القوة الروحية لها دورها الكبير في تعزيز المناعة الذاتية , وتقوية قدرات البشر على مواجهة الأخطار والأوبئة التي تقودها مايكروبات غير مرئية , مما يستوجب التصدي بطاقات وقدرات غير مرئية.
والمقصود بالقوة الروحية ليس الضلال والدجل والأوهام , وإنما المعرفة الإيمانية المقرونة بالعمل , والسلوك المترجم لقدرات السيطرة والتحكم بالمصير , بالإقدام على عمل الخيرات والتواصل مع طاقات الكون المطلقة بالعطاء المستديم.
هذه القوة تتواشج مع الإرادة الكونية وتدور في مداراتها العلوية , وتنستمد منها المناعة المقوّية للمجابهة والتحدي والإنتصار على أعداء الحياة بأصنافهم المتوافدة.
ومن أهم أركانها الأخذ بالأسباب والتوكل على الرب الذي يؤمن به الشخص , ويعبّر عن جوهر معتقده وفحوى رسالة ربه الذي يعبده , فهي لا تختص بدين معين , لأنها طاقة إرادة الحياة المحثوثة في روح المخلوق , والمتفاعلة مع طاقات الوجود الدوّارة في أفلاك الأكوان الدائبة الدوران.
ومن عناصرها التحرر من الرغبات المادية , والعمل الجاد للقبض على نوازع ودوافع النفس الأمّارة بالسوء , التي تتأسد في أعماق البشر وتأخذهم إلى سقر.
ويمكن إحياء النفس اللوامة وتأهيلها للإنطلاق إلى علياء أكون , وتفاعلها مع قدرات الأكوان الفياضة اللازمة لتأكيد التسامي الحيوي المنير.
ومن العوامل الكفيلة بتفعيل القوة الروحية تنمية إرادة النفس المطمئنة , وتجهيزها بما يلزم من أسباب السكينة والإيمان الواعي , والتفاعل الإشراقي مع جواهر أفكار الرسالات العلوية الداعية إلى بناء الكينونات الفاضلة فوق التراب.
والقوة الروحية قد تكون سلبية وإيجابية , سلبية عندما تتكاثف فيها وحولها الخبائث والمفاسد والرذائل , وينشط الإعلام في نشر القبائح وبتر البشر من ذاته وموضوعه وتطعيمه لشجرة خبيثة , عندها ستتهاوى مساعيه على عروشها , وينتهي كالعصف المأكول.
والقوة الروحية إيجابية عندما تتحرر من أصفاد جذب التراب لها , وترتقي بوجودها إلى خارج هذه الأصفاد التي تصيبها بالغثيان الشديد.
فهل لنا أن نبحث عن طاقاتنا الروحية الإيجابية , لكي نبني المناعة ضد الشدائد والجوائح والأوبئة والشرور بأنواعها؟!!
وأن نتأمل قوة الروح اليعقوبية!!
“…ولا تيأسوا من روح الله….”!!