23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

القوات المصلخه والقوات المسلحه

القوات المصلخه والقوات المسلحه

أتعلمون بالضبط قبل 11 سنة من ألان كان ينام الجندي متوسدا صاروخ سكوت  و محتضنا راجمته الروسية و ملتحفا بمدفعه الثقيل ..
شيء عجيب و الله كان الجيش كما يسمونه من أتعبتهم الحياة العسكرية و جعلتهم ضباط صف حتى في أسرهم !
كانوا عسكريين على غير إرادتهم فمنهم من تطوع و له أسبابة و منهم من تكلف بالخدمة ويحسب أياما لنفاذ وقته فيها و فيهم أقسام كثيرة و لهم قصص مريرة بنكهة البارود و النار.
كانوا يسمون الجيش بعد معارك غزو الكويت . عندما يسخرون من أيامهم الطويلة بالقوات المصلخه هكذا كانوا يسمونها فالساعات كلسنين و الأيام كالدهور في ذاك الوقت ..
كان الجندي أما مطوع في الجيش أتى بين أحضانة الملتهبة بحثا عن العيش الكريم كما كان الجيش مغريا في سنوات الثمانينات أو هو استنتاج من معادلة مفادها أن المكلف يقضي كل عمرة في الجيش و يخرج منه لا يعرف ألا الاستعداد و الاستراحة!
أما المكلف فواجبة يمتد لسنوات عجاف ليس لهن نهاية في منظور تلك الايام الملتهبة…
كان اسم القوات المصلخه وليد سنوات ما بعد غزو الكويت. في أوقات الحصار الأمريكي على العراقيين جميعا لان القائد الضرورة قد أمرهم بان يغزو بلدا جارا ففزعوا إليه مسرعين خوفا من سلطة الدكتاتور الظالم و المبارك من قبل رجال الدين منهم المتخفين خلف مسمى التقية!
و منهم الشهداء المغيبين المتهمين بالعمالة لكونهم قالوا لوكان أصبعي بعثيا لقطعته.
كان أفراد القوات المصلخه يفترشون صواريخ سكوت!
و يلتحفون الراجمات الروسية!
و يتوسدون المدافع البعيدة المدى !
و يشربون من احدث البارجات الحربية و أقواها!
و يتنزهون في مقراتهم بالآلاف الدبابات الروسية والصينية و المدرعات البرازيلية!
يبخرون مخازن عتادهم بالرؤوس الكيماوية!
و يعتلون إلى السماء بطائراتهم ميغ الروسية!
و يتدربون في أقوى المعاهد و الكليات الحربية!
رغم أنهم كانوا قوات مصلخة تعتاش بمبلغ 3000 دينار فقط شهريا !
كان الجيش كامل العدة و العدد لكنه مهزوم من الداخل!
بسبب الجوع الذي فرضه الرب الأمريكي بمباركة القائد الضرورة الدكتاتوري!
كان الجوع عنيفا حتى انه أرخى المقابض على السلاح و أغشى العيون من رؤية الهدف و احدب الظهر من الم المعدة!
هذه قواتنا المصلخه المكتملة بالسلاح و ألمفرغه من عود الرجال فكان سلاحها ثقيلا لم تستطع أن تحمله . فحملة ببساطة السراق بعد سقوط بغداد !
أما قواتنا المسلحة اليوم!
فإنها لم تسمع بالدكتاتور من قبل و لم ترى الجوع !
و لفافات تبغ جنودها بمئات أضعاف رواتب قواتنا المصلخه القديمة!
فالجندية اليوم أمل كل شاب يريد أن يتزوج و يستأجر بيت يعيش فيه 9 أيام كل شهر مع محبوبته بعد أن كانت مدعاة للاشمئزاز و القرف في فترة التصليخ!
لكن الجندي اليوم رغم خشنة عودة لم يعرف كيف توسد الجياع!
و لم يسمع كيف ناموا و بماذا شربوا و كيف حلقوا بالسماء!
فجيشنا اليوم لم يعرف ثقل الحديد الذي امتلكته المصلخه من قبل . رغم المليارات التي تصرف له و التي ستصرف له إلى يوم يبعثون.
و لا عجب أن تختلف القائمة العراقية مع التحالف حول مناقلة كم مليار من عقود التسليح إلى المحافظات. لان التسليح لم يكن في عمرة تسليحا بل فضائح مسلحه!
و لا مجالس المحافظات في عمرها معمرة بل للخرائب مشيدة!
و إنا اعرف أنها سياسة إذ لو كان وزير الدفاع من العراقية لطالبوا بمناقلة حتى أبي و أجدادي نحو موازنة وزارة الدفاع!
فسلاما على ذكريات المصلخه التي عشناها و جعلت منا رجالا نعرف كيف نعيش مع الجوع الذي سيستمر إلى يوم يبعثون!
ما زال على المنبر رجالا لا يعرفون ما هو الإسلام و لا التشيع !
و في الجوامع لحى و مسابح!
و في المراقص و على الموائد برلماني و سياسي وقاضي و ضابط !
و لأننا بكل بساطة عراقيين نتقن عمل مشترك من نقر اليدين و الهتاف بالروح بالدم!
و يشاركنا فيه أمام الجامع و المفتي لكون التقية بدلت بشوفينية حماية المذهب!
و مع تحياتنا للرجال من قواتنا المسلحة الذين لم يعرفوا ثقل الحديد و لكنهم ازكموا من رائحة البارود و المفجرات تحت أقدامهم المجردة.
تحياتنا لمن و قفوا بوجه القاعدة بسلاحهم الخفيف و قلوبهم الغامرة بالعشق لصورة المحبوبة و الطفل و نغمات صوتهما الذي لم يشبع منه في أيامه ألتسعه من كل شهر..