18 ديسمبر، 2024 9:50 م

الكتابات النفسية الطالحة!!

الكتابات النفسية الطالحة!!

مَن يكتب في مواضيع نفسية , عليه أن يكون واضحا ودقيقا , فليس كل ما هو مقنع صحيح , ولا كل ما يمكن تبريره يصلح للحياة أو يعبِّر عنها.
القلم النفسي يأسو جراح الأمة ويطبب أوجاعها , ويمنحها الأمل والقدرة على الإتيان بالأفضل.
ويدرك بأن للأفكار دورها وتأثيرها في صناعة الحالة النفسية , ورسم خرائط السلوك.
فلماذا تذهب بعض الأقلام إلى حشو الرؤوس بأفكار الآلام؟
ولماذا تسعى لتعزيز الويلات , وإشاعة مشاعر إستلطاف الظلم والقهر والحرمان؟!
مالفرق بين ما تطرحه بعض الأقلام النفسية , وما تروّج له بعض العمائم المتاجرة بدين , التي تخاطب الكراسي بآليات ” قلبنا معك ولساننا عليك” , لكي تخدع الجماهير وتضللها , وتدعوها للإنضمام إلى حظائر التبعيات والخنوع والذل والهوان , بإسم الدين الذي يطالبها بالمعاناة القاسية في الدنيا لتنال نعيم الآخرة الخالدة.
ودعاة هذه المفاهيم المخادعة المنافقة , من الذين يؤكدون للناس أن إعملوا بأقوالنا لا بأعمالنا , فهم الصفوة المختارة التي يحق لها ما لا يحق لغيرها , وكل منهم لديه قصور فرعون وثروات قارون.
فلماذا تتشبه الأقلام النفسية بهؤلاء وأمثالهم؟
أين المهنية والوفاء للعلم والحقيقة الواضحة؟
إن الكتابة النفسية مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية , وعلى الذين يقحمون أنفسهم فيها , أن لا يتوهموا بأنهم يكتبون ما ينفع الناس , وهم يتسببون بأضرار فادحة يستثمر فيها المصفّدون بالكراسي , والمحمومون بشهوة السلطة والقوة والثروة , ذوو الطباع الغابية , والتطلعات الدونية , المغلفة بما يضلل ويخدع , ويستأثر بحقوق الآخرين.
وأكثرهم من الفاسدين , ويحسبون أنهم من المصلحين.
وتلك مصيبة مجتمعات جعلت أذلتها تتحكم بمصائرها , وتدير دفة مسيرتها في بحر الويلات والتداعيات.
فهل من قلم رشيد؟!!