لا توجد قوة في مسيرة البشرية لم يتم إستخدامها!
فالقوة سلطان!
والقوة تلِد السلوك المتوافق معها!
بل أن القوة سلوك مطلق!
والأقوياء يظلمون ويتسلطون ويستبدون , وهم الدستور والقانون!
وهم العادلون المنصفون , وكل ما يقومون به صحيح ويجب أن يتبعه الآخرون!
والقوة جنون!
لأنها تستحوذ على الألباب والعقول , وتستعبدها وتسخرها لتبرير أهوالها!
والبشرية تمر بنوبات من الهوس المجنون , والإنتحار الجماعي المأفون , ونوباتها تتكرر بضعة مرات في القرون.
والقرن الحادي والعشرون , يبدو وكأنه على شفا نوبة هوس حضاري خلاّقة , بقدرات فتكها وتدميرها المبين.
القوة , القوة!
وما أدراك ما ستفعله القوة؟!
ذلك أن البشرية قد إمتلكت صواعق كونية , وأدوات تدميرٍ ماحقة لكرتنا الأرضية.
وهناك دول عديدة بحوزتها ما يكفي لفناء وجودنا , وحرق أرضنا , وإصطلاء جميعنا , في جحيمات قدراتها التفجيرية ,
بعد أن سخرت العلوم الذرية والنووية ,
وما ورائها من الطاقات الطبيعية , لإعلان الحرب على الحياة.
وأصبح في الدنيا أقطاب فتاكة ,
ومخازن عتاد حرّاقة ,
ستقلب الأوطان على رؤوس أهلها ,
وستحيل كل موجود إلى عصف مأكول , وعهن منفوش , وتلك إرادة القوة ,
التي لا يمكنها إلا أن تكون محكومة بأمّارة السوء , التي تتأسد في أعماق البشر ,
وتسوقوه إلى مواطن الويلات والخطر.
وقال قائلهم : إلى أين المفر؟!!