23 ديسمبر، 2024 8:58 ص

الكتل الكبيرة .. صغيرة

الكتل الكبيرة .. صغيرة

تسود الشارع العراقي منذ الانتخابات الاولى ثقافة دخيلة , ليست بالأصيلة من شأن الواقع الحقيقي للعراق أن يفرزها لنا , تتحدث عن ما يسمى بالكتل الكبيرة , من دون أن يلتفت أحد ويسأل نفسه أو غيره : من أين أتت تلك التسمية , ومن الذي صنّف هذه الكتل كبيرة , أو صغيرة ؟ في هذا المقال سنضع النقاط على الحروف ونبين حقيقة التسمية.
كل الكتل التي أطلقت هي نفسها على نفسها وصف الكبيرة , ما هي في حقيقتها إلا صغيرة وتافهة , سواء بأغلب قياداتها , أو بمعظم مرشحيها . لأن هذه الكتل ليست إفرازا عراقيا حقيقيا خرج من الواقع العراقي , إنما هي دخيلة ومصّنعة خارجيا , دخلت العراق مع المحتل , وجمعت اللملوم من البشر الممسوخين , والشتات من المرتزقة المأجورين , لترقّع بها شكلها الكئيب , وتزيّن بها مظهرها الكالح وجوهرها الباهت .
فيوم سقط صدام لم يكن عراقيو الداخل يعرفون , أو يسمعون بمعظم الوجوه المرعوبة , التي دخلت ذيولا وأقزاما مع الأميركيين من الخارج . كان معظم هؤلاء الداخلين الجدد جبناء مخانيث , متوارين عن الحضور في المشهد السياسي العراقي الخارجي , كانوا مرعوبين من اسم صدام حسين , متخفين عن الأنظار خلف ستارات الأسماء المستعارة , والتنظيمات العميلة المرتبطة بالأجانب .
لقد دخل هؤلاء الأوغاد وهم متعطشين إلى الظهور الإعلامي , جوعى إلى المال الحرام والجاه والسلطة , يملأ قلوبهم الحقد والغل على عراقيي الداخل , لهذا راحوا ينتقمون منهم , يقتلونهم ويبتزونهم ويعتقلونهم , ويثأرون لكراماتهم المفقودة أصلا . سيطروا على الإعلام , فلم يتركوا وسيلة إلا وظهروا فيها , ولو تمكنوا من الأجنبيات أيضا , لما فلتت منهم كارتون نتوورك وسبيستون ونكلوديَن وأم بي سي ثري وغيرها من قنوات الأطفال .
بعد أن كانوا لا يملكون تسجيلا لمقابلة تلفزيونية توّثق نضالهم ضد الطاغية , لا يمتلكون صورة شخصية لأشكالهم القبيحة تؤكد حضورهم ووجودهم في الكون , لا يحملون اسما حقيقيا لأشخاصهم .. هؤلاء الأُجراء نصبهم بريمر حكاما على العراق , ومنحهم المال الحرام والسلاح والحمايات والسلطة والقصور والمصفّحات , وما كان من هؤلاء إلا أن ظللوا الشعب , وعتّموا على تاريخهم المشين المخزي , وراحوا يستعرضون أنفسهم كأبطال ومناضلين ومجاهدين ومضحين جاؤوا لبناء العراق , وفقا لدستور ملفّق , ولعملية سياسية مزعومة مبرمجة مصنّعة خارجيا .. ما من شأنه أن ينسي العراقيين في البحث عن تاريخهم وجذورهم , ويلهيهم في دوامة سمتها الولايات المتحدة بالإرهاب .
حين دخل مقطوعو الجذور إلى العراق مع الغزاة وجدوا أنفسهم – وكانوا هم أصلا يعرفون هذه الحقيقة – من أنهم بلا قواعد ولا مريدين ولا أتباع , ووجدوا ثقافة التديّن المصطنع الكاذب وليس الحقيقي , هي التي تسود الشارع العراقي , نتيجة سياسات صدام الكاذبة , القائمة على ما كان يسمى زيفا بالحملة الإيمانية والعبور وغيرها من الأوهام والأضاليل.
فما كان منهم إلا أن استثمروا ذلك الواقع العراقي المزري المزيّف , وأشاعوا ورسخوا الثقافة الكاذبة المدمرة , ونثروا المال الحرام المسروق من قوت الشعب وغنى أرضه , ليشتروا أصحاب الضمائر المعدومة والمأجورين والمرتزقة , فدعوهم للانضمام إليهم والاحتماء بهم , واستخدموهم أجراء مأمورين كأعضاء مجالس محافظات وبرلمان ووزراء , يأتمرون بأوامرهم وينفذون توجيهاتهم وخططهم المدمرة للعراق وشعبه .
وقبل أن يعترض معترض ويحتج , زاعما بأن عددا من الذين ارتبطوا بهؤلاء ورهنوا مصيرهم بهم , كانوا صادقي النية وأنقياء السريرة والسيرة , كانوا يتصورونهم بأنهم شرفاء حريصين على العراق , لهذا ارتبطوا بهم .. لهذا المعترض أو المحتج , نقول : نعم هذا صحيح , ولهذا تحدثنا منذ بداية المقال عن أغلب ومعظم , ولم نطلق الأوصاف والكلام على الجميع من دون استثناء .
نعم وحتى هؤلاء الشرفاء وأصحاب النوايا الطيبة , سرعان ما اكتشفوا حقيقة هذه الكتل وقياداتها الذين يقفون وراءها , فتخلوا عنهم وكفروا بهم وبعمائمهم المزيفة ومزاعمهم الدينية الكاذبة , ولم يبق معهم إلا من آثر على نفسه حياة الذل والمهانة والعبودية , مشفوعة بالجبن والخوف والرهبة من الموت والاغتيال .
لا نعتب على هؤلاء , إنما العتب ينصّب على مَنْ يزعم الشرف والعمل من أجل العراق وشعبه , وهو يرشّح معهم بحجة إنها كتل كبيرة . سؤالنا لهذا النوع من البشر , وهو أقرب إلى البهيمة منه إلى الإنسان : كيف تستطيع أن تشتغل مع مَن ْ تتهمهم أنت نفسك بسرقة العراق وقتل أبناء شعبه ؟! كيف تستطيع أن تخدم العراق وشعبه , وأنت الذي تزعم وتتهم قيادات هذه الكتل بأنها لا تدعك أن تعمل بما هو فيه مصلحة العراق وشعبه ؟!
عتبنا على هذا النمط من المرشحين التافهين , والعتب يزداد على مَنْ ينتخبهم ويدلي بصوته الناخب لهم , ويروّج ويدعو إليهم بحجة إنها كتل كبيرة ! مَنْ الذي ساهم في تورمها وتضخيمها ؟ أوليس أنت أيها الناخب التافه ؟! كيف تبيح لنفسك أن تشترك مع قتلة وسرّاق ومجرمين تعيدهم إلى السلطة في العراق ؟! ما هي دوافعك وأهدافك , عدا كونك شريكا لهذه الكتل بالجريمة والاعتداء على العراق وشعبه ؟!
إذا كانت دوافعك طائفية أو عنصرية مثلا , ألا يوجد بين أبناء طائفتك وقوميتك مَنْ هو أشرف من هؤلاء السرّاق والقتلة , كي يترشحوا للانتخابات , وكي تدلي أنت بصوتك لهم ؟! ما هذا العبث الذي نمارسه جميعا ضد شعبنا وبلدنا ؟! ما هذه السلبية والخوف من مجاميع من المخانيث , كان خيرهم أجبن من الجبن ذاته ؟! كيف نستطيع أن نغيّر بلدنا وشعبنا إذا كان بيننا مَنْ ارتضى لنفسه أن يكون مسخا من البشر الوضيع ؟!
تتحدثون عن إنهم يسيطرون على الوزارات والدولة . مَنْ مكّنهم من ذلك ؟ لقد أجبنا بوضوح قبل قليل : هو بريمر وأنت أيها الناخب الذي ضُحِكَ عليك واستُغفِلَ عقلك وضٌلِلَت إرادتك . طيّب اليوم خرجت الولايات المتحدة من العراق , وحتى إن كانت ما تزال باقية فيه – كما نعتقد – وبأيدينا وسيلة عظيمة هي أصواتنا , لماذا لا نجعلها مدوية بلا لهذه الكتل .
بقيتم سنين تقولون لا يوجد لدينا البديل , فمَنْ ننتخب ؟ ها نحن الآن نطرح أنفسنا أمامكم كبدائل , وها هي الساحة تعجّ بالبدلاء الوطنيين والشرفاء النزيهين , ممن جربتم بعضهم , وممن لم تجربوهم من قبل .
لا ندري بأي مسوّغ شرعي أو قانوني أو عُرفي يجوز لإنسان عنده ذرة من شرف أو ضمير أو غيرة , أن يقبل بالقاتل والسارق والمجرم , ممن لديه أدلة فاضحة بين يديه تدينه فينتخبه مرة أخرى , ويعزف عن انتخاب المرشح الشريف والنزيه الذي لم تتلطخ يداه بالدم الحرام والمال المحرّم ؟!
بل والأغرب من ذلك انه يبرر جريمته وفعلته الخسيسة بجدال غريب من نوعه , كأن يقول لك إن هؤلاء قد سرقوا وشبعوا , فكيف أضمن إن الذي يأتي من غيرهم لن يسرق ؟! يا سلام ! ما هذا المنطق الكارثي الذي يجتاح العراق ؟! وهل هناك بشر سمعتم من قبل انه شبع من المال أصلا , فضلا عن كونه مالا حراما ؟!
أو يدعي بعض المرشحين حين تعتب عليه وتهينه مخاطبا إياه : كيف ترضى لنفسك أن ترشح مع كتلة دمرت العراق ؟ يجيبك بسذاجة وتفاهة : إنني أريد أن أغيّر من الداخل ! بابا أي داخل وخارج هذا ؟ لقد كان غيرك أشطر وأفهم وأقدر منك ومن غيرك , ولم يستطع , ففشل وخرج مهزوما لا يلوي على شيء .
لا تحاول .. ليس عندنا ثقة بك أيها الصغير , ولا بكتلتك الكبيرة , التي هي في حقيقتها أصغر من الصغيرة . الكتل الكبيرة .. صغيرة
كتب : فائق الشيخ علي
تسود الشارع العراقي منذ الانتخابات الاولى ثقافة دخيلة , ليست بالأصيلة من شأن الواقع الحقيقي للعراق أن يفرزها لنا , تتحدث عن ما يسمى بالكتل الكبيرة , من دون أن يلتفت أحد ويسأل نفسه أو غيره : من أين أتت تلك التسمية , ومن الذي صنّف هذه الكتل كبيرة , أو صغيرة ؟ في هذا المقال سنضع النقاط على الحروف ونبين حقيقة التسمية.
كل الكتل التي أطلقت هي نفسها على نفسها وصف الكبيرة , ما هي في حقيقتها إلا صغيرة وتافهة , سواء بأغلب قياداتها , أو بمعظم مرشحيها . لأن هذه الكتل ليست إفرازا عراقيا حقيقيا خرج من الواقع العراقي , إنما هي دخيلة ومصّنعة خارجيا , دخلت العراق مع المحتل , وجمعت اللملوم من البشر الممسوخين , والشتات من المرتزقة المأجورين , لترقّع بها شكلها الكئيب , وتزيّن بها مظهرها الكالح وجوهرها الباهت .
فيوم سقط صدام لم يكن عراقيو الداخل يعرفون , أو يسمعون بمعظم الوجوه المرعوبة , التي دخلت ذيولا وأقزاما مع الأميركيين من الخارج . كان معظم هؤلاء الداخلين الجدد جبناء مخانيث , متوارين عن الحضور في المشهد السياسي العراقي الخارجي , كانوا مرعوبين من اسم صدام حسين , متخفين عن الأنظار خلف ستارات الأسماء المستعارة , والتنظيمات العميلة المرتبطة بالأجانب .
لقد دخل هؤلاء الأوغاد وهم متعطشين إلى الظهور الإعلامي , جوعى إلى المال الحرام والجاه والسلطة , يملأ قلوبهم الحقد والغل على عراقيي الداخل , لهذا راحوا ينتقمون منهم , يقتلونهم ويبتزونهم ويعتقلونهم , ويثأرون لكراماتهم المفقودة أصلا . سيطروا على الإعلام , فلم يتركوا وسيلة إلا وظهروا فيها , ولو تمكنوا من الأجنبيات أيضا , لما فلتت منهم كارتون نتوورك وسبيستون ونكلوديَن وأم بي سي ثري وغيرها من قنوات الأطفال .
بعد أن كانوا لا يملكون تسجيلا لمقابلة تلفزيونية توّثق نضالهم ضد الطاغية , لا يمتلكون صورة شخصية لأشكالهم القبيحة تؤكد حضورهم ووجودهم في الكون , لا يحملون اسما حقيقيا لأشخاصهم .. هؤلاء الأُجراء نصبهم بريمر حكاما على العراق , ومنحهم المال الحرام والسلاح والحمايات والسلطة والقصور والمصفّحات , وما كان من هؤلاء إلا أن ظللوا الشعب , وعتّموا على تاريخهم المشين المخزي , وراحوا يستعرضون أنفسهم كأبطال ومناضلين ومجاهدين ومضحين جاؤوا لبناء العراق , وفقا لدستور ملفّق , ولعملية سياسية مزعومة مبرمجة مصنّعة خارجيا .. ما من شأنه أن ينسي العراقيين في البحث عن تاريخهم وجذورهم , ويلهيهم في دوامة سمتها الولايات المتحدة بالإرهاب .
حين دخل مقطوعو الجذور إلى العراق مع الغزاة وجدوا أنفسهم – وكانوا هم أصلا يعرفون هذه الحقيقة – من أنهم بلا قواعد ولا مريدين ولا أتباع , ووجدوا ثقافة التديّن المصطنع الكاذب وليس الحقيقي , هي التي تسود الشارع العراقي , نتيجة سياسات صدام الكاذبة , القائمة على ما كان يسمى زيفا بالحملة الإيمانية والعبور وغيرها من الأوهام والأضاليل.
فما كان منهم إلا أن استثمروا ذلك الواقع العراقي المزري المزيّف , وأشاعوا ورسخوا الثقافة الكاذبة المدمرة , ونثروا المال الحرام المسروق من قوت الشعب وغنى أرضه , ليشتروا أصحاب الضمائر المعدومة والمأجورين والمرتزقة , فدعوهم للانضمام إليهم والاحتماء بهم , واستخدموهم أجراء مأمورين كأعضاء مجالس محافظات وبرلمان ووزراء , يأتمرون بأوامرهم وينفذون توجيهاتهم وخططهم المدمرة للعراق وشعبه .
وقبل أن يعترض معترض ويحتج , زاعما بأن عددا من الذين ارتبطوا بهؤلاء ورهنوا مصيرهم بهم , كانوا صادقي النية وأنقياء السريرة والسيرة , كانوا يتصورونهم بأنهم شرفاء حريصين على العراق , لهذا ارتبطوا بهم .. لهذا المعترض أو المحتج , نقول : نعم هذا صحيح , ولهذا تحدثنا منذ بداية المقال عن أغلب ومعظم , ولم نطلق الأوصاف والكلام على الجميع من دون استثناء .
نعم وحتى هؤلاء الشرفاء وأصحاب النوايا الطيبة , سرعان ما اكتشفوا حقيقة هذه الكتل وقياداتها الذين يقفون وراءها , فتخلوا عنهم وكفروا بهم وبعمائمهم المزيفة ومزاعمهم الدينية الكاذبة , ولم يبق معهم إلا من آثر على نفسه حياة الذل والمهانة والعبودية , مشفوعة بالجبن والخوف والرهبة من الموت والاغتيال .
لا نعتب على هؤلاء , إنما العتب ينصّب على مَنْ يزعم الشرف والعمل من أجل العراق وشعبه , وهو يرشّح معهم بحجة إنها كتل كبيرة . سؤالنا لهذا النوع من البشر , وهو أقرب إلى البهيمة منه إلى الإنسان : كيف تستطيع أن تشتغل مع مَن ْ تتهمهم أنت نفسك بسرقة العراق وقتل أبناء شعبه ؟! كيف تستطيع أن تخدم العراق وشعبه , وأنت الذي تزعم وتتهم قيادات هذه الكتل بأنها لا تدعك أن تعمل بما هو فيه مصلحة العراق وشعبه ؟!
عتبنا على هذا النمط من المرشحين التافهين , والعتب يزداد على مَنْ ينتخبهم ويدلي بصوته الناخب لهم , ويروّج ويدعو إليهم بحجة إنها كتل كبيرة ! مَنْ الذي ساهم في تورمها وتضخيمها ؟ أوليس أنت أيها الناخب التافه ؟! كيف تبيح لنفسك أن تشترك مع قتلة وسرّاق ومجرمين تعيدهم إلى السلطة في العراق ؟! ما هي دوافعك وأهدافك , عدا كونك شريكا لهذه الكتل بالجريمة والاعتداء على العراق وشعبه ؟!
إذا كانت دوافعك طائفية أو عنصرية مثلا , ألا يوجد بين أبناء طائفتك وقوميتك مَنْ هو أشرف من هؤلاء السرّاق والقتلة , كي يترشحوا للانتخابات , وكي تدلي أنت بصوتك لهم ؟! ما هذا العبث الذي نمارسه جميعا ضد شعبنا وبلدنا ؟! ما هذه السلبية والخوف من مجاميع من المخانيث , كان خيرهم أجبن من الجبن ذاته ؟! كيف نستطيع أن نغيّر بلدنا وشعبنا إذا كان بيننا مَنْ ارتضى لنفسه أن يكون مسخا من البشر الوضيع ؟!
تتحدثون عن إنهم يسيطرون على الوزارات والدولة . مَنْ مكّنهم من ذلك ؟ لقد أجبنا بوضوح قبل قليل : هو بريمر وأنت أيها الناخب الذي ضُحِكَ عليك واستُغفِلَ عقلك وضٌلِلَت إرادتك . طيّب اليوم خرجت الولايات المتحدة من العراق , وحتى إن كانت ما تزال باقية فيه – كما نعتقد – وبأيدينا وسيلة عظيمة هي أصواتنا , لماذا لا نجعلها مدوية بلا لهذه الكتل .
بقيتم سنين تقولون لا يوجد لدينا البديل , فمَنْ ننتخب ؟ ها نحن الآن نطرح أنفسنا أمامكم كبدائل , وها هي الساحة تعجّ بالبدلاء الوطنيين والشرفاء النزيهين , ممن جربتم بعضهم , وممن لم تجربوهم من قبل .
لا ندري بأي مسوّغ شرعي أو قانوني أو عُرفي يجوز لإنسان عنده ذرة من شرف أو ضمير أو غيرة , أن يقبل بالقاتل والسارق والمجرم , ممن لديه أدلة فاضحة بين يديه تدينه فينتخبه مرة أخرى , ويعزف عن انتخاب المرشح الشريف والنزيه الذي لم تتلطخ يداه بالدم الحرام والمال المحرّم ؟!
بل والأغرب من ذلك انه يبرر جريمته وفعلته الخسيسة بجدال غريب من نوعه , كأن يقول لك إن هؤلاء قد سرقوا وشبعوا , فكيف أضمن إن الذي يأتي من غيرهم لن يسرق ؟! يا سلام ! ما هذا المنطق الكارثي الذي يجتاح العراق ؟! وهل هناك بشر سمعتم من قبل انه شبع من المال أصلا , فضلا عن كونه مالا حراما ؟!
أو يدعي بعض المرشحين حين تعتب عليه وتهينه مخاطبا إياه : كيف ترضى لنفسك أن ترشح مع كتلة دمرت العراق ؟ يجيبك بسذاجة وتفاهة : إنني أريد أن أغيّر من الداخل ! بابا أي داخل وخارج هذا ؟ لقد كان غيرك أشطر وأفهم وأقدر منك ومن غيرك , ولم يستطع , ففشل وخرج مهزوما لا يلوي على شيء .
لا تحاول .. ليس عندنا ثقة بك أيها الصغير , ولا بكتلتك الكبيرة , التي هي في حقيقتها أصغر من الصغيرة .