22 ديسمبر، 2024 7:37 م

الكتابة عن السياحة

الكتابة عن السياحة

أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلي صفحات متعددة حتي نستطيع أن نرصد ونفهم ونعي أهمية الكتابة عن السياحة وأن نصل إلي إجابات منطقية علي الأسئلة والإستفسارات التي تتعلق بموضوع السياحة.

بداية يجب أن ندرك أولي الحقائق الحزينة وهي أن الكتابة عن السياحة ليست منتشرة بالشكل الأمثل في عالمنا العربي و ذلك لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالسياحة نفسها وكونها رغم كل منجزاتها مازالت بعيدة عن الوعي العام العربي ومنها تقصير الإعلام في إبراز دور وأهمية السياحة في كافة مناحي الحياة ومنها حالة جهل عامة لا تجعل الناس يقرأون بصفة عامة.

وهناك أسباب تتعلق بالكتاب أنفسهم.من يكتب في الفن يكون ناقدا فنيا ومن يكتب في الرياضة يكون ذو خلفية رياضية أما من يكتبون عن السياحة فهم إما كتاب كبار أو صغار ولهم باع وشأن كبير في تخصصاتهم الصحفية الأخري ولكنهم لم يعملوا ولم يمارسوا مهنة السياحة بأي شكل من الأشكال.
يكتبون بتوجه قومي فيه حب للمهنة ولكنهم في نهاية المطاف ليسوا متخصصين حتي يستطيعوا سبر أغوار هذه الصناعة الهامة.

هذه هي المشكلة الأساسية فمن يكتب لا يعلم خفايا وخبايا وآلام ومعانات وأحلام وطموحات أهل القطاع السياحي.

لا يعلم لأنه ليس جاهلا بل لأنها ليست مهنته فهو إما كاتب سياسي بارع في كتابة المقالات السياسية أو مثقف عالي الهمة والنشاط ولكنني أعود فاؤكد أنه ليس من أهل القطاع.

وهناك من يكتبون التقارير الصحفية السياحية التي تغطي بعض الأحداث وهذه لا مشكلة فيها لأنها في نهاية الأمر مجرد أخبار متنوعة تنشر هنا وهناك.

أما الصحف والمجلات فلم تهتم بأن تكون صفحات السياحة بها بمثابة مراجع علمية وبحثية تجذب القراء المهتمين بالسياحة وتحولت إلي ساحات إعلانات لمنتجات مختلفة مع غياب تام لدور الصحافة السياحية عن المشهد والإكتفاء ببعض المقالات لبعض كبار الكتاب.

الصحافة السياحية في أوروبا تستطيع أن تأخذ القرار وتضغط علي كل الأطراف ويتم إستخدامها كعنصر جذب للعميل لذلك لا يستهان بها عند أصحاب العقول الرشيدة.

نحن نهمل السياحة عن عمد رغم إعترافنا بأنها أحد أهم وسائل النهضة الحديثة ولولاها لتعقدت أمور إقتصادية وإجتماعية كثيرة.

لا أستطيع إخفاء حزني الدفين علي حال الإعلام مع السياحة والتجاهل التام من كل القنوات الفضائية لصناعة السياحة مقابل برامج تافهة تلهو بعقل المواطن لتسطحه وتخرب عقله ووعيه.

ساعات طويلة يقضيها المواطن امام برامج الطهي ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة في حين لم ألاحظ وجود برنامج واحد تلفزيوني يتحدث عن السياحة.

الإتفاق حول أهمية السياحة ليس مجرد كلمات تكتب أو شعارات ينادي بها أمثالي بل يجب أن يتحول إلي عمل وواقع من خلال نشر ثقافة سياحية تنويربة مبسطة تفيد القاريء العربي في كل مكان وتعمل علي زيادة الوعي بالأهمية القصوي للسياحة.

الإعلام السياحي علم مستقل بذاته ويتم تدريسه في عدة دول وله أهداف قومية تخدم الدول وتحافظ علي نسبة كبيرة من إستقرار الوعي لدي المواطن ويتم إستخدام كافة السبل لتفعيل دور هذا الإعلام السياحي لخدمة صناعة السياحة في كل مكان.

لن ينجذب مشاهد أو قاريء إلا لشيء يجد فيه متعة خاصة ويلبي رغبات ما بداخله فالأساس هو الإمتاع والمؤانسة وتقديم ما يفيد المشاهد والقاريء والمتابع.
إذن الدورة الأولى في عجلة الإعلام السياحي لابد أن تبدأ بالجذب وتحريك ميول من يشاهد وإستنهاض الهمم من أجل مواصلة المشاهدة.
من حق السياحة أن نوفر لها الحد الأدنى من التغطية الإعلامية وأن يعد ذلك مجرد خطوة من خطوات كثيرة يجب الإنتباه إليها.
أحسب أن الوقت قد حان ليصبح في وطننا العربي كتاب سياحيون متخصصون وبرامج سياحية تنويربة تساعد حكوماتتا علي نشر ثقافة السياحة التي ستخدم بدون أدني شك كافة القطاعات الأخري.
حفظ الله شعوبنا العربية.