القوة الحقيقية فردية أو مجتمعية , قوة نفسية بحتة , لأنها الأساس لكل قوة أخرى , فلا يمكن تحقيق أي قوة إذا تم الإجهاز على القوة النفسية , ولهذا تهتم الشعوب والأمم بقوتها النفسيية , ولا تسمح بالإعتداء عليها , أو إضعافها بأي وسيلة كانت , ولكي تبني المجتمعات قوتها النفسية بحاجة لقدوة إنسانية قوية تستلهم إرادتها , وتطلق عزائمها وطاقاتها الإيجابية.
والكثير من المجتمعات المنكوبة فقدت قوتها النفسية بسبب الحروب القاسية الموجهة نحوها , فلكي تقضي على أي مجتمع أسقطه نفسيا , وإستلب عزيمته وإرادته , ودع ما هو سلبي ينتشر فيه , فمجِّد الكلام السلبي والرأي السلبي , وطغيان المشاعر الدونية والتبعية والهوان والشعور بعدم القدرة على صناعة الحياة , والإمعان بالسوداوية وبثقافة الموت الدامعة الدامية.
وما يجري في ربوع أمتنا إستهداف للقوة النفسية وتحطيم لوجودها , لكي يتحول الناس إلى موجودات خاوية منهكة لا تؤمن بقدرتها على الحياة , وتتوسل بأعدائها لتوفير أسباب بقائها على حساب عزتها وكرامتها وما يتصل بها من القيم والتقاليد.
فالأمة تتعرض لحرب نفسية شرسة , ويشارك فيها العديد من أبنائها المغفلين المبرمجين لتأمين مصالح الآخرين بإسم المذهب أو الدين.
ومن أخطر أساليب هذه الحرب إستعمال الدين ليكون نارا أجّاجة في ربوعها بعد أن كان نورا , ويتم تجنيد العديد من المرتزقة لتحقيق الهدف القاضي بتدمير الدين بالدين , والقضاء على أهل الدين.
ولن تسترد الأمة عافيتها , إن لم تعمل بجد وإجتهاد على تنمية قوتها النفسية , وصناعة إرادتها القادرة على مواجهة التحديات , والإنتصار على الصولات والغارات النفسية , التي تستهدف ذاتها وموضوعها.
فهل من قدوة رشيدة ذات نفسٍ أبية؟!!