18 ديسمبر، 2024 6:10 م

من قوانين الغاب الفاعلة دوما , أن القوة تبطش بما حولها , فالأسود لا ترحم فرائسها , وحالما تتوفر لها الفرصة تصول بعدوانية ووحشية قاسية حتى تقبض على أعناق أهدافها.

ولا تفترق دول الدنيا القوية  في سلوكها عما تقوم به الأسود في الغاب.

وقد قالت العرب قديما : “إن لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب”!!

أو “إن لم تكن ذئبا أكلتك الكلاب”!!

ترى لماذا يتشكى الضعفاء من الأقوياء؟

هل وجدتم ظبيا يشكو من الأسود , أم أنه يحاول إستنفار طاقاته البقائية للحفاظ على حياته؟

إن بعض دولنا الضعيفة تتوهم القوة , وتتحدى الأقوياء , فتصاب بالوجيع القاسي , كما جرى في العراق وليبيا , وكأن السياسة إبراز عضلات , والقوة التكنولوجية في تطور مضطرد .

ومعظم دول الأمة قبلية السلوك عضلية الطباع , وتغفل القدراتالتي تصنع الأقوياء.

فأدوات القوة ما عادت كما كانت من قبل , وما تمتلكه البشرية من أسلحة , قوتها أضعاف مئات المرات ما كان عندها في الحرب العالمية الثانية.

إنها مخترعات ومبتكرات وتفاعلات عقول مبدعة , تأتي بالمصنوعات المذهلة , المتفوقة على قدرات البشر الذي أوجدها.

ولهذا فأن الأقوياء سيزداد بطشهم بالضعفاء , لأن الدمار سيكون عن بعد , دون تدخل بشري قريب , فالصواريخ المتطورة , والمسيرات الإنتحارية , وغيرها من أدوات الدمار المتعاظمة بتقدمها , ودقة إصابتها لأهدافها , ستكون سيدة الميادين الدامية.

وعليه فالضعيف سيزداد ضعفا والقوي قوة , ولسوف يتحول الضعفاء إلى فرائس لذيذة على موائد القِوى المهيمنة على الوجود الأرضي , والقابضة على مصيرهم بقدراتها التكنولوجية الهائلة!!

فهل ستنجو دول الأمة من سوء المصير؟!!

و”حيث تسود القوة لا مكان للعقل”!!