19 ديسمبر، 2024 5:46 ص

الكارت الأصفر… يمثل القانون الشرعي !

الكارت الأصفر… يمثل القانون الشرعي !

عزوف عن الانتخابات وتذمر شعبي كبير،  مرت علينا عشر سنوات من سقوط  أعتا دكتاتورية شهدها التاريخ،  وتحول البلد من نظام استبدادي الى نظام ديمقراطي يعمل وفق معطيات وأساليب ديمقراطية،  وضمن دستور منتخب من قبل الشعب وانتخابات وتداول سلمي للسلطة. 
ونحن ألان وبعد مرور عشر سنوات تخطينا عدة مراحل انتخابية ابتدأت من التصويت على الدستور،  وانتهاء بانتخاب مجالس المحافظات  في العشرين من نيسان (2013) ومن خلال هذه الفترة مرت علينا عدة حكومات نيابية ومحليه. 
ان نسبة التصويت على الدستور بلغة الثمانين بالمائة وتليها الانتخابات الأخرى،  حينما كان في الواجهة السياسية عمالقة السياسة،  والوطنيين،  وحاملين الأمانة بصدق،  والمضحين عقود من الزمن.
 فالعزوف اليوم عن الانتخابات هذه المرة ينذر بخطر كبير على العملية الديمقراطية الفتية في العراق،  وعلى العملية السياسية برمتها،  ويؤسس الى نظام شمولي دكتاتوري وعودة الحزب والقائد الأوحد. 
ان سبب عدم الذهاب الى الانتخابات هم المتخبطين في السياسة،  والمتربعين على هرم السلطة،  والطائشين،  وأصحاب المصالح الضيقة،  ولا مبالين بالأمانة الوطنية التي حملها لهم الشعب،  وحينما نسال أحدا لماذا لم تذهب الى الانتخاب؟  يجيب بكل صراحة ما الذي قدمه هؤلاء،  وما هي مشاريعهم أين الميزانيات الانفجارية كلما بدء عام نسمع ان هناك ميزانية انفجارية،  وبالفعل ميزانيات انفجارية لا نعرف أين تذهب وكيف تصرف لا وجود لها على ارض الواقع ولا مشاريع إستراتيجية ولا حل مشاكل الشعب،  مثل الكهرباء الذي ابتلعت مليارات الدولارات وصارت من المعجزات الإلف في العراق،   مشكلة السكن الذي بنيت مدن من الصفيح والتنك وكان في السابق لدينا حي واحد يسمى حي التنك اما اليوم مئات الإحياء من الصفيح والتنك ومشكلة البطالة والكثير الكثير لا مجال لذكرها. 
بين الحين والأخر نسمع الوزير الفلاني (شفط ) دخل الوزارة وهرب خارج العراق او يكفل بعدة دنانير لا تساوي واحد بالمائة من الذي( شفطة) من الوزارة او لدية جنسية أجنبية ويحسب من رعاية تلك الدولة. 
ميزانيات انفجارية لكن لم نسمع يوما ما خبر عاجل عن تفجير في  جيوب المسؤولين.  ولم نسمع ملئت تلك الجيوب الذي ابتلعت أموال اليتامى،  والأرامل،  والمتجولين في الشوارع،  ليجلبوا لقمه العيش الذي سرقها منهم  أصحاب الجيوب المتخمة وعبيد ألكاس والأنثى.
 ذهبنا في صبيحة يوم العشرين من نيسان لنلبي واجبا شرعيا ووطنيا وان نمارس أسلوب ديمقراطي وحضاري في البلد. 
فوجئت بكتله بشرية كبيرة ترتدي الملابس والقبعات ذات أللون الأصفر،  مما أجبرني الفضول لأسال عن هذه الظاهرة وما سبب اختيارهم هذا أللون؟  فأجابني احدهم بأسلوب حضاري وناتج عن وعي وثقافة هذه الظاهرة. 
 قال لي هل تشاهد كرة القدم؟  أجبت نعم،  قال حينما احد أللاعبين يخرق قانون أللعبة او يسئ الأدب يرفع الكرت الأصفر بوجهه  صاحب القرار وممثل القانون الشرعي في الميدان،   كإنذار أولي واذ استمر على هذا الأسلوب بعدها يرفع بوجه الكارت الأحمر ويطرد من ميدان أللعبه،  وقد يكون بهذا  سبب خسارة كبيرة الى فريقه وجمهوره، 
ثم قال وها نحن اليوم ارتدينا الكارت الأصفر إنذار أولي،  وبعدها سوف نرتدي الكارت الأحمر ونبعد من خرق القانون وسرق قوت الشعب من الساحة الديمقراطية.!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات