبار وهو يائس منهم ..  إذن كيف نستطيع تحقيق تربية جيل جديد  وتهيئة بيئة  صالحة يترعرع  بها الطفل   تحت رعاية  أبوين  صالحين وأسرة مترابطة  تبعده عن السوء وتعلمه المبادئ  والقيم  وخدمة الشعب الوطن  ؟؟   ، نعم لا يخلو وطننا من مثل هذه الأسر ، لكن لا ننسى ما تعانيه الأسر التي فقدت معيلها والأرامل  والمفقودين والمجوزين  والفقراء؟؟  كيف تستطيع هذه الأسر وهي تعاني الفاقة والحرمان في أوضاع شاذة ومزرية .. كيف ؟؟  .      شي أخر يتطلبه  الاصلاح وهو الأهم يتعلق بالدولة:  هل بإمكانها ألان بعد هذه السنين  وضع مناهج تدرسيه حديثة في المدارس الابتدائية تؤهل الطفل علميا واجتماعيا وتغرس فيه السلوك الإنساني الطبيعي . وهل تستطيع مواكبة الأساليب العلمية لتربية الطفل  التي تطبق في الدول المتحضرة  التي التزمت بالقانون الدولي لحقوق الطفل، هل بإمكان الدولة ووزارة التربية تحقيق ذلك ..؟؟ إذا ما علمنا إن   البعض من طلبة المدارس يجلسون على الأرض وفي خيم  أو اكشاش لا تحميهم من البرد  والحر..؟!  هذا هو الحال  ، لكن الحل لا يمكن تحقيقه إلا بيد من يؤمن بوطنه وشعبه ويدين لهما  .
 ( كلنا نعلم إن العناية بالطفل هي ضمان لمستقبل أفضل للشعوب المظلومة والمتخلفة ).             
[email protected]