بعض الجوانب السلبية التي تعكس تصرف بعض الشباب الطائش والغير مسؤول في الأنحراف السيىء لسلوكهم الشخصي ، يؤثر بالدرجة الأولى على مستقبلهم المظلم ، وعلى سمعة عوائلهم ، نتيحة انتشار ظاهرة الأتجار والتعاطي والأدمان والترويج للمخدرات بين الشباب العراقي والعربي في عموم مناطق السويد ، فضلا الى تناول المنشطات والمهدئات والمسكرات المثيرة للنشوة والهلوسة … وتعد هذه الظاهرة من أخطر الأمراض الفتاكة بين الشباب المنفلت أخلاقيا ووباءا سرطانيا مدمراللطاقات البشرية وتنذر بمخاطر اجتماعية واقتصادية خطيرة ، مما يدفع هؤلاء الشباب الى الأنحراف وأرتكاب جرائم القتل والسرقة والأختلاس والتجاوز على ممتلكات الأخرين ، وقد يحدث هذا سرا أثناء فترة الليل وبعيدا عن حركة الناس وتواجد رجال الشرطة ، ونجد انه ليس هناك اي رادع تربوي او اخلاقي من قبل عوائلهم للحد من هذه الظاهرة التي اخذت ابعادا خطيرة وتكاد تصل الى الانتحارأحيانا ، فيما نجد بالتالي مطاردة هؤلاء الشباب أينما كانوا من قبل رجال الشرطة ومحاسبتهم قانونا على افعالهم وجرائهم المشينة .
حينما نبحث عن أسباب أنتشار ظاهرة المخدرات في السويد فأن السبب الرئيس هو التفكك الاسري من خلال المشاكل العائلية والطلاقات المستمرة التي انتشرت بشكل مخيف في الاونة الاخيرة وخصوصا بين العوائل المهاجرة من العراقيين والعرب والجنسيات الاخرى ، وقد تصل نسبة الطلاقات الى (50 ) بالمائة وهذا مؤشر حقيقي وكبير على التفكك المجتمعي وضياع الاسر وتشردها ، كما تترك ظاهرة الطلاق أثارها السلبية بين الاولاد والبنات وخصوصا في مرحلة الشباب ، وأن الكثير منهم يصاب بحالة الاحباط والكأبة وتدني المستوى العلمي ، كما يواجهون المشاكل النفسية والاجتماعية وبالتالي فأن هذه المشاكل تؤدي الى تناول الشباب المخدرات للهروب من الواقع المزري والسيىء الذي يعيشونه ، فيما نجد القسم الاخر من الشباب يلجأ الى بيع وتجارة وتوزيع هذه المواد السامة ومحاولة أيجاد سوقا لتصريف المخدرات من قبل المافيات المتخصصة بهذه المواد ، لاسيما وان المواطن السويدي لديه القدرة على شراء هذا السم القاتل ، وان عصابات المخدرات تركز نشاطها نحو الشباب من خلال طلبة المدارس الجامعية والاعدادية ، وقد انتشرت بشكل سريع ومخيف هذه الظاهرة الفتاكه بين الطلبة في السويد .
وبحكم القوانين والانظمة السويدية التي تمنح الحرية الشخصية وحقوق الشباب ، فأن العائلة لا تستطيع ولا تمتلك السلطة على محاسبة ابنائها في منعهم من متناول المخدرات او حتى التفكير في النصيحة اوالكلام معهم في هذا الموضوع خشية من القوانين السويدية الصارمة التي لا تسمح للوالدين توجيه الاسئلة والاستفسارات للأبناء كون الشاب هو المسؤول الوحيد عن نفسه ، ولهذا نجد ان هناكفسحة كبيرة للشباب على التمرد كتعبيرعن الاستقلالية والحرية ، وان السلطات السويدية ورجال شرطة مكافحة المخدرات يمنحون العصابات المخصصة بالمخدرات العديد من الفرص والتحرك في الشارع بحرية وبدون رادع او محاسبة رغم علم الشرطة بنشاط هذه العصابات التي تروج للمخدرات ، وكذلك في حالة محاسبة المتورطين في تعاطي وتوزيع المخدرات فأن القوانين السويدية تكون غير قاسية على مرتكبي هذه الجرائم واذا تم الحكم عليهم فتكون أحكاما مخففة لا تساوي حجم وخطورة الموضوع ، وهذا مما يدفع الشباب الى التورط في مستنقع الجريمة لعدم وجود رادعا قويا او خوفا من القانون ، وان انتشار المخدرات والتعاطي والمتاجرة بها بين ابناء المهاجرين في السويد تعود اسبابها الى ان هؤلاء الشباب يعيشون حالة من الازدواجية في الشخصية ونجدهم مقطوعي الجذور وبعيدين كل البعد عن الثقافة والدين وعن اخلاقيات الوطن الام ، وبالتالي نجدهم في ضياع وتشرد من أجل كسب المال السريع .
عندما تكون فئة الشباب خارجة عن منظومة القيم الاخلاقية وتتجاوز الحق العام بسلوك وافعال تهدد استقرار الامن المجتمعي تحديدا لابد من دراسة اسباب هذه السلوكيات التي اصبحت ظاهرة عامة وسريعة الانتشار في أماكن وافراد لهما خصوصية تختلف عن سائر السلوكيات المنضبطة ، وان ظاهرة الاتجار والتعاطي والادمان واستباحة الممتلكات العامة يمكن تشخيصها ، ومنها الاهمال العائلي والاختلافات الاسرية التي تنعكس عنفا داخل الاسرة وافرادها لأمتصاص الغضب او الفشل لأسباب اهمها المشاكل الاقتصادية التي لا تلبي طموحات افراد الاسرة ، وكذلك عدم الانسجام العائلي بسبب قلة الثقافة والوعي ، وايضا تشجيع اوغض النظر عن كيفية الكسب المادي المفاجىء لافراد العائلة .
من جانب اخر هناك ضعف التدخل المدرسي في شؤون الشباب تربويا وفسح المجال المتسع لهم ، وهذا مما يؤدي الى انفلات البعض منهم كل حسب محيطه المعاشي ، وكذلك الهروب من الواقع الذي لا يلبي طموحات الشباب الحالم بحياة رومانسية ، والتعاطي السري والمباح احيانا من قبل فئة من تجار السوء الذين شكلوا سوقا يرتاده الشباب لتعاطيحبوب الهلوسة والمهدئة والتذوق ، ثم تتحول هذه العادات الى ادمان لايمكن التخلص منها ، وقد تصل الى الانحرافات المتعددة الاخرى ومنها الجنسي لسد رمق مبالغ المخدرات او المسكرات وحبوب الهلوسة ، وخلق بيئة شبابية لمجاميع تتوحد غايتها وتتناغم مع حاجاتها وسلوكها لتصبح فيما بينها ( مافيات ) ، وهذا يتطلب الى العديد من المنافذ مثل سرقة مايمكن سرقته والسطو المسلح للأستحواذ على مال الاخرين ، والبعض يمارس ذلك بسبب غفلة القانون وعدم تواجد رجال الشرطة الدائم ، معتبرين العقاب يحتاج الى شهود اثبات مما يصعب تثبيت الجريمة .