22 نوفمبر، 2024 4:34 ص
Search
Close this search box.

الكتل لا تفهم ان زمن 2003 قد ولى

الكتل لا تفهم ان زمن 2003 قد ولى

كان طبيعيا ان تختار النخب الشيعية طقوس وولاءات الناس لآل البيت لان تكون شعاراتها في الانتخابات او في التحشيد ضد الآخرين ، وكانت الكتل الكردية تقف وراء مكسب الاستقلال في القرار عن المركز ، اما الكتل السنية فقد وقفت موقف المتأثر بسقوط النظام السابق والمترحم على ايامه ، وكانت هذه المواقف تصح عند السقوط ، عندما كانت الكتل جميها تحاول ايجاد قواعد شعبية تمهيدا للدخول في الانتخابات ، وقد انطلت مع الأسف الشديد تلك التمهيدات على الكثير من الناس ، وخاصة الشيعة عندما قدم القادة الجدد انفسهم من خلال تأريخهم في الصراع مع النظام السابق ، لا من خلال القدرة على تجاوز ذلك الماضي وبناء مستقبل جديد للعراق بعد الدمار الذي أصابه نتيجة الحروب المتتالية ، ولم يفهم الكثير من العراقيين شعاراتهم الا انها تنبعث من معاناة يحب ان تتحول إلى مستقبل ينهض بهم وببلدهم ، غير ان السنوات الأربع الاؤليى من حكم أؤلئك القادة والاحزاب كانت تؤشر الى بدايات خاطئة وتدور حول ايجاد مكاسب لهم ومغانم تمكنهم من اعادة تدوير الالة الحكومية والانتخابية لصالحهم ، وقد كانت تلك البدايات ويعلم الجميع انها لم تضع البلد على سكة التنمية او اعادة الاعمار ، وقد بدأت الاقلام الخييرة تكتب وتهاجم تلك البدايات الا ان القادة وكغيرهم من قادة االعرب والمسلمين يضعون أمام الناس نظرية المؤامرة ويحيكون حولها متاريس الدفاع عن أخطائهم ، وهكذا سار الزمن وتقطعت السنين وتقطعت معها أواصر اللحمة الوطنية وحل محلها الحث والتحشيد المذهبي والطائفي والعنصري ، وصارت الكتل الثلاثة تردد شعارات حب الذات وحب الهوية الصغيرة ، وصاروا جميعا يعبثون بمقدرات الوطن وبأمواله لبناء خطوط دفاع أمام الشعب الذي عرف اللعبة ، وثار عليها منذ العام 2011، وتوالت الثورات والمظاهرات الا انها خفتت بإنتظار ما يهز الضمير العام ، وكان هذا الضمير قد ظهر كالمارد يوم الاؤل من أكتوبر 2019 ، ليصبح على المدقعين الجياع كما قالها الجواهري أهينوا لئامكم تكرموا ، واليوم الشعب متمثلا بشبابه يعلن للعالم وللكتل الحاكمة ، ان ما كنتم تتمشدقون به بعد 2003 ، لم يعد ينفعكم ، وان زمن السقوط قد زال وحان زمن النهضة ، زمن الشعب الذي اراد الحياة ولا بد ان يستجيب له القدر ، ولا بد ان يصبح الصباح الأبيض على خييم الشباب ، فهم حملة ذلك القدر…

أحدث المقالات