18 ديسمبر، 2024 4:41 م

الكاظمي ولغة التمثيل المستمر

الكاظمي ولغة التمثيل المستمر

لا شك أن الكاظمي نجح نجاح كبير جدا في مجال ظهوره الاعلامي وتفنن بكل المقاييس بهذا المجال فهو الرجل المهاري والموهوب في اتقان فن الاخراج والتصوير ومن خلال تقمصه لدور المنقذ والرجل النزيه الاوحد فهذا الرجل كلما تتابع تحركاته وفعالياته وبرامجه التي يقوم بها في مجالات متنوعة تلاحظ جيدا ان لديه موهبه عجيبه غريبه في ايصال ما يريد ايصاله الى ابناء الشعب المغلوب على امرهم .

فعندما يكون الكاظمي نتاج حركة جوكرية وبعثيه خلطت الاوراق في يوم ما ورفعت شعارات مسيسه ومسمومه وذات اهداف خبيثه فلا عجب من اي شيء يصدر منه فهو بالنسبة لمريديه رمز ومنقذ ووطني لكن العجب هو لماذا لا يطرح من جاء به او دعمه من بعض شرائح المجتمع الاسئلة المنطقيه والتي لا زالت تبحث عن حلول او حتى لم يستشكلوا على أي قرار او تحرك او حتى تصرف ما يصدر من هذا الرجل كما فعلوا ايام المسكين عادل عبد المهدي والذي ازيح ضحيه مؤامرات دولية خليجية وامريكية معادية .

وهل ياترى يستطيع المصفقون للكاظمي والممجدين له ان يتسائلوا عن انجازات الكاظمي لغاية اليوم وعلى كافة المجالات والصعد ولكن هيهات لمن باع ضميره ومبادئه ان يقول الحق بل سيبقى يكابر على حساب الحقوق والاخلاق .

زار الكاظمي بناية البنك المركزي العراقي في بغداد والتي هي قيد الانشاء وصعد على سطح تلك البناية البالغ مايقارب ١٧٠م ولكن العجيب في الامر كيف غاب عن الكاظمي المنظر الموحش والذي تتشح به العاصمة من اهمال خدمي وتصحر وعدم وجود اي تطوير في البنى التحتيه وغيرها الكثير بينما كان عليه ان يستوعب حالة التردي العمراني الذي يحيط على سبيل المثال بنفس تلك البناية خاصة انه اعتلى على سطحها وكل شي اصبح واضح وجلي امام انظاره .

واذا كان الكاظمي يغض النظر عن مشاكل العاصمة نفسها فكيف سوف يلاحظ او يتابع مدن العراق واحتياجاتها الخدمية والعمرانية وأين الكاظمي ياترى وهو يرتدي بزه العمل !! من تندي الخدمات العامة واين هو من المشاكل الاقتصادية الكبيرة وارتفاع حالات الفقر في ظل سعر الدولار الخيالي الذي اضر بالمواطن البسيط واين هو ياترى من المعامل والمصانع المعطلة واين هو من البطالة واين هو من سوء الخدمات الصحية وارتفاع اسعار الادوية واين هو من عدم تطور البنى التحتيه للمدن وعدم وجود مشاريع عملاقة تليق بالمواطن العراقي من طرق ومطارات وسكك حديد وغيرها واين هو من الروتين القاتل والمقصود في دوائر الدولة وقوانين البلد التي لا زالت قوانين بعثيه صرفه واين هو من عمالة الاطفال وانتشار ظاهرة التسول واين هو من تجاوزات العصابات على كل شاردة وواردة في اغلب مرافق الحياة واين هو من ايتام ورموز البعث الكافر والذين يعيثون بالدوائر والمراكز الحكومية المهمة الفساد والخبث والحقد والطائفية واين هو من عدم وجود العدالة والغبن في رواتب موظفي الدولة واين هو من اكوام النفايات والاتربه والتي تتميز بها اغلب مناطق العراق واين هو من انتشار المخدرات وصالات الدعارة والخمور والفسق والفجور بحجة الانفتاح واين هو من تجاوزات مواقع التواصل الاجتماعي على كل الرموز الدينية والوطنية الشريفة بحجة حرية الرأي واين هو ياترى من الفشل الذريع الذي تعيشه كل مجالات الحياة والوزارات واين هو من سوء الخطط التنموية والاستراتيجية واين هو من التعليم الفاشل والتخبط في اتخاذ القرارات الصميميه واين هو ياترى مما تفعله العناصر الارهابية والجوكرية والبعثيه من قتل وحرق ودمار واين هو من الاعلام الحكومي الفاسل والمسيس والبذيء واين هو واين هو واين واين هو …. الخ .

نعم نجح الكاظمي في امور وافعال وقرارات يحسبها صحيحه فهو نجح في كسب ود اسياده الامريكان وحكام الخليج ودول الارهاب والطائفية بضربه الحشد الشعبي المقدس ومنذ اول لحظة تسنم فيها منصبه بالهجوم على فصائل الحشد في ( البو عيثه ) ونجح ايظا في معاداة ذوي الشهداء والمضحين والسجناء السياسيين والمعتقلين وابطال الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ في قطع حقوقهم المشروعة والقانونية والدستورية ونجح ايظا في فرض الضرائب ورفع سعر الدولار ومحاربة الفقير والطبقة المسحوقه نجح الكاظمي في ضرب المعتقدات والمفاهيم الدينية والاخلاقية وذلك من خلال تسليم شبكة الاعلام العراقي لرموز الجوكر الامريكي وابطال قنوات الفتنة ونجح ايظا في زيادة سفراته الخارحية وما يتبعها من مصروفات وايفادات كارثيه ونجح في قيامه بالعمرة اثناء زيارته للسعودية الوهابية ونجح ايظا في ايذاء المقاومين بطعنهم اعلاميا ولا ننسى نجاحه الكبير ودوره التاريخي في عملية استشهاد القادة الشهداء سليماني والمهندس ( رض) عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات بحسب ما اكدته فصائل المقاومة ونجاحه في اعتبار الارهابيين شهداء وضمهم الى قانون مؤسسة الشهداء بحجة المغيبين في المناطق المحررة فكل ذلك نجاحات وتطورات عملاقة جدا .

ان الشعب الذي لا يميز بين صالحه وطالحه ويؤيد امثال الكاظمي وحاشيته ويدافع عن سياسته وقرارته لا يمكن ان يكون في يوم من الايام في تطور ورفاهيه وسعادة ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) وستبقى الاحداث التي جاءت بالكاظمي وصمة عار وصفحة سوداء في تاريخ العراق .