18 ديسمبر، 2024 10:20 م

القوادة للعمائم

القوادة للعمائم

الكابتن حيدر -3- القوادة للعمائم
لم تكد الحرب الأميركية على العراق تضع أوزارها حتى انغمس من يسمّون أنفسهم بالمعارضة العراقية بالنهب و تقاسم المغانم بتشجيع من المحتل الأميركي ، وكان همهم الأول تكديس ثروات نقدية و اقتناء عقارات حيث كانوا مشردين في أوروبا و أميركا و إيران ، لكن تلك الزمر شبه الأميّة و التي عاشت سنواتها في الغربة على التسوّل لم يكن لديها خبرة في عمليات غسل و استثمار الأموال فكان لها خير مستشار في أثرياء و سماسرة مرحلة النفط مقابل الغذاء و كذلك قام صالح المطلق وطارق الحلبوسي وعوائل الخوام و كبة بتقديم ” الكابتن حيدر ” للطبقة الحاكمة الجديدة خاصة و أنه اكتشف فجأة أنه نجفي الأصل و موالٍ لآل البيت العلوي و أنه صاحب مظلومية بل و مطارد سياسياً من قبل النظام ” الصدامي ” ثم أنه تنقّل لسنوات ما بين دولة الإمارات و لبنان حيث أودع الثروة التي جناها من السمسرة على براميل نفط الشيخ القطري وبالتالي فهو يعرف كيف يفتح مغاليق قيود العمل المصرفي و تسهيل وصول التحويلات المالية في هذين البلدين اللذين يعتبران لولب حركة المال في الشرق الأوسط ، وكذلك نشأت علاقة وثيقة بين ” الكابتن ” و “هادي العامري ” وصلت لحد استقباله في مطار بغداد بسيارة مسلحة تقف بانتظاره على باب الطائرة و فرز ضابط شرطة برتبة نقيب كمرافق له ، كذلك قامت صلة مالية مشبوهة مماثلة بينه وبين المدعو ” شبل الزيدي ” الذي كان مسؤولاً مالياً عند “مقتدى الصدر” قبل أن يسرقه و يبتلع جزءاً ضخماً من رصيده في مصرف “الحبيب” ببيروت لتمويل عصابته الخاصة و التي أسماها ” كتائب الإمام علي ” ، و قام “الكابتن حيدر ” بشراء عقارات في دبي و بيروت لصالح تلك الطبقة الفاسدة و غسل لهم مئات الملايين من الدولارات التي نهبوها من المال العام قبل إيداعها في المصارف اللبنانية و الإماراتية بعد أن يخصم عمولته ، و كان من بين أساليبه في غسل الأموال أن يبيع أحد عقاراته في العراق لأحد أفراد نخبة السلطة الفاسدة و يثبت في عقد البيع مبلغاً يزيد بعشرات الأضعاف عن السعر الحقيقي للعقار ثم يودع المال في أحد المصارف باعتباره حصيلة عملية مشروعة وبعد أيام يحوّله إلى رصيد أحد أولئك اللصوص !! وقد ذاعت شهرة ” الكابتن ” حتى داعبه ذات مرة ” صالح المطلك ” بعد أن غسل له صفقة مالية قائلاً : من حصتك بهذه العملية سيبلغ رصيدك المصرفي إلى خمسين مليون دولار !! وبطبيعة تأصلت فيه لم يتخلّ ” الكابتن حيدر ” عن موهبته الرئيسة ، فواصل تنظيم سهرات حمراء لسادته وأولياء نعمته في مقاصف بيروت و ملاهيها حشد فيها لبنانيات وأوكرانيات ولكن الحق يقال أن تلك السهرات لم يكن تُهرق فيها أنهار الخمر كما كان الحال مع العقيد مرافق الرئيس صدام حسين و من بعده الشيخ القطري ، بل كانت سهرات يباركها فقه زواج المتعة ، وكذلك كانت تلك الليالي ” الحيدرية ” تشهد نصف دزينة من صيغ زواج ثم طلاق المتعة ! ولم تفت ” الكابتن ” شكليات الدين الجديد فأطال لحيته و حجّ إلى البيت العتيق و طوّق أصابعه بمحابس الفيروز و العقيق ليستحق عن جدارة لقب ” حجي حيدر ” .