18 ديسمبر، 2024 11:24 م

الكابوي الحداثوي- نص

الكابوي الحداثوي- نص

رامبو بثوب ما بعد الحداثة،
أستمر بأطلاق النار، كما هو شأنه الذي دأب عليه في كل قرن وفي كل حين

من أحالة الى أخرى بآلف لون، كما الحرباء التى تتلون بلون المكان

الى أي أرض يصل إليها، تشتعل بالنار

نض عن جسد المال،

اللباس العتيق قبل ان يتهرأ و قبل أن تتقدم عليه سنون العولمة

راسما لها، طريقاً واسعاً وجديداً، يتحملُ أثقال شاحنات المال في خط سيرها الحداثوي

يداه ملطخة ببقايا دم الهندي قبل قرون

الهندي الاحمر المقتول

يُسمع آنينه الموجوع،

من تحت الطرق والدروب المنتشرة كما الاخطبوط في الولايات التى تتسيد فيها، حيتان المال

أينما يذهب ويكون له في أي مكان، وجود فيه، يطلق النار

الكابوي كما الثور الهائج لشهوة السطوة على الشعوب

يعيث فسادا فيها بعد أن ينشر القتل فيها والدمار

في أي وطن من سوء حظ هذا الوطن المبتلى؛ يحط الرامبو هذا رحاله فيه

يتواجد فيه بفعل القدر وسوء الصدفة

يشم رائحة المال عن بعد ومهما كان هذا البعد بعيدا

تتهيج قدراته في الشم،

التى لاتضاهيها أي قدرات أخرى في الكون على الشم

يتحول ألى وحش كاسر

يفتك بخلائق الله بلا قلب ولاضمير

رامبو الانكلو ساكسوني

يترجل ضاحكا بضحكة ملؤها البهجة والانتشاء

يهبط نازلا على الارض

من على ظهر الحصان الطائر

طائرة الشبح التى تركها خلفه في قاعدة الشر والجريمة

يرسل أزيز محركها بأنتظار كابوي أخر يمتطيها

يوقظ أطفال العراق من نومهم

يفز الطفل مرعوبا ويسأل أمه عن أبيه

تكتم الام غصة ألم في الحلق المتيبس من كثرة النواح، في ظلام ليل لم ينجلِ بعد

ينتظرُ فجراً واعداً بالمجيء

عله يجيء لها بخبر عن الزوج الذي ارتقت روحه على سلالم الصعود الى عليين

ليكنس الرماد وبقايا خرائب الوطن الذي نشرت فيه، إمريكا؛

الدمار وبقايا اجساد في الوطن الذي يغيبه القدر المشؤم عن الحضور والحاضر في النفوس والعقول رغم القدر

أجساداً، احرقتها قنابل النابلم والفسفور الابيض في لحظة من التاريخ المجلل بالسواد

أحفاد الكابوي، الانكلو ساكسوني، الانجيليون الجدد

يتوقف أحدهم قبالة باب الكنيسة الانجيلية

هذا الذي هبط في التو من على ظهر الحصان الطائر

يدخل الى الكنيسة ليتلو الصلاة

بعد أن يغسل يديه من دم الضحايا، ضحايا الشعوب التى تداخلت فيها، خنادق الاقتتال

دسائس هذا الكابوي الأنجيلي الحداثوي

تجعل من وئام الشعوب

تناحرا وتفارقا

تفتحُ فيه، حواضن للانكلو ساكسوني

يشتدُ نزوح الشعوب الى المنافي

تبحث عن ملاذ تلوذ فيه من عبث الاقدار

تصنعُ إمريكا في الغرف المظلمة،

مطاحن للشعوب

تقول قولتها التى عرفها العالم بها

المطالبة بالحرية وحق الانسان في الحياة

تؤسس في الوطن الواحد

الفرقة والتناحر بين الناس
كي تسود وتستغل وتنهب الثروات والخيرات