قال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون: (دعونا نكون قادرين في كل مرة، على تهديد العالم ، دون أن يرفع أحد إصبعه في وجهنا، ولنلعب لعبتنا ) من أبدأ الكلام حول مثيري الفوضى، الذين حاولوا منذ (2003)، إثارة صراعات مذهبية، ومحاولاتهم لتقسيم العراق، ليست محسوبة النتائج، ولقد فعلها النفر الضال، في مدينة الأعظمية، وباءت بالفشل، أثناء مراسم زيارة الكاظمية المقدسة.
الأسماء والأماكن، تحت حكم الأنظمة القمعية، تعطيها مدلولاً قد يحسب على سكانها، وتمنحها خارطة مختلفة عن البقية، ورغم ذلك فمدينة الأعظمية متاخمة، لمدينة الكاظمية المقدسة، وتربطها أواصر تأريخية وأجتماعية أزلية، فألم الأعظمي لا يفهمه إلا الكاظمي، والسبب ببساطة هو علاقة المصاهرة، بين الرصافة والكرخ، بعيداً عن الطائفة والمذهب، فالهوية عراقية، وأبو حنيفة، والشريف الرضي، وعثمان العبيدي، وهمام طارق، عراقيون بإمتياز.
الدعاة العابثون، بأمن الوطن والمواطن، يتوقعون أن تنطلي علينا مخططاتهم القذرة، فنماذج أسلافهم لا يحيدون عنها، فهم كالإمام المتبع، في إشاعة الحقد، وإثارة الفوضى، وقد فسدت ألسنتهم، بمخالطة المتطرفين والإرهابيين، فصار دينهم لا إسلامياً بل جاهلياً، يعرفون الخالق ولا يعبدونه، ولا يطبقون تعاليمه في التعايش والتآلف، وما الأحداث الأخيرة في الأعظمية، إلا محاولة خائبة، فمال هؤلاء لا يكادون يفقهون حديثاً؟
كلما كان الإنسان قادراً على تقبل الرأي الأخر، كان جديراً بالفوز بالحقيقة، فلا يمكن للحرية أن تعبث بأرواح الأبرياء، والتسامح يحتاج الى قوة أكبر من الإنتقام، حيث الصمت أقوى من كل الكلام، ولذا جاءت زيارة رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، لمدينة الأعظمية، مناسبة وفي وقتها الصحيح، لأداء صلاة روحية وروحانية، على طريق وأد الفتنة، التي حاول المغرضون إثارتها، ولهم عذاب عظيم.
الحياة في الأعظمية، أعلنت إنتصارها ثانية، لأنها كانت على قدر المسؤولية، من ضبط النفس، وجعلت من صبر الزائرين، وثيقة إدانة لهؤلاء الخارجين عن القانون، فقد زحفت الجموع المليونية، لمرقد كاظم الغيظ أسد بغداد (عليه السلام)، وهي كاظمة لغيظها، وأتمت الزيارة، وسط أجواء آمنة مؤمنة، بأن الشعب بجميع أطيافه، سد منيع بوجه الإرهاب، ولن ينالوا من وحدتنا، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟