23 ديسمبر، 2024 7:03 م

القنصل العراقي العام في ديترويت بعيون أبناء جاليته !

القنصل العراقي العام في ديترويت بعيون أبناء جاليته !

ثمة علامات إستفهام وحالة من الإستغراب الصحية توقف عندها العديد من أبناء الجالية العراقية في ديترويت ولاسيما لدى تلك النخبة المثقفة آملين أن يُفضي إستغرابهم لمعرفة الحقيقة حتى لو بدت موجعة أو مزعجة لهم محاولين سبر أغوار ما يحدث بموضوعية بعيدا ً عن التسرع في إطلاق الأحكام ، بيد أن أسئلة ملحة مازالت تفرض نفسها بحثا ً عن إجابات شافية ، فكما هو  معروف إننا نقطن مدينة تشكل مركز ثقل بالنسبة للجالية العراقية وتعكس هذه الأخيرة تنوعا ً كبيرا ً في الخلفيات المعرفية والاجتماعية ومن البديهي أن يشهد واقع الجالية اليومي أحداثا ً وفعاليات مختلفة ، ولاشك أن لهذه الجالية أفراحها وأحزانها ، ولعل ما شهدته الأسابيع القليلة المنصرمة من أحداث مؤلمة مرت علينا بالتتابع دون هوادة تمثلت في وفاة الفنان العراقي المعروف عماد عبد الهادي بعد معاناة مع المرض ، ومرورا ً بأحداث أخرى تختلف في طابعها ، وإنتهاء اليوم بأزمة الفنان التشكيلي سلام القلعاوي الذي مازال طريح الفراش منذ أسبوعين واليوم فقط خضع لعملية جراحية ، وفي خضم دورة زمنية من الأحداث التي شهدها واقع الجالية لم نشهد أي حضور رسمي من قبل القنصل العام هنا في ديترويت أو من ينوب عنه من أركان قنصليته ، فالحضور الرسمي مهما إختلفت أشكاله فهو في النهاية يعبر عن دعم السفارة أو القنصلية ورعايتها للمواطنين العراقيين هنا ، حيث تمارس مهامها الوظيفية عبر تواصل مباشر مع الجالية ، بيد أن ذلك لم يحصل ، الأمر الذي يثير الإستغراب فمأتم الفنان الكبير عماد عبد الهادي لم يشهد أي حضور رسمي على الرغم من دعوة القنصلية لحضور الحفل التأبيني الذي أقامه أحباء الفقيد على هامش مجلس الفاتحة ، بل لم تكلف القنصلية نفسها بالاتصال بعائلة الفقيد وتقديم واجب العزاء والمواساة لعائلة الفنان الفقيد الذي أفنى زهرة حياته بين وهو يعزز وجود الدراما العراقية عبر أعماله المعروفة ، واليوم التجاهل ذاته هو سيد الموقف مع حالة الفنان التشكيلي سلام القلعاوي الذي أعطى الكثير لقضية بلده العراق إبان فترة الصراع مع دكتاتورية نظام صدام ومازال دائم العطاء عبر ما ينتجه من أعمال فنية ، وعلى الرغم من المناشدات التي وجهت لدعمه كونه يعاني ظروفا ً صحية وأوضاعا ً معيشية صعبة إلا ما من أحد من أصحاب القرار في عراق اليوم مد له يد العون لا معنويا ً ولا ماديا ً ، والأحداث كثيرة التي تعكس الغياب الرسمي في حين نجد أن القنصل العراقي في ديترويت يتعاطى بإنتقائية في حضوره لبعض الانشطة التي تقام هنا وهناك ، وهذا النهج من التجاهل يحيلنا لطرح العديد من الأسئلة التي قد تفتح باب المقارنة فالعديد من السفراء والقناصل العراقيين الذين يمارسون عملهم الدبلوماسي في دول شتى عززوا عرى التواصل مع أبناء جالياتهم وخاصة مع النخب المثقفة وتوجد الكثير من المواقف التي جسدها السفراء والقناصل العراقيون في دول شتى تعكس نظرتهم الثاقبة لدور المثقف والفنان في بناء المجتمع والارتقاء بذائقته ، واليوم حان الوقت لنسأل القنصلية العراقية في ديترويت وفق أي معيار تحدد أولوياتها إزاء حالة الحضور أوالغياب تجاه أبناء الجالية ولا سيما النخبة المثقفة منهم الذين تعرضوا أكثر من غيرهم لحالة الحيف والتهميش في عراق اليوم ؟