كثيرا من الناس لا تلتقي بهم ولا تكتحل عينك بمنظرهم ولو لمرة واحدة ولكن تشعر انهم قريبون منك يعيشون معك في قلبك ووجدانك لان المودة لا يمثلها التقاء الوجوه بل تعكسها توافق المواقف واتفاق الافكار, وهكذا عرفت الاخت الشاعرة منى الهلالي عرفتها من شعرها من مواقفها الوطنية من زيها الفلكلوري … من اصالتها كامراة جنوبية , من لهجتها السومرية , عرفتها لاول مرة عندما تطاول الطائفي البغيض طة اللهيبي ووصف اهل العمارة بالهنود كتبت مقالين احدهما بعنوان ((لا تبتئسوا يا اهل العمارة فالجاموسة افضل من البعير ومن اتى معه )) والمقالة الاخرى (( اصالة عروبة اهل جنوب العراق وعمق حضارتهم تكشفها من لهجتهم )) اعجب بهذه المقالات الالاف من القراء وتناولتها الصحف المحلية ….بعد ايام صدفة اطلعت على قصيدة للشاعرة الهلالي بعنوان احنه اهنود ولا باس ان ناخذ بعض من ابياتها لاهميتها
احنه اهنود
احنه اهل الكرم والجود
احنه اهنود
احنة ربات دلة ومضغة البارود
احنه اهنود
احنه الاصل والديوان
احنه الفالة والمكوار واهل الزود
احنه هنود
احنه من نسل زهراء وانت من اكلة الكبود
احنه هنود
احنه بثورة العشرين خلينه الليالي شهود
تاملت القصيدة جيدا رغم انني غير ميال للشعر لكن جزالة الكلمات وصدق المشاعر هزتني كثيرا وشعرت في وقتها ان ما كتبته لا يرقى الى ما قالته هذه الشاعرة الكبيرة من صدق الاحساس وفصاحة اللسان وقوة البيان , فقلت في نفسي هذا موقف وطني مميز من امراة جنوبية عفيفة شجاعة وان المواقف الوطنية لا تاتي بغتة فبحثت عن سيرتها فرايت كم من تراكم لنتاج وطني في حياتها فهي من النساء التي عارضت النظام السابق لنهجه الدكتاتوري والطائفي وبعد التغير تصدت لتكون رئيسة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل , وعندما تشكل تجمع كتاب الحشد الشعبي كانت من اول المبادرين للانضمام له , فحقا هي امراة تعادل الالاف من الرجال الصامتين عندما تنتهك كرامة وطنهم ويعتدى على معتقدهم ومقدساتهم … ونحن في تجمع كتاب الحشد الشعبي الذي يزيد عددهم عن 100 كاتب واديب وشاعر من اصحاب الكلمة الصادقة والوطنية الحقة الذين يدعمون قوات الحشد الشعبي ويتصدون للاعلام المغرض والمعادي له يستنكرون الاساءة لاي شخصية وطنية معروفة من امثال الشاعرة منى الهلالي ووصفها من بعض الابواق الماجورة بانها شاعرة طائفية , نقول لهم انها شاعرة وطنية مثلت الوحدة الوطنية بقصائها ولاكثر من مناسبة واتهامكم لها لا ينحصر في شخصها بل في مواقفها المشرفة التي يعرفها القاصي والداني فهي تجاهد بشعرها الوطني كما جاهدت الشهيدة امية الجبوري ببندقيتها ضد الدواعش الغزاة .