23 ديسمبر، 2024 12:06 م

القوى الناعمة.. تحفر خندقا بإبرة؟!

القوى الناعمة.. تحفر خندقا بإبرة؟!

كل شيء أصبح سهل المنال، مع تكنولوجيا العصر، لم يتبقى مستور، حتى أسرار البيوت انتهكت، وصار العالم الافتراضي، نوع من أنماط الحياة، يعيشها بعض الناس، يحلق في المجهول، يضيع بين عوالم خيالية، صداقات ومشاركات وخداع، لذلك تجد قائمة الأصدقاء ممتلئة بآلاف الأصدقاء، لكن الحقيقية لا تتعدى العشرة، واليوم نعيش في أزمة حقيقية.الحقيقة غابت، وأغلب الناس أصبحوا أسرى لحياة خيالية، تغذي عقولهم بأوهام وكذب وتدليس، تحيكها شبكات كبيرة وعملاقة، تعمل على فرض ثقافة وأيدلوجية جديدة، كي تنتزع ما تبقى من حضارات وثقافات الشعوب، متخذه من كلمات الثقافة والعصرنه غطاء، لجر المجتمعات المحافظة إلى الانحطاط الأخلاقي والفكري، والانحراف العقائدي.اليوم ومع كل الأسف، نجد شبابنا وبناتنا، يسيرون وهم نيام! خلف هذه الأجندات المدربة، على مستوى عالي، من الحرفية في إقناع المقابل، ومحاكاة العقل الباطن واستدراجه، لتناقضات داخلية تخدع بعض العقول، ذات التفكير السطحي، وهذا ما ينطبق بشكل أو بأخر، على ما تمارسه بعض الوسائل الإعلام، لإغراض سياسية غير شريفة.أنتشار الإخبار الكاذبة، يرافقها صور مفبركة وسيئة، تتبنها وكالات إخبارية وصحف إليكترونية، تنتشر بشكل واسع، داخل مواقع التواصل الاجتماعي، لتصنع رأي عام ضد جهة معينة، أدواتها الناس البسطاء، ذوي العقول السطحية، الذي يصدق كل ما يراه، لا يتمحص ولا يتفحص ولا يدقق ولا يحقق، تراه يشارك الخبر على صفحته العامة، وهو يجهل مكنونه وماذا أريد به، مجرد انه أداة سهلة الاستخدام، تدر على أصحاب المشاريع والأجندات التخريبية، وتضمن لهم سرعة ومساحة واسعة من الانتشار.يجب أن نعي حجم المرحلة وصعوبتها، مع تداخل هذا الكم الهائل من الأجندات والقوى الناعمة، التي تعمل بصمت، خلف الكواليس، لتحقيق أهداف مرسومة على مدى سنوات، الوعي الفكري والحذر العقلي، هو سلاحنا الاقوى، لتصدي لهذا الإعصار أو توسونامي الإعلام المنحرف، الذي سيجرف البلد وأبنائه إلى محرقة، لا ينجوا منها احد.أنها الحقيقة؛ يهونها البعض ويستهزئ بها الأخر، ويرفضها كثير من المثقفين، لكنهم لو يحكمون العقل، ويطلقون العنان لتفكيرهم، خلف المسميات، لوجدوا إن هناك معالم ودلائل تشير إلى ما طرح بعقلانية، لذلك الحذر كل الحذر أصدقائي، لا تشارك ولا تنشر ما لم تتأكد من مصدره وما المقصود من وراءه وما هي النتائج والأسباب، فهناك مؤسسات لصناعة الخبر وفبركة الحدث وتسويقه بأموال عالمية.يجب أن لا نكون أدواتهم من حيث نشعر أو لا نشعر، فهناك حساب وكتاب، يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم، ولتعلم جميعا، أن من رضي بعمل قوما حشر معهم، وما إعجابك أو مشاركتك لمنشور، على صفحة أعمالك، إلا إقرار برضاك عنه، ومن يعمل مثال ذرة خير يرى، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى.