غاشم: ظالم
قوة غاشمة: وحشية
الأمة محاطة بقوى إقليمية مسلمة بقولها وإدعاءاتها وغاشمة بفعلها ونواياها , ولو أن الأمر غير ذلك لما كانت سببا كبيرا في معاناة الأمة , وتداعياتها المريرة المُفعّلة من قبل تلك القوى التي يتحقق إستخدامها للنيل من الأمة بإسم الدين.
والأنكى من ذلك أن التفاعلات المعقدة المتراكمة قد جعلت قدرات الأمة وقواها وثرواتها ضد إرادتها وعدوانا عليها.
القوتان الإقليميتان المجاورتان للأمة هما إيران وتركيا , دولتان مسلمتان , فماذا قدمتا للأمة مما يبرهن بأنهما تؤكدان بفعلهما ما تقولانه وتعلنانه؟
فلا يمكن في أي حال من الأحوال تبرأتهما مما يحصل في أرجاء الأمة , وخصوصا في دولها القريبة منهما , وبأتي في مقدمتهما العراق وسوريا , فأنظروا أحوال البلدين ومدى التدخلات السافرة لهما فيهما , وإلى أين وصلت الأوصاع وكيف قاسى المواطنون من شرورهما التي تسمى مصالح , فالمصلحة هي الدليل والقول والفصل في جميع مواقفهما , ولهذا فأن مصالحهما تقتضي أن يكون العراق وسوريا على ما هما عليه من الوجيع.
نعم مصالحهما وحسب , أما القول بغير ذلك فهو الوهم والهذيان , فهاتان الدولتان ديدنهما وربهما ودينهمتا مصالحهما , والمشكلة ليست بهما وحسب , ولكن بالذين فرطوا بمصالح دولهما وصاروا دمى لهذه القوة أو لتلك , وتخاصموا مع المواطنين , وإمتهنوا الطائفية والمذهبية والتبعية والقيام بتنفيذ إرادة الآخرين بالوكالة؟
فلماذا نعتب على الذين يدينون بمصالحهم ونحن نكفر بمصالحنا؟!!