18 ديسمبر، 2024 10:51 م

الكاظمي لن ياتي بشي جديد

الكاظمي لن ياتي بشي جديد

ربما شعورٍ خالف توجهات البعض من الذين كانوا يحلمون وهنا أضع عدة إشارات على الذين يحلمون” بأن الكاظمي سيأتي بشي جديد يحملُ قبساً من نور يضئ به عُتمة العراق المُظلم والذي ظلَ عصياً على التطور ومواكبة الحياة الجديدة وفشل مرات ومرات في السباق وأقلها منذ أكثر من سبعة عشر عاماً مضت ففي كل يوم يمر علية يعود به التاريخ إلى العصور المتخلفة متناسياً بانة كان( سيد قومة) فيما ترى الآخرون يرتقون سُلم المجد و يصلون الى أعلى المراتب لا بل صاروا يسابقون الزمن في حين كانوا يوماً ما لاشي أمام العراق.؟
انة قدرة أن لا يرى شعبة السعادة وعلية أن يبقى يحلم ويحلم فقط ، وكل من يرى غير ذلك فهو واهم فاقداً للبصر والبصيرة معاً
فلا الكاظمي ولا من سبقة أو ممن سيأتي بعدة يستطيع أن يبث الحياة في جسم العراق المريض ، الذي ما أن يطوي صفحة حتى تُفتح له أخرى أشد واقسى وما أن يغلقُ ملفاً حتى يُفتح آخر أكثر تعقيداً أنها جملة مشاكل ورثها الكاظمي من الحكومات المتعاقبة ونظامها السياسي المتهالك والذي كان يديره حنفة سراق ليس إلا.
وليس من السهل أن تُحل تلك المشاكل هكذا” بجرة قلم” لابل أن مختصون ذهبوا إلى أن كل قراراتهِ تبقى حبراً على ورق مالم يُشرعها البرلمان الذي هو تجمع لأحزاب السلطة ؟ لذلك نطلقُ تخوفنا هذا ، حتى لا تذهب الناس بأحلامها بعيداً عن الواقع بكل ارهاصاته.
أن الكاظمي يعرفٌ جيداً وبحكم منصبة السابق أن منظومة الفساد والاستبداد هي أكبر من قدرة وإمكانية الدولة ذاتها ويعلم بان هناك فقرات دستورية شَرعنت الفساد كمنظومة لا يمكن تجاوزها وهذا ما يظهر جلياً مع علمنا اليقين بأن هناك العشرات لابل المئات من السّراق لم تسطع يد القضاء أن تصلهم لان هنالك قوانين تمنع ذلك! وإنه من المستبعد جدا أن يستعيد العراق عافيتهُ وضعة الطبيعي ما أن يُنهي ملف الفساد المستشري ويصبح نسياً منسياً وهذا أمر مُحال أقلها في المستقبل القريب؟ فالعراق ليس بلداً فقيراً كما يصورة البعض بل هو من البلدان الغنية التي تمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة وكان من المتوقع أن يكون في مقدمة الدول الصناعية الكبرى لا أن يكون في مقدمة الدولة البدائية المتخلفة ؟ بيد أن ذلك لم يُترجم على أرض الواقع لان هنالك أفواه وحيتان تلتهم كل فلساً يدخل البلد ويسيل لعابهم على كل درهم يدخل أو يخرج البلد ، واذا كنا فيما سبق نَنتقُد النظام السابق في انة لم يعطي للشعب إلا 5% ومع ذلك فإن منظومة الدولة كانت قائمة والوضع الاقتصادي كان مقبولاً وكان الأغنياء والفقراء يتقاسمون هم الوطن ولم يكن البلد يعتمد كلياً على النفط بل على الزراعة والسياحة وموارد أخرى على عكس اليوم فإن حكومة العراق والتي ولدت كما تسمى من رحم المعاناة و
التي تُصدر يومياً كميات هائلة من البترول وصل إلى أسعار انفجارية بلغ ١٢٠ دولار للبرميل الواحد حتى أن بعضهم قال بان العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لوجود فائض كبير فيها ولكن كل ذلك تم سرقته وضح النهار فإذا كانت الحكومة ظالمة سابقا ومنحت شعبها 5% فماذا منحت الحكومة التي تدعي الإسلام من حصة الشعب!!
لذا فإن الكاظمي لن ولم يأتي بشي جديد كما كان الجميع ينتظره بكل شوق رغم تلك التصريحات والوعود تلو الوعود واطلاقة سراح الأمنيات لتصل أعنان السماء وتعود إلى الأرض مرة أخرى حاملة امنيات تدفن مع جثث الموتى من جائحة كورونا أومن الفقراء الذين يصعب عليهم إيجاد قوت يومهم أو من الموظفون الذين ينامون يصحون على أخبار غير سارة تهددهم بمصدر معيشتهم “رواتبهم”
وتتوعدهم بالادخار تارة والاستقطاع وكأن من سرق العراق هم الموظفين؟ وإن من افرغ موازنة البلد الانتحارية (الانفجارية)هم الموظفين متناسين أنهم أي أركان الحكومة والرئاسات والدرجات الخاصة والهيئات ومجالس الحكم والمحافظات هم من افرغ موازنة البلد وبدد خيارات هذا الوطن و الكاظمي كان جزء من هؤلاء ويعرف بحكم موقعة السابق معلومات عن كل شاردة وواردة عن كل فاسد وعن كل فلس اين ذهب ومتى ومن المستفيد وكان هذا المنصب يمكن أن يكون مصدر قوة له وهذا منطق العقل يقوله، لكن يبدو أن الرجل تنعم بالكرسي الجامح واستطاع أن يروضه ويضعه على السكة ومن ثم يفكر بما يدور حولة ففي الوقت الذي كنا نريد منه أن يضرب الفاسدين ويقسوا على الأحزاب ويرفص السير بمنهج المحاصصة اويسير وفق نظام المحابات ويدير ظهرة عن المجاملات ويمسك العصا من طرف ويضرب بالطرف الآخر ترى أن ذلك بات ضرباً من الخيال مع تواتر الاخبار بأن الكاظمي لن يفعل أي شي يعكر مزاج أحزاب السلطة وان التصريحات التي أطلقها لم تكن سواء فقاعة انتهت سريعا بعد التصويت على كابينتهُ والرجل اليوم منشغل في كيفية المحافظة على منصبة تاركا الأمور الأخرى بيد مستشاريه والذين هم بطبيعة الحال صدى صوت أحزاب السلطة والذين جاءوا على وفق المحاصصة والتوازن المعمول به سابقا ولاحقاَ. وهذا أمر اعتدنا علية سابقا بأن كل رئيس يأتي ويحصل على تفويض جيد لكنة لايحركَ ساكناً ويبقى هو ساكن أيضا وحتى نكون منصفين فبرغم قصر مدته لكن المؤشرات لا تدل على خير…!!