17 نوفمبر، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

القوة والقائد!!

القوة بحاجة لقائد يمثلها ويتمثلها , ومهما بلغت القوة عنفوانا وشدة فلا قيمة لها إذا غاب القائد المماثل لها.
ومن الأمثلة القريبة , سقوط الإتحاد السوفياتي لتناوب قادة ضعفاء عليه بعد القادة الأقوياء , فكانوا مرضى وداموا لوقت قصير , فإنتهى على يد آخرهم.
وأمريكا قادتها دون قوتها وقدرتها , فما حظيت بقائد قوي ومؤثر في الدافع الوطني والمحيط العالمي منذ وقت بعيد.
وما يحصل في بريطانيا ينذر بمسيرة نحو الهاوية , فبعد رؤوساء الوزراء الأقوياء صارت تتخبط بين ضعفاء لا يدوموا لوقت طويل.
هذه حقائق وعلائم إنهيار القوى , فالقائد المعبر عن القوة يحافظ عليها ويطورها , وعكسه القائد الذي لا يعرف ما يقود وينتهي مع قوته.
وفي دول الأمة العديد من القادة دون ما يقودون , فالعراق – على سبيل المثال – لم يفز بقائد بحجمه منذ بداية عهد الجمهوريات , فمن صاروا قادته دونه بكثير , ومعظمهم يجهله ولا يعرف تأريخه ودوره الحضاري , فعبّروا عن رؤى شخصية ضيقة , وبعضهم فهم التأريخ بآليات سلبية وعدوانية.
وهذا من الأسباب الجوهرية لمعاناته على مر العصور , فنجمت مشاكل وتفاعلات فرعية ذات تداعيات متراكمة.
إن الإستهانة بقيمة القيادة ودورها في حياة الأوطان والأمم والشعوب , خطأ فادح يترتب عليه نتائج مريرة.
ولن تتحسن الأمور من غير قائد مستوعب لذاته وموضوعه ويتفانى في البدن الجغرافي والتأريخي والمجتمعي , وعدا ذلك , فالأمور ستمضي على سكة الهوان والتبعية والخنوع للطامعين بالبلاد والعباد.
ويبدو أن المتحكمين بمصير البلاد يدركون ذلك , ولهذا وضعوا في الصف الأول أجهل الجهلاء , وأقلهم ثقافة وذكاءً , فيملون عليهم ما يريدون وهم كالعبد المطيع من أجل البقاء في السلطة , والإستمرار في الإغتنام وليكن ما يكن , فلا معنى للوطن والشعب , إنها إرادة الغنيمة المعززة بالقائمين الكبار.
فهل ستدرك الشعوب معنى الإعتصام بحبل الوطن؟!!

أحدث المقالات