“الأقوياء بكل أرضٍ قد قضوا…أن لا تُراعى للضعيف حقوق”
القوة دريئة مطلقة ووسيلة لتحقيق كل شيئ!!
هذا ما يذهب إليه العديد من القادة وصناع القرار عبر مسيرة التأريخ , وفي زمننا المعاصر المألوس الفتاك لما يمتلكه من عناصر القوة والدمار الهلاّك.
واليوم تجري تفاعلات متواصلة في بعض الدول المتقدمة تشير إلى تأكيد القوة , ودورها ومطلقها في تقرير مصير الحالات الصاخبة والمتداخلة في ميادين الصراعات البشرية المتنامية.
ومنها تقضي بأن السلام لا يمكنه أن يتأكد إلا بالقوة , أي بفرضه على الأطراف المتنازعة , وهذا يعني أن القضايا التي عجزت البشرية عن الخروج منها , سيُسلط عليها وعيد القوة ويُرغمها على الرضوخ أو الإنمحاق الفوري والأبيد , مما يؤكد أن قضية العرب الأولى ربما ستكون في مهب الريح , وأن بوادر فرض الحل بالقوة سيكون هو السلوك السائد , فالقوة تفرض نفسها , وعلى الضعفاء المتناحرين أن يتمتعوا بتفتيق جراحهم وإستلطاف هزائمهم , وما وصلوا إليه من تمزق وإنحطاط وتفاعل خسراني أليم.
فالقوة هي السلطان والعنوان , والرادع الأقدر لغباء وسذاجة البشر الحيران.
ووفقا لذلك فأن المجتمعات الضعيفة ستكون الضحية الحتمية المطبوخة في أفران المصالح اللهابة , والمعدة بإتقان في أطباق شهية على موائد الأقوياء المفترسين.
فللقوة صوت وصدى وللضعف أنين وأسى , ومجتمعات إختارت طريق القوة وأخرى مضت في دروب الضعف , وكل يحصد ما زرع وبحوزته ما كسب.
إنها معادلات سلوكية وتفاعلات نفسية وآليات إقتدارية , وناموس يتحكم بالحركة وفقا لأنظمة دورانية محسوبة بإتقان كوني مطلق , لا تحيد عنه حركة أي موجود في وعاء الكون الشاسع الفسيح.
القوة تتكلم بلسان العديد من اللغات لكنها تعجز عن الكلام بلسان عربي فصيح , برغم توفر أسبابها وعناصرها ومواردها وثرواتها وقدراتها العقلية والنفسية والروحية والفكرية.
القوة ولسوف تفعل فعلها وتعبث في البلاد والعباد , الذين تناسوا أوطانهم وإندحروا في مسميات يُراد من ورائها حصدهم ببعضهم , وأخذهم غنائم حربٍ وهبات نخوة ونجدة وتبعية وخنوع وهوان.
القوة وعجلاتها بدأت تدور وأسودها إنطلق زئيرها , وعلى الأنعام أن تترقب مصيرها المحتوم!!
وإنها لقوة ذات شرَرٍ وشُرور!!