رحم الله المعتمد بن عبّاد ملك الأندلس القائل ( رعي الجمال و لا رعي الخنازير ) عندما ضاق به الأمر و اصبح أمام أمرين أحلاهما مرّ : أمّا أن يكون أسيرا” عن ( الفونسو ملك أسبانيا ) يرعى خنازيره و أما أن يكون أسيرا عند ( يوسف بن تاشفين أمير المرابطين ) يرعى جماله – -فأختار يوسفا على الآقلّ أنّه مسلم – – أقول هذا و الحسرة تكاد تقتلوني و أنا أرى وطنا ناضلت من أجله و حكمت ( عام 1990 بالأعدام ) من أجله اراه يذوي و يتفتت و تجفّ أنهاره و يقتل أبناؤه و تنهب خيراته و تسرق أمواله و ممن – – من أولئك الذين كنا نظنّهم مناضلين و كنا نظنهم وطنيين و لكن كنا مخدوعين بهم- – و ما أن ألت لهم السلطة حتى أنشبوا أظافرهم القذرة بهذا الوطن المكلوم المبتلى بهم – – اليوم و أنا أستمع الى تصريح ( ترامب المنفلت ) حول مؤتمر المانحين و هو يصف عملاء العراق باللصوص و أنّ أمريكا التي أحتلت العراق و أسقطت مؤسساته لن و لا تشارك و لو بدولار واحد لبنائه لأنه سيذهب لجيوب اللصوص في المنطقة الخضراء – – أية كارثة هذه و أية سنين عجاب يمرّ بها هذا الوطن الذي أصبحت أنهاره جفافا – – القومجية بكل عنصريتهم و عنجهيتهم وبكل صلافتهم لم يوصلوا العراق الى هذا الموصل و لم يكونوا لصوصا – بأستثناء اسرة الصنم المقبور – بل على العكس كانوا وطنيين و كان ولاؤهم للعراق لا للسعودية و لا لأيران و رغم الحصار والحروب لكن كان العراق سيّدا و لم تتجرأ دولة تافهه مثل تركيا على تجفيف أنهار العراق — نعم لقد فشلنا ك شيعة في حكم العراق و لا بأس من قولها لأنها حقيقة – – و لأن ساستنا هم ( حفنة من العملاء و الخونة و اللصوص ) و يشترك بهذا معهم ساسة السنة و الأكراد أيضا فهم من ذات الفصيلة ( فصيلة الخيانة ) و الخائن لا يهمه وطن و لا مواطن لأنه و ببساطة لا ينتمي لهما بل للدولة التي نصبته عميلا و دافعت عنه – – نعم أنا مع أعادة الحكم للبعثيين – – البعثيين الذين حكموا عليّ عام 1990 بالأعدام لأنهم أشرف من الدعوجية و من لفّ لفهم من أرهابيين و عملاء الموساد الأكراد – – هنالك جناح في حزب البعث أعترف رسميا أن ( الصنم ) سرق البعث و القيادة القطرية و القومية و أساء لهما و للعراق و للمنطقة – -هذه الجناح اليساري في حزب البعث الذي يجب العمل عليه و التحالف معه و ليس أصحاب المقابر الجماعية و مغامرات الحروب العبثية – – الأحزاب الأسلامية ( سنة و شيعة ) فشلوا في أدارة الدولة لأنهم ليسوا رجال سياسة و لا علاقة لأحزابهم بالفكر الوطني بل حتى في الأنتماء الوطني – – و قد رأينا عمالتهم التي أمتدّت من تونس الى ليبيا الى مصر الى سوريا الى العراق الى اليمن – – أليس من المعيب أن يتساءل أصحاب مؤتمر المناحين في الكويت ( من ضامن أن هذه الأموال لن تسرق أيضا ) ألا يخجل حفنة الحثالات في الخضراء من هذا الوصف ؟ أتمنى أن يتمّ تقريب و مشاركة الجناح اليساري من حزب البعث في الحكم – – لا يوجد في الساحة العراقية الآن ( حزب وطني واحد غير مرتبط بعمالة في الخارج ) و العميل لا يبني وطن بل يدّمره — و على من بقي فيه ذره من شرف او وطنية و خاصة بعد جفاف دجلة و الفرات ان يردد قول المعتمد بن عبّاد ( رعي الجمال و لا رعي الخنازير ) و ان يسلم الأمر الى أهله او حتى أن يشاركهم فيه – -و هذا ما توصل اليه حتى المرجع الأكبر السيد السستاني عندما دعا الحكومة الى الأستفادة من وزير التجارة في عهد الصنم لأنه مهني و نزيه و هذا ما أقصد من دعوتي هذه – –