نُسِب لأمير المؤمنين, علي بن أبي طالب عليه وآله الصلاة والسلام,
أنه قال” مسرّة الكرام في بذل العطاء، ومسرّة اللّئام في سوء الجزاء.”
ككُل بلدان العالم, اجتاح فايروس كورونا كوفيد19, بلاد الرافدين ليزيد الطين بَله, فمن وحل داعش وما جرى, لعامين من الدماء الزكية, التي أريقت من أجل التحرير, إلى العراك السياسي وحرب الانتخابات, ألتي إنتهت بحرق مخازن الصناديق, لِيَلي تلك المرحلة, صراعاتُ التحالفات السياسية, من أجل تكوين الكتلة الأكبر, التي لم ترً النور, لتضارب المصالح والأضغان الدفينة.
تحت ضغوط بالغة الصعوبة, وتدخلات إقليمية ودولية, تكتنفها النزاعات السياسية, تشكلت حكومة عادل عبد المهدي, لتبدأ مرحلة جديدة, للصراع حول المناصب, وما بين المحاصصة والتوافق, رقص المصطلح الكاذب المسمى ( مستقل), لتندلع أول الأزمات بتغيير الوزراء, كان على رأس القائمة وزارة التربية, لتظهر بوادر إسقاط, حكومة السيد عادل عبد المهدي, بعد تشكيله لجنة عليا لمحاربة الفساد, التي كانت بمثابة من يضع يده, داخل جحر الأفاعي والعقارب, وقد ساعد نجاح تلك الحرب, اندلاع التظاهرات بدءا من بغداد, لتجتاح كل محافظات, الجنوب والفرات الأوسط, وسقوط الضحايا من المتظاهرين, تحرك عادل عبد المهدي, على تحريك الخدمات وتعديل الإقتصاد خارجياً, باتفاقه مع الصين على مشاريع الإعمار, بعملية غير محسوبة, ومراعات التوازنات الإقليمية والدولية, لقد كان عبد المهدي, رجل اقتصاد من الطراز الأول, إلا أنه رُشح في غير زمانه.
طالب المُتظاهرون استبدال الحكومة, لكثرة الضحايا وتفاقم التصعيد المتسارع, فرآها بعض الساسة, فرصة سانحة للخلاص من الأزمة, ومحاولة القفز لمنصب, يتمناه أغلب ساسة العراق, إلا أنَّ الرياح جَرَت, بما لم تشتهي الأنفس, فقد عادت الأنا والحزبية, والخوف من المجهول بالنسبة للفاسدين, ليتم التوافق على شخص مصطفى الكاظمي, وبرغم بعض الإختلافات والتحفظات, إلا أن القبول به كرجل مرحلة, يتحملها الساسة لقصر مدتها, وانتظار ما يجري في الانتخابات, المزمع القيام بها العام القادم.
فهل سيتمكن السيد مصطفى الكاظمي, من نزع فتيل الأزمات, التي مازال فتيلها مشعلاً, هل سيحسب خطواته بدقة وتأنٍ, كي لا يزل قدمه على لغم, ينسف ما كل جهد للإصلاح, وقد قالها يوم التاسع من حزيران, لا مجال أمامنا سوى النجاح, فهل هو بالقوة التي تتحمل الصدمات؟ أم أن الفاسدين تعبوا من المرحلة السابقة, ليفكروا بعد حين, بمطباتٍ لا يمكن تفادي الضرر, لمن يريد تجاوزهم؟
أزمة فايروس كورونا, ومتظاهرون يتوعدون بتصعيد كبير, قام السيد مصطفى بخطوة, قد تكون صاعق لغم تحذيري, فقد استهدف بقرار إلغاء رواتب فئة, من يستلمون على أكثر من راتب, بغض النظر عن وجهة نظرنا إلا أننا؛ نراها خطوةً صعبة التطبيق, في المرحلة الحالية, وعلى الكاظمي البحث, عن خطوات رصينة لإنفاذ العراق إقتصادياً, فهل يستطيع تفادي, ألغام حقل الفساد وتجاوزها؟
الفساد عمل شيطاني, فيه من المكائد ما يُرهق بني البشر، فمن وُفِقَ لمعرفة طرقه فيها, نجى وعبر نحو الإصلاح .