ليس قدراً أن تعيش عليلاً على “أوكسجين برنت” بقدر ما تكون “خطيئة سياسية”. ابار النفط في العراق لم تعد قادرة على كتم أسرار المجاعة..ولا حديثاً سوى من يستخرج جثة داعش من الموصل حتى يعلن رجولته على النساء المغتصبات فوق منارة الحدباء.
الاحتراق الطائفي واستخراج و”ثيقة السقيفة” من بطون التاريخ لم تعد الوصفة الناجعة في إشغال الشعب عن أخطاء السلطة.المسطرة والأرقام هما من يقررا من سيبقى على “حلبة” الخارطة ومن سيحزم أمتعته ويدخل المتحف.
الوقت لا يحتمل الهدر مجدداً لصناعة قادة “أسرى” وأصحاب “قرارات مستوردة”، في زمن عقارب التقشف السياسي وخواء البراميل الخام، ومادون ذلك فان بغداد ستبقى “بندقية مستأجرة” لتصفية الخصوم، وساحة للتنازع الدولي. علينا الإدراك تماماً ان المرحلة الآنية لا تحتاج لخطباء ومنابر “مذهبية”، أو إلى إصلاحات فاقدة إلى صلاحية من كتبها واقرها، فالأمر اخطر واكبر من إشغال واشتغال في منطقة الخطأ. نحن ننتقل من سيولة نقدية إلى أزمة “خبز”.
انتهت حقبة الموازنات المتخمة بسياسي تصريفها عبر البنوك الدولية، ولم يتبق اثر لها سوى المخلفات. دول من الأيتام ومشاريع إجرامية و”فرق ميدانية” للخطف، يتبعها نازحون حالمون بالعودة الى ديارهم المحترقة. المرحلة تتطلب “قامات طويلة” حتى تستطيع ان ترى من وسط ذلك الزحام مايدور خلف الاسوار وتتصور الحل، لا إلى قيادات قصيرة وتائهة وسط الصراع.
ديغول يباغت الجميع ويغلق الباب، فيحمل شرف فرنسا معه في الطائرة المتوجهة الى بريطانيا عائداً بانتصار باريس على الجيش النازي، وكلين ناثان طبيب يوفر قرابة العشرين مليون دولار للخزينة الاميركية التي كانت تنفقها على المرضى النفسيين في مستشفياتها، بفضل اكتشافه لعلاج اسهم في علاج 70% منهم وتحويلهم الى مواطنين منتجين، فيما نحن نصر على ان الحل يكمن في قراءة الغيب وحل الطلاسم.