يقول الخبراء ان الادارة الامريكية الجديدة تنتهج فكر القومية الاقتصادية واستنادا الى موسوعة الوكيبيدا تعني القومية الاقتصادية مجموعة من السياسات التي تركز على الادارة المحلية للاقتصاد والعمل والعمال وتكوين رأس المال وحتى اذا تطلب الامر فرض التعريفات وقيود اخرى على حركة العمل والعمال والسلع ورأس المال . وفي بعض الحالات يعارض القوميون الاقتصاديون العولمة او على الاقل يعارضون مسألة المنافع المتحصلة من التجارة الحرة بدون قيود . وقد تنطوي القومية الاقتصادية ايضا على السياسات الحمائية واستبدال الاستيراد بالمنتجات الوطنية .

وتقليديا كان للحكومات مصلحة قوية في الحفاظ على قوتها الاقتصادية وبالتالي السياسية ولذلك تسعى الى استخدام هذه الادوات في خدمتها وخاصة الهيكل الضريبي والانفاق الموجه لتحفيز النمو الاقتصادي. وكان هذا ما يحدث فعلا خاصة عندما شاعت الحروب والنزاعات في اوائل العهد الحالي . وعندما كان يعني الاقتصاد القوي غالبا الفرق بين الاستقلال السياسي والغزو من طرف قوة اجنبية .

فلنعود الى الادارة الجديدة لنرى مدى تطابق فكرها مع النهج الاقتصادي القومي ونرى اجراءاتها على الصعيد الداخلي اولا:

* وعد بزيادة فرص العمل للأمريكيين وذلك بإنعاش العمل في المناجم واستخراج الفحم الحجري (Coal Mining )والنفط الغازي(FRACKING )

* وعد الادارة الجديدة بمد انبوب نفطي مصنوع كليا في امريكا.

* وعد بإقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية وتوفير فرص العمل للأمريكيين ولمكافحة الجريمة والتهريب

* تهديد بعض شركات السيارات التي تعمل في المكسيك بإجراءات اقتصادية قوية اذا لم تجلب اعمالها ومصانعها الى الاراضي الامريكية وتشغيل العمالة الامريكية.

اما على الصعيد الدولي يبقى الموقف لحد الان غير واضح بالرغم من الموقف السلبي المعلن عنه خلال الحملة الانتخابية والموافق للنهج الاقتصادي القومي

* عضوية امريكا في حلف شمال الاطلسي الناتو(NATO) )

* مطالبة الحلفاء كاليابان وكويا الشمالية ودول اخرى بمقابل مادي لمشاركة امريكا لها في تحقيق وحفظ وادامة السلام

الا انها وعدت

* الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ ( TPP ) ومباركة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ( Brexit )

* الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ Paris Agreement on Climate) Change) والتي تتمحور حول تلوث البيئة والتغيرات المناخية –

* الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية النفتا ( NAFTA)

والاهم من ذلك التعامل الصارم والمثير وغير العادل مع الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية والرفض الشعبي والدولي لسياسة الهجرة الجديدة ومعاداة المسلمين

والجدير بالذكر انه قبل انتخاب الادارة الجديدة انتهجت الولايات المتحدة القومية الاقتصادية خلال القرن التاسع عشر وائل القرن العشرين . وهذا تم فعلا من خلال فرضها تعريفات عالية وحصولها على الاسواق في امريكا الوسطى وامريكا الجنوبية. كانت التعريفات العالية وهي العرف المتبع في حياة امريكا الاقتصادية وكانت من السياسات المفضلة لدى كل من جورج واشنطن ولينكولن وغرانت وثيودور روزفلت