تؤشر زيارة رئيس الوزراء العراقي،مصطفى الكاظمي الى واشنطن، بدء عصر جديد للعراق والمنطقة،وخاصة بعد توقيع اتفاقية السلام بين حكومة الامارات والكيان الصهيوني،فماذا يحمل الكاظمي في حقيبته، المليئة بالملفات العويصة، والقنابل الموقوتة،التي يحتاج الى نزع فتيلها وتفكيكها،في واشنطن وليس غيرها، هناك ملفات غاية في الخطورة حملها ليضعها أمام الادارة الامريكية،ويترك الأمرلها،ملفات أمنية خطيرة جدا، لايمكن له مواجهتها لوحده،مثل حلّ الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة،وإنهاء النفوذ الايراني، المعرّقل لأي تقدم لحكومته في العراق،وكذلك ملف ابقاء الوجود الامريكي والدولي في العراق، للضرورة القصوى التي يعيشها العراق ،في ظل تنامي وتصاعد خطر تنظيم داعش الارهابي، وخطر وتهديّد الميليشات المسلحة الايرانية ،لشخص وحكومة الكاظمي،وكذلك الأحزاب الطائفية الولائية داخل العملية السياسة، التي تعمل بقوة على إزاحة وإقالة الكاظمي، وقد أبلغته قبل يومين في إجتماع عاصف مع رئيس الوزراء( في بيت العامري )،حضره قادة الميليشات والمالكي والعامري، وغاب زعيم عصائب اهل الحق، وتم تبليغه،برسالة واضحة مباشرة،إن لم تعمل وتبلغ الادارة الامريكية عن رحيل القوات الامريكية عن العراق، حسب (قرار البرلمان)، فسوف تقال حال عودتك من واشنطن،وهذا التهديد أبلغه له ايضا قاآني خليفة سليماني، الي زار العراق قبل يومين،وحملّه رسائل إيرانية اخرى لواشنطن،وعلى إثرها صرّح الكاظمي، (أنه لايعمل ساعي بريد لأحد)، في اشارة مباشرة لرسائل قاآني خليفة سليماني والمرشد الاعلى لواشنطن، وفي إعلان واضح على إستقلالية القرار العراقي ،ورفض تبعيته لأحد،إذن جميع ما أبلغته الاحزاب الايرانية وقادة الميليشيات ،للكاظمي وأملته عليه، لطرحها أمام الرئيس ترمب،هم وقائد الحرس الثوري إسماعيل قاآني قد رماه الكاظمي في سلّة المهملات،وغادر الى واشنطن،يحمل ملفات عراقية بحتة، وهموم عراقية بحتة، وطلبات عراقية مشروعية ملحّة ،ليضعها امام الادارة الأمريكية، والرئيس ترمب مباشرة ،وليضعها أمام اللحظة التاريخية الفارقة، في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية وتاريخ العراق،لاسيما وإن الادارة الامريكية،إعترفت بالخطأ التأريخي للغزو ،والاحتلال الامريكي للعراق،وحملّت إدارة المجرم بوش الابن، تبعات هذا الغزو الوحشي،الذي أوصل سمعة امريكا الى الحضيض،ناهيك عن ماجرى للعراق، بعدها ،من كوارث ومآس يندى لها جبين الانسانية، بعد ان ثبت بطلان مزاعم المجرم بوش، في إمتلاك العراق الاسلحة النووية، للدمار الشامل وعلاقته بالقاعدة،وكانت ذرائع واكاذيب لتدمير العراق لا أكثر، إذن اليوم الفرصة الامريكية مؤاتية لتصحيّح المسار الذي ذكره الرئيس ترمب أكثر من مرة،وإعادة العراق الى وضعه الطبيعي ومحيطه العربي ،من خلال تخليصه، من الهيمنة والنفوذ والاحتلال الايراني ،هو وأحزابه وميليشياته،لاسيما إن جميع الشروط الدولية مهيأة ، وقد إقتنع المجتمع الدولي، والدول الكبرى الآن، من الدور التخريبي ، الذي تمارسه إيران، وأذرعها وميليشياتها في جميع أنحاء العالم،وآخره،ماجرى لبيروت الحبيبة،من إنفجار قنبلة نووية في مرفأ بيروت ،الذي يسيطر عليه حزب الله اللبناني،إذن الكاظمي يمسك الفرصة التاريخية،ليضعها على طاولة الرئيس ترمب، في حواره معه بعد يومين،لاسيما وهو يحمل تفويضاً من شعب العراق،وقواه الوطنية والسياسية، وجميع طوائفه وقومياته، والشارع العراقي المنتفض والمتظاهر منذ أكثر من سنة، والذي يطالب الادارة الامريكية بتصحيّح المسار، وتغيير واصلاح العملية السياسية الفاسدة والفاشلة، التي أوصلت العراق، الى الافلاس والخراب والدمار والتهجير، وقتل الملايين ،إن حمل الكاظمي لملفات إقتصادية وسياسية وأمنية،وعسكرية غاية في الأهمية،فالكاظمي مطالب أن لايقدم سوى مايخص العراق، ومصالحه العليا، ويرفض أي طلب أبلغته له الأحزاب، والكتل العميلة لإيران، فيجب أن يطالب الادارة الامريكية ، في المجال الاقتصادي، الانفتاح العربي والخليجي على دعم ومساندة العراق،وإعادة اعماره، وفتح منافذ نفطية اقصادية كسوق عربي ،والطلب من الادارة الايعاز للدول العربية، بدعم العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً،وعدم تركه لقمة سائغة بيد إيران وأحزابها وميليشياتها، وفي المجال الامني، يجب الطلب بعودة القوات الأمريكية، وتعزيز الوجود العسكرية المكثّف لأمريكا ،والتحالف الدولي في العراق، وتوقيع اتفاقية إستراتجية عسكرية للاطار الاستراتيجي البعيد المدى،لمواجهة إيران وأذرعها في العراق، ولجم تغولهاوتهديداتها، التي تطلق يوميا صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء،وإيصال طلب شعب العراق، أن العراق مختطف بيد ايران ،وأذرعها وأحزابها، ويحتاج التحرّر من براثن إيران وقبضتها،يجب أن يكون الكاظمي واضحاً،ولايهمل هذه الفرصة التأريخية، التي لن تتكرر ،لاسيما وإن الادارة الامريكية والرئيس ترمب، أمام مفترق تأريخي، في إنتخابات تأريخية،يبحث عن فوز ثمين فيها الرئيس ترمب، حيث تلعب إيران وأذرعها وحلفاؤها دوراً لافشال الرئيس ترمب ،في الانتخابات المقبلة،وهو ماصرح به الرئيس ترمب نفسه قبل ايام،إذن مواجهة إيران وميليشياتها في لبنان واليمن والعراق وسوريا،ليست معركة العراق والمنطقة،وإنما بالاساس هي معركة الولايات المتحدة الامريكية والرئيس ترمب،وعليه يجب ربح المعركة بأية وسيلة ،وهزيمة المشروع الايراني الارهابي، الذي بات يهدّد العالم كله،بعد أن تغوّل في المنطقة والعالم ،ودعم كل الفصائل والتنظيمات الارهابية،و في ومقدمتها داعش الارهابي،زيارة الكاظمي ،هي فرصة لتحريرالعراق، لاسيما والفرصة قد لاتتكرر في توافق الجميع على دعم العراق، ودعم الكاظمي، الذي يريد التخلص من نَيّر السيطرة الايرانية، وأطلق على نفسه الشهيد الحي، وما أنجزه من إصلاحات وقرارات ،لاقت إرتياح كبير في الشارع العراقي، وخاصة المتظاهرين، وتضايق كبير لخصومه، فهو يستجيب لأية حالة عراقية تستجوّب الردّ الفوري، وهذا ما جعل الشارع العراقي، يمنح ثقته له، ويعوّل عليه، وينتظر منه الكثير، نعم العراق، يعيش أزمات كارثية ، وتحديات كبرى أمام الكاظمي، ومنها ( جائحة كورونا، هبوط اسعار النفط، مافيات الفساد وحيتانه من رموز الاحزاب وقادته وقادة الميليشيات ، والاوضلع الاقتصادية المتردية التي وصل العراق فيها حافة الافلاس، اضافة الى الصراعات السياسية وفشل البرلمان في معالجتها، ومنها قانون الانتخابات، والمفوضية العليا للانتخابات، وغيرها من الاوضاع التي عزم الكاظمي ،على مواجهتها وتحمل تبعاتها، وهو يدرك ويرى بعينه أن هناك أحزاب نافذة تابعة لإيران، تريد إفشال مهمته ، وإطلاق تهديدات مباشرة له، بالقتل والإقالة، طالما يهدد الكاظمي مصالحها ووجودها ، الكاظمي يواجه حروب حقيقية على أرض العراق،حرب مع إيران وأذرعها وأحزابها، وحرب صحية مع جائحة كورونا، وحرب اقتصادية في الوزارات والفساد فيها، وحرب عسكرية مع داعش، وحرب مع الميليشيات، التي إنفلت عقالها في الشارع العراقي، والتي لاتأتمر الاّ بأوامرإيرانية،وهي ماتسمى الدولة العميقة،فالعراقيون يعيشون حالة اللادولة، التي تمثلها الدولة العميقة التي يقف وراءها نوري المالكي ،وحزب الدعوة والميليشيات الخارجة عن قانون الدولة، والولائية لايران، وبين الدولة التي يريد أن يركّز أسسهها الكاظمي، لذلك إن زيارة الكاظمي ستضع حداً فاصلاً بين عصرّين ، عصر الدولة ،وعصر الدولة العميقة أواللادولة، وعصر الدولة لايستطيع الكاظمي تحقيقه، بدون تدخل أمريكي ودولي مباشر عسكري وغير عسكري، وبدونه هذا التدخل العسكري الامريكي، سيبقى العراق، أسيرالدولة العميقة وأللادولة الى الأبد،هذه هي أهمية زيارة الكاظمي التاريخية لواشنطن..