19 ديسمبر، 2024 12:13 ص

الكائن المشطور.. في (قناع بلون السماء) رواية باسم خندقجي

الكائن المشطور.. في (قناع بلون السماء) رواية باسم خندقجي

(ألم أقل لك: إنني أثنان نور وأور) ص138/ قناع بلون السماء

25/ 3/ 2024

مقداد مسعود

(*)

موجهات السرد في (قناع بلون السماء) للروائي باسم خندقجي

(1) شفاهيات من نور إلى الأسير مراد
(2) بحث نور عن جذور مريم المجدلية
(3) نور يجتهد في  تصنيع رواية
(4) الخلاف بين بطرس والمجدلية
(5) سماء إسماعيل : الفتاة الحيفاوية
(6) تالا الفتاة الإسرائيلية
(7) مهيمنة الرواية : إشكالية الوجه والقناع

(*)

الأشجار المغروسة: شهود زور، الصنوبر والسرو وغيرهما، أقنعة نباتية تدوس على تاريخ التراب وتتوغل في التربة  لتمحو انتسابه التاريخي لفلسطين(أطلال القرية  أخفتها الأشجار الباسقة التي زرعها مستوطنو مجدو/ 199).القرية الفلسطينية  الممحوة بالجرافات في 1948 اسمها أبو شوشة/ ص208 أما البئرة المهجورة ( كاد يصعقني هو عثوري بجانب البئر على بقايا مقام إسلامي قدّرت أنّه مسجد إبراهيم المبني على صخرة مُدوّرة، وكان ياقوت الحمويّ يذكره في مرجعه المهم (معجم البلدان)..على جانب قاع البئر يكمن الباب المموه المؤدي إلى نفق يوصل القدم إلى حجرات تحرسها يقظة المشاعل والشموع والأنفاس الحيّة لحرّاس الأرض الأشداء على الطاغوت والرحماء فيما بينهم/ حين تتكشف  الحقائق يخلع الباحث الفلسطيني الشاب نور مهدي الشهديقناع التسمية المزيف اعني اسمه اليهودي :أور شابيرا الذي عثر عليه في هوية إسرائيلية موجودا في جيب المعطف المستعمل الذي اشتراه، سيكون الاسم الإسرائيلي قناع الاسم الفلسطيني نور شهدي. وسيكون هذا القناع التسموي تأشيرة دخوله وتعايشه النخبوي مع علماء الآثار الوافدين مع أطراف العالم لينقبوا في الأرض الفلسطينية لتوكيد الهوية الإسرائيلية لأرض فلسطين

(*)

لماذا المعطف يذكرني بالروائي غوغول وروايته القصيرة المدوية (المعطف) الذي أشاد بها العبقري دستويفسكي ؟ فالمؤلف باسم خندقي لم يجد الهوية في سترة، ولا بنطلون؟ ولا في قمصلة، ولا يعثر على في مكان عام.

(*)

الفصل الأول من الرواية يصوغ مقدمة لرواية يريد أن يكتبها مؤلف آخر هو السارد الرئيس والشخصية المحورية في الرواية: ها نحن أمام قناع آخر بهوية عربية ونحن بين روايتين الرواية والرواية الإطار. فالرواية التي يقرأها القارئ هي محض إطار لرواية الروائي نسيم شاكر

(*)

نور يبحث في باطن الأرض عن جذور التاريخ ليشكل منه رواية ً تاريخية أسوة  بما جرى في روايتيّ(خسوف بدر الدين) و(مسك الحكاية)  وإذا كان في الروايتين اغترف من الماضي العربي البعيد، فهو في هذه الرواية يغترف من وقائع نكبة 1948,لكن  في الروايتين  وفي الرواية الثالثة، الشخصية الأهم هي المرأة، وهناالتحدي روائيا: (آن لي ألاّ أُحيل جهدي الدؤوب الذي مارسته على مدار أكثر من خمس سنوات في عالم المجدلية التاريخي والديني السرّيّ إلى هباء منثور، لن أسمح لدان بروان وكل الكؤوس المقدّسة التي شُربت بصحة رواية(شيفرة دانتي) أن يتطاولوا على المجدلية بترهاتهم../ 11).. هل رواية نور رد فعل روائي على رواية دان براون؟ (هل كان يتخيّل دان بروان التاريخ أم كان يخاتله؟ ما الذي فعله بالمجدليّة؟ ما الذي فعلهُ بنور حتى يدفعه إلى البحث طيلة السنوات الخمس الماضية في سيرة المجدلية؟ لماذا ينتزع كاتبٌ أجنبي المجدلية من ساقها التاريخي الجغرافي الفلسطيني ليُلقي بها في مهاوي الغرب؟ لماذا؟ / 24)

(*)

سيعمد السارد المشارك/ الروائي أن يكرر الفعل التقني  الذي استعمله في رواية (مسك الكفاية) (فكرت مليّا اعتماد مسارين زمنيّين، زمن الماضي التاريخي، وزمن الحاضر/ 12) وهذه الفكرة في هندسة الرواية، اقترضها الروائي(تيمُنّا برواية أليف شافاك(قواعد العشق الأربعين)..نحن هنا نصغي كقراء للرواية المفكرة بذاتها ومن الذين اشتغلوا في هذا المجال الروائي العراقي مهدي عيسى الصقر في (امرأة الغائب) يقول السارد في الصفحة الأولى من الرواية ( (وجدي) هو الاسم الذي ستعرفونني به في هذه الرواية. هذا ليس اسمي المدون في شهادة الميلاد.. هو اسم اختاره لي المؤلف كيفما اتفق، مثلما اختار أسماء عدد من شخوص الرواية، من أجل التمويه، تحاشيا للمشاكل.).. في (قناع بلون السماء) يخبرنا السارد المشارك (اسم الروائيّ سيكون نسيم شاكر.. أنه اسم جذّاب لروائي.. بجانبه ستكون البطلة صحافيّة أو باحثة تاريخية.. اسم البطلة مرام../ 13) فاعلية الأسماء أشبه ما تكون المهيمنة الروائية في (قناع بلون السماء) ويتدرج السارد في تبيان أهميتها. في ص16 وهو يخبرنا عن اسمه(نور مهدي الشهدي).. وقبل أن يلفظ اسم المخيم الذي يعيش فيه يقول(فما الحاجة إلى الأسماء/ 15) ونور مهدي الشهدي) إن كان له حتى هذه الصفحات اسما واحدا فهو المتعدد في صفاته : هو المفجوع والمكلوم والكاتم والمكتوم والتائه والمغترب. ثم يكرر السارد (فما الحاجة إلى الأسماء إذن).الأسماء إذا لم ترتطم الأماكن بدويّ تبقى عاطلة المعنى، (عندما تُرتكب فيه المجزرة، يصبح اسما من أسماء المآسي في تاريخ الإنسانية، يصبح اسمه مخيّم تلّ الزعتر أو صبرا أو شاتيلا..) ويكون للتسمية مذاقا لذيذا حين تحييه أم المحكوم بالسجن المؤبد (كم كان يكن ويستكين بسماع اسمه وكنيته حين تكسوه بها!كم كان بحاجة ٍ إلى كل هذا الدفء المستمدّ منها/ 17)

(*)

التسمية المزدوجة ستشطر الشخصية المحورية إلى شطرين

(1) نور مهدي الشهدي
(2) أور شابيرا

قراءتي  صارت الآن وظيفتها، رصد الشخصيتين. في البدء لم يكن القناع، بل الكنية( أكتشف نور ملامحه، وبات يُدرك مزايا تلك الكنية التي كانت تلاحقه بها أولاد المخيّم: (السكناجي) لتغدو في تل أبيب(أشكنازي).. هذه الكنية قناع لغوي يؤدي إلى تميز خاص. وهنا يكون على نور، ملء الكنية لغوياً، لأن ( الكنية بحاجة إلى لغة، واللغة هي العبريّة التي يتلقّفها عبر بضع كلماتٍ وتساؤلات ٍ، كان يلاحق بها زملاءه في العمل ممّن أتقنوا العبريّة، ثم أندفع إليها، فأشترى كتباً لتعليم اللغة العبرية واستمع لنشرات الأخبار العبرّية والأغاني والأفلام العبرية../ 40) إقباله مجتهدا لا حبا بهذه اللغة، يستعملها درعاً يتحصن بها، حين يقرر اختراق المؤسسات الإسرائيلية. ينتقل الاستعمال من الكنية اليهودية إلى اللغة العبرية

وإذا كانت اللغة العربيّة لغة قلبه، والإنجليزية لغة عقله فالعبرية

(لغة ظله ُ وملامحه الأشكنازية/ 41) وهكذا  صارت الملامح قناع واللغة الثالثة قناع . ولا بد من قناع آخر هو الاسم اليهودي (هكذا اخترعت ُ اسمي الآخر. في البدء، كنت أستعير أسماءً مختلفة أثناء ولوجي بالتفاصيل الكولونياليّة الصهيونية.. مرّة ً اسمي ناتي، ومرة رافي أو بنيامين.. إلى أن تعثّرت باسمي الأفضل في المعطف الجلدي: شابيرا.. أور شابيرا../ 69) الكلام حول الاسم والمسمّى يعيدني إلى مقالتي(شرط التسمية) عن الشاعر العراقي الكبير بلند الحيدري في ديوانه (حوار عبر الأبعاد الثلاثة) المنشورة في كتابي (من الأشرعة يتدفق النهر) قلت في مقالتي وإذا كانت الأسماء تفرضها ضرورة معينة فإن لها في (حوار عبر الأبعاد الثلاثة) وظيفة إشارية متعددة الأبعاد والوظائف :

يقول الولد(ولأني بِلا اسم قتلتُ أبي): الاسم هنا هو المتسبب في الجريمة. ويقول الكورس(أسماؤنا صلباننا) الاسم له وظيفة الرافعة

(نتعذب فيها) الأسماء حاضنة للعذاب. (يعرفنا الرب بها يوم الدينونة) الاسم أداة تعريف. وحين يطالبهم الولد بتسمية له

(أعطوني اسما) سيكون عطاءهم مرتهنا بشرط قاس( لن نعطيها مالم نعرف وجهك في القاتل أو وجهك في المقتول) إذن التسمية هنا ليست فاعلية ذاتية، بل شهادة الآخر وهبته لتشريع حضور ذاتك في الكثرة. إذن أفعال الكثرة لا تتمرد على أنظمة السلوك الجمعي التي لا تخلو من التلفيق والتعسف (باسم الرب سيعدم)

(باسم الشعب سيعدم) (باسم القانون)..

(*)

وحين يضع نور يده في الجيب الداخلي للمعطف المستعمل سيحصل نور على القناع الثلاث وهو القناع الأهم (ما إن وضع يده في جيبه الداخلي حتى التقطت أصابعه شيئاً ما، فأخرجه بلهفة ٍ وفضول، فإذا هي بطاقة هويّة صهيونية زرقاء اللون من غير سوء . هنا القناع الثالث يشتغل لغويا. الشاب الفلسطيني اسمه (نور) والشاب اليهودي، أكبر من نور بخمس سنوات أسمه (أور) وهذا الاسم بالعبرية يعني (نور) أيضا. هذا التطابق بين المعنى في الاسمين، له دلالات غير المصادفة، في السرد الروائي المصادفات لها مغزى تتوصل إليه حرية القارئ في نزهته السردية. ربما تكون المصادفة هي القصد السردي للتوغل في أعماق العالم الكونياليّ. إذن للاسم قوة  المناعة وللقناع أهمية الحصانة وبشهادة نور شهدي( أنا عثرت على قناع واسم لأتسلل من خلالهما../ 56) استعمل الاسم العبري يعني تمويت الاسم العربي (نور) وبهذا يخاطب نور صديقه الأسير قائلا له تخيليا معتبراً الاسم العربي تسبب في انتهاكه !! (ممارسة هذا الاسم على أرض الواقع الكونياليّ هو انتهاك بحد ذاته للاسم الآخر الذي انتهكني منذ ولدت من رحم الأزقة.. أنا لم انتحل الاسم فقط، بل تخيّلته ُ أيضا.. امتلكت الجرأة عن التخيل../57) هنا الصعود على خشبة مسرح الذات المتماهية بسيكولوجية الملابس (كنتُ أدخل المتجر لأراقب الآخر وهو يختار ملابسه لكي أقتني مثلها)،هذا التماهي ستكون ظلاله قاتمة على الذات الفلسطينية  للشاب نور( شعر أن ثمّة شيئاً يقضمه، فالقناع لم يعد ملامح فحسب، بل امتّد ليسري في هويّته، ويمزجها بهوية ٍ أخرى../ 61) هنا صعوبة الأحاسيس والمشاعر وكل ما في أنظمة الوعي واللاوعي الجمعي.هنا نحن أما الكائن المشطور. كيف يكون نور هو نور دائما وهناك أور شابيرا، الذي صيّر ذات نور مسرحا له وملبسا ولغة ؟! وكيف إذا تلاقيا في تل أبيب أو في القدس : الفلسطيني نور شهدي والإسرائيلي أور شابيرا؟ وحتى لا يحدث هذا اللقاء بينهما، كان نور يستخدم الاسم فقط.  هنا يسطع دور الأسير مراد صديق نور،يحاول تخليص نور من كائنيته المشطورة من خلال بث الوعي النظري المتجسد بحزمة من الكتب التحررية التي تتناول أصول ومحدّدات الكولونياليّة وتاريخها ونشأة الحركة الصهيونية، هذه القراءات ستجعل نور مهدي الشهدي مدركا لأصول هوية أور شابيرا فالإدراك  يمنح نور المهدي الحصانة وعدم الانشطار إلى بشرة سوداء وقناع أبيض  بحسب رأي المناضل الأفريقي فرانز فانون

(*)

 الفلسطيني نور حين يقف أمام المرآة  يرى  الإسرائيلي أور شابيرا!!  فالمرآة لا تعكس نور شهدي. ولما يتسلل  إلى القدس يكون نور مهدي الشهدي. أما حين يتجول في شوارع القدس فيكون أور شابيرا. من الظاهر ؟ ومن الباطن؟ وأحيانا يتحاوران فيما بينهما ويختلفان ويتفقان كما في الصفحات التالية: 102-103- 107-  111- 132-133-  138- 146 –  ثم تكون النقلة الجديدة للتحاور من خلال طرف ثالث/ نسوي  يصير بينهما أعني بين نور  وأور

(1) يكون أور شابيرا  حين يخاطب أيالا شرعابي
(2) يكون نور حين يخاطب سماء إسماعيل الحيفاوية

في مثل هذه الحالة يتصارعان الظاهر والباطن في دخيلة نور والأمر كالتالي ( مالت أيالا على أور همسّا، مطالبة ً منه انضمامها إلى مجموعته متذرعة بعدم إتقانها للغة الإنجليزية مثله، ووجوده بجانبها سيوفّر عليها أعباء الترجمة والتواصل مع أفراد المجموعة

فهزّ أور كتفيّه مستسلماً لرغبتها/ 160) هنا تغلب الظاهر على الباطن أما الباطن وهو نور(فقد كان في سرّه يسعى لضبط إيقاع قلبه الصاخب المطالب بانضمامه لمجموعة سماء إسماعيل، إلاّ أن الحظّ لم يحالفه إثر اختيارها لمجموعة معظمها من الأميركيين والكنديّين)  وما أن يرى سماء إسماعيل حتى يتضايق من قناعه وهويته المزيفة وبشرته الأشكنازية، وصار يشعر أن اليهودية الشرقية أيالا شرعابي تكاد تخنقه، لذا (مع تصاعد هموم قناعه الذي شعر أنه يرتديه منذ دهر، تملص من دعوة أيالا وبقيّة أعضاء المجموعة../ 186).. هو يفكّر بمن تشغل عقله وقلبه (سماء لم تكن سعيدة اليوم. كانت مُلبّدة بغيوم الأسى والحيرة/ 187) وهو يسأل صديقه الأسير مراد وهو يجيب ..(ماذا يشبه وجه سماء إسماعيل في لحظات الصباح الأولى؟ أنّه ُ يشبه سدرة المنتهى.. لا بل صباح العيد. عيد الطفولة البعيدة/ 188) وما يزال نور مشطورا ً شطرين يكابد كثيراً من هذا الانشطار بين امرأتين : أيالا شرعابي/ سماء إسماعيل، ويبوح بذلك إلى صديقه الأسير :

(1) (لا تشتمني يا مراد، أرجوك.. دعني أكمل، فلست أنا الذي كنت جالسا برفقة أيالا على مائدة أوشرات، بل أور واساها قائلاً ……………………………………………./ 200)
(2) (كدت ُ قبل عدّة أيام أن انتزع قناع أور شابيرا بعد أن قمت بتحيّة سماء إسماعيل بتحية صباحيّة عربيّة  حييتها بصباح حيفا البهية../ 201).. إذن  نور:  ذكرٌ مشطورٌ بين امرأتين ومشطور بين رجلين : نور/ أور،  وخطواته قلقة ودقيقة  وفيها مخاطر مهلكة. أنه (يسير فوق حبل ٍ رفيع حاملا بين يديه نور وأور معا، يخشى السقوط نحو قهقهات هذا المكان الذي بات يُطبق عليه، وقد كان القناع، قناع أور شابيرا هو كل ما يخنقه الآن، 204)..

(*)

حسم الموقف والتمسك بالهوية الفلسطينية، لا يأتي من الباطن للتغلب على الخارج / القناع.. بل يأتي من الخارج. من القوى الفلسطينية المتمسكة فيما بينها. قوى المواجهة، وليس من فردية المغامرة. من القوة الفلسطينية التي تمنع مسيرة الأعلام المنوي إقامتها  في أورشليم. ولهذا السبب يتوقف عمل فرق الآثار، وينحسم الموقف بتغلب الوجه على القناع وتصبح سماء إسماعيل الفتاة الحيفاوية هوية نور..

(*)

شخصيا أرى الصفحات الأخيرة لا تمتلك  مقومات الإقناع الروائي بالنسبة لي كقارئ. الرواية جميلة وفيها متغيرات مقارنة بالروايتين

(خسوف بدرالدين) و(مسك الحكاية) وتتكون هذه الرواية (قناع بلون السماء) موجهات سردية غزيرة شخصتها قراءتنا في بداية المقال. وكان الروائي يوازن بين شخصية مريم المجدلية وتميزها في حياة عيسى بن مريم. ومعاناتها مع منطق الذكورة المستبدة بعد صلب المسيح وهذه موضوعة تستحق وحدها رواية من الروائي المتميز إبداعيا باسم خندقجي

*باسم خندقجي/ قناع بلون السماء/ دار الآداب/ بيروت/ ط1/ 2023

*مهدي عيسى الصقر/ امرأة الغائب/ دار المدى/ بغداد/ ط1/ 2004

*مقداد مسعود/ من الأشرعة يتدفق النهر/ من اصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العراقية/ ط1/ 2013