19 ديسمبر، 2024 2:07 ص

الكاظمي والتسويات القادمة

الكاظمي والتسويات القادمة

اخيرا حط السياسي ونائب رئيس الوزراء الاسبق رافع العيساوي في بغداد ليقف أما القضاء دفاعاً عن نفسه في مواجهة التهم التي وجهت له سياسياً تحت الغطاء القانوني ، وهو الغطاء الذي طالما تلاعبت به لوبيات الضغط السياسي تحت وطأة الترغيب والترهيب !
لن ندخل في تفاصيل الاتهامات التي وجهت الى شخصيات سياسية محترمة من كل المكونات فهي معروفة للشارع العراقي ، ويبدو ان احد ملفات الطريق الوعرة التي يسير فيها السيد الكاظمي ، هو ملف تصحيح الاجحاف الذي لحق بشخصيات من مختلف المكونات وان بنسب متباينة حسب هوى الاجندة والمصالح الضيقة السياسية والشخصية .
يقول الامين العام للمشروع العربي خميس الخنجر الذي طرق باب هذه التسويات بقوة بمجيئه الى بغداد 2018 ودخوله العملية السياسية من ابوابها الواسعة المتمثلة بالانتخابات والتحالفات والمشاركة في الكابينة الوزارية على محدوديتها ، فقد تصدى له الحرس القديم في كابينة عبد المهدي على ارضية الاتهامات والاحقاد ومحاولات الاقصاء ، يقول الخنجر في تغريدة له عن الحراك السياسي لتصفية هذه القضايا الشائكة “صعوبة المرحلة الراهنة تتطلب قرارات جادة نحو لم الشمل وجمع الفرقاء وتجنيب بلادنا آثار الفتن التي استغلها الطائفيون والفاسدون. إعادة النظر في القرارات المسيسة التي ظلمت الكثير من الشركاء؛ خطوة شجاعة في دعم صف وطني موحد يعبر التحديات”.
وتقول مصادر مؤكدة ان الخنجر لعب دوراً كبيرا في التهيئة لقراءة جديدة في هذا الملف بدعم اطراف سياسية وشخصيات من كل مكونات الشعب العراقي بينهم اصحاب نفوذ داخل السلطة وخارجها، وكانت البداية من قدوم رافع العيساوي الى بغداد في مواجهة القضاء مباشرة وهي من سلوكيات احترام الدولة ومقولة القانون فوق الجميع وليس لخدمة المصالح الانانية الضيقة .
نفر حرّكته الاجندات الخارجية كان يتلاعب بالملف السياسي في البلاد على ايقاعات الاصوات الطائفية النشاز ، وبحسب الخبير الامني هاشم الهاشمي ” حاولت الأحزاب المسيطرة أن تقنع العراقيين أن الملفات السياسية الطائفية تميز الأخيار من الأشرار وأنه في كل ملف يدفع الى المحكمة يعامل بعدالة، ولكن كل من تابع قصة رافع العيساوي يؤكد برءته وأن الملفات التي اعدت بالضد منه والتي طعنت بنزاهته كانت غير مكتملة وتحتاج الى ما يثبت صحتها”.
انه طريق تسوية سياسية بحماية القانون واحترامه ، والقضاء الذي سيقول كلمته الفصل في مواجهة محاولات اثارة الفتن التي لم نجن منها غير كل هذا الخراب الذي شمل الجميع ، والشجاعة التي تحلى بها العيساوي ستجعله يتقبل قرارات القضاء بنفس الشجاعة التي وقف بها امام القضاء نفسه .
مرحلة يقودها الكاظمي وسط حقول الغام ، وعليه ان يتحلى بالشجاعة الكافية في فك طلاسم هذه الالغام وتفكيك رموزها مستندا الى القوى التي يهمها مصير العراق ومستقبله ، وفي خط المواجهة فيها الحراك الشعبي القوي والناشط الذي غدرته الكورونا !
صحيح ان ملفات السلاح المنفلت والفساد والانتخابات المبكرة تواجه الكاظمي بقوة ضاغطة ، لكن الحقيقة ان تفكيك ملف التسويات سيكون خير معين له في مواجهة التحديات المذكورة .
وعليه ان يختار المكوث في المربع الاول كما يقال كي يراوح الجميع في المكان نفسه ان لم يكن تحت هذا المربع الكريه او الانطلاق الى فضاءات بناء الدولة العراقية على اساس المواطنة والعدالة ، ولا يحتاج الامر الى مستشارين في القول ان الخيار الثاني هو خيار النجاة والاقرب الى السلامة ..سلامة الجميع !

أحدث المقالات

أحدث المقالات