حاوره / حامد شهاب
الكاتب والروائي والاعلامي القدير الأستاذ أمجد توفيق صاحب نظرة ثاقبة ولديه رؤية متعمقة لكثير من القضايا الفلسفية والأخلاقية والروحية والعقائدية وهي تصورات مستنبطة من تجارب قراءاته الكثيرة ومؤلفاته المتعددة في السرد الروائي القصصي وتعمقه في تفسيرات الكثير من الاحداث والوقائع.
الكاتب أمجد توفيق يؤمن بنظريات البحث العلمي الرصين الذي يعتمد الوثائقية والأثر المادي وما تركته لنا الآثار التاريخية وحتى الدلالات الرمزية من عينات وآثار مادية لكي يمكن أن نسبر ظواهر الحياة والكون والعقائد سواء أكانت دينية أو فلسفية أو سياسية عندها يمكن أن نحدد مساراتها ومدى صحة وجودها من عدمها..ولهذه الأسباب وجدنا من المناسب أن نغوص في أعماق تلك الرؤئ والتصورات وبخاصة في جانبها العقائدي على وجه التحديد..
فقد أكد الكاتب والروائي الكبير أمجد توفيق أن للدين جانبين مهمين في حياة البشر والكون عموما.. دور ايجابي وآخر سلبي في آن واحد في التاثير على المحتمعات وغرس تلك العقائد والتصورات.
وقال في حوار أجريناه معه أن الدور الإيجابي للدين يكمن في توجيه البشر نحو السلوك الامثل والحفاظ على ثوابت المجتمع ووحدته من ان تتعرض للإهتزاز أو الإنفلات.
ويضيف إن الإيمان من شانه أن يعزز نظرة الانسان بالإمتثال لما يطلبه الخالق من سلوك وتوجهات إيجابية ، في حين يبرز الدور السلبي للدين من خلال حرف الاخرين لمسار ومنطلقات العقائد الدينية بما يخدم توجهات الكثير من الدعاة ومن يستخدمونها لخدمة أغراضهم وماربهم الشخصية أو المذهبية بما يتعارض وقيم الدين وأخلاقياته ومبادئه.
ويضيف بأن الإيمان عندما يكون فرديا ومعبرا عن قناعة خاصة فهو يقع ضمن الحرية الفردية التي ينبغي أن تحترم ، وخطورته تكمن في المظاهر الجمعية والمؤسساتية عندما تتبنى منهجا خاصا قد لا يتفق أو يؤيده الآخرون .
ليس وراء كل الديانات رسل أو أنبياء
وأوضح الكاتب أمجد توفيق أنه ليست كل الديانات كان وراها أنبياء أو رسل..فهناك ديانات مثل الكنفوشيه والبوذية والسيخية لم يكن دعاتها أنبياء أو رسل بل بشر أو رموز إجتماعية لكنهم إستطاعوا أن يوصلوا شعوبهم من خلال مسيرتهم إلى سلوك إيجابي يخدم مجتمعاتهم في الإيمان بدورهم ومكانتهم في مسار الإنتقال بهم الى حيث الطموحات المشروعة والآمال التي يحلمون بها حتى تحولت إلى مايشبه حالة التقديس لهؤلاء القادة منذ أزمنة قديمة.
وأشار الى أن هناك نماذج من عبادات قد يبدو شكلها غريبا لكنها تمتلك من يؤمن بها وهي طرق لا علاقة لها بالأديان السماوية .. ما يعني أن مجرد الإيمان حتى لو كان بحجر يمكن أن يكون مصدر ايمان للآخرين أو تعلقهم به، فهنا يتحول الايمان إلى عقيدة لم يكن للأنبياء أو للرسل دور فيها.
التاريخ الإنساني تأريخ إخفاق
وفي الختام أكد الكاتب أمجد توفيق أنه لم ينكر يوما دور العقائد والأديان في قدرتها على توجيه سلوك البشر نحو الخير والفضيلة والإيمان بالخالق لكن البشرية مرت بفترات تاريخية طويلة من حالات التشويه والبدع والضلالات وهي من أوصلت الدول والمجتمعات الى ركوب الكثير من موجات الشر والرذيلة وخوض الحروب وإثارة الفتن وهو ما نعاني منه كثيرا في عصرنا الحاضر، وهو يرى أيضا أن التاريخ الإنساني بأجمعه هو تاريخ إخفاق فما زالت الحروب والمصالح والتطرف وعناصر القوة تتسيد المشهد للأسف الشديد.