9 أبريل، 2024 6:17 م
Search
Close this search box.

الكتابات الدينية الطاغية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الساحة الإعلامية في مجتمعاتنا تطغى عليها الكتابات الدينية , ولا تكاد تخلو مقالة أو نص إبداعي من مفردات او أفكار دينية , وكأننا لا يمكننا القيام بأي عمل دون الرجوع للدين والإتصال به والإعتماد عليه , أي أننا نفسيا وعقليا وروحيا مصفدين بآليات دينية وسلوكيات طقوسية متباينة الأوصاف.
وهذا يعني أن التفكير بحرية وأصالة وإبداع يكاد يكون معدوما أو صعبا , مما يؤدي إلى فقدان القابلية على التطور والتقدم والرقاء , لأن التمحور في مدارات دينية يدفع إلى الدوران العبثي والمراوحة العاجزة عن الخطو بإتجاه مفيد.
ومن الواضح أن التكرار المتواصل عبر الأجيال قد أسهم في ترسيخ المعايير السلوكية وبلوغها القدسية فأصبح إختراقها وتجاوزها من المحرمات الكبرى , مما دفع إلى تأكيد الثبات والإستنقاع والتعود على التفاعل بذات الكيفية المرهونة بدين.
فما نكتبه يختلف تماما عما تكتبه أقلام المجتمعات الأخرى المعنية بصناعة الحياة , لأن توجهاتنا تتمحور حول صناعة الموت لأن فيه الحياة الموعودة , وأن الحياة متاهة وخطيئة وإثم علينا أن نتحرر منه ونغادره إلى ما هو أرقى وأعظم.
بهذه الدوامة القابضة على حواسنا ومداركنا ووعينا ولا وعينا , نكتب ونفكر ونتصرف , وبها نقترب من التطورات والأحداث والتداعيات القائمة فينا ومن حولنا.
وبسببها ترانا نتخندق بويلاتنا ومشاكلنا ونعجز عن إيجاد الحلول لأبسط المعضلات , ونتحرر من المسؤولية ونمتطي ما يحلو لنا من الدين لكي نتحول إلى أنقياء أصفياء , والفساد ينخر ذاتنا وموضوعنا.
وليس عيبا أن يقترب الكاتب من الدين ويدور حوله , لكن العيب أنه أصبح القوة المهيمنة على ما يبدر من المبدعين والمفكرين , ولا تجد مَن يمتلك الشجاعة والجرأة للتخلص من قبضة الدين , والتفاعل بإرادة العصر ومنطلقات الحياة القائمة في زماننا المتدفق المعلومات.
فالمجتمعات لا يمكنها أن تكون إذا غطست في الدين , وغرقت تماما في موضوعاته , لأنها ستتحول إلى أسماك تأكل بعضها وتنفي وجود غيرها , فيتأكد الضعف ويسود الإنحسار , ويتم الإنقضاض على المجتمع وإفتراسه من قبل القوى المتربصة والطامعة لمزيد من القوة والإستحواذ على مصير الآخرين.
والواجب الحضاري والمسؤولية الإنسانية , تستدعي التفكير بمفردات العصر والتعامل مع التحديات بعلمية وتفاعلية عقلية جماعية تستحضر ما هو أنسب وأصلح للعمل.
فلنتحرر من قبضة الدين المهيمنة على عقولنا , ونمنح أذهاننا فرصة التبصر والتمتع بأوكسجين الحياة.
فهل لنا أن نكون أمة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب