في 28مايس 1998 فجرت الباكستان قنبلتها النووية الأولى حينها تصاعدت هنا وهناك أصوات تطالب بضبط النفس وإيقاف حالة الانهيار الأمني خاصة وانها جاءت بعد خمسة عشر يوما من اخر تجربة نووية تقوم بها الهند العدو اللدود لها والتي سبقتها في هذا المجال حيث سبق لها ان فجرت قنبلتها النووية الأولى في 18 مايس 1974 بمباركة سوفيتية وترقب امريكي مشوب بالحذر , لم تقف الباكستان عند هذا الحد بل انها تمتلك الان 120 قنبلة نووية ذات قدرات مختلفة مع امتلاكها لوسائل إيصال تمكنها من إيصال هذه القنابل حيث تشاء ,وهنا تكمن المفارقة , الباكستان دولة إسلامية ذات توجه شعبي ديني متشدد مع وجود علاقات لسنا بحاجة الى كشفها او تأكيدها مع اطراف ارهابية لابل هي من ساهم في تطورها وايصالها الى هذا المستوى والمتمثلة بحركة طالبان ,في حين كانت الباكستان ولاتزال المجال الحيوي لحركة وتحرك القاعدة, مع شارع يغلي حقدا وكراهية على كل من يهدد القاعدة وطالبان , ورغم محاولات الحكومة الباكستانية الخجولة في اظهار رغبتها في مكافحة الإرهاب الا ان الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك ورغم ذلك فلا احد ينتقد او يصرح بوجوب حرمان الباكستان من خزينها النووي , في حين نجد ان القيامة قامت بمجرد ان وقع الاتفاق الإيراني مع المجتمع الدولي في اطار مباحثات الخمسة زائد واحد والذي لم يمنح ايران أي امتيازات في بناء سلاح نووي بل سمح لها فقط في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مشروطة بمراقبة مشددة . التساؤل المشروع هو لما هذا التمايز بين دولتين الأولى الباكستان الأقرب الى الإرهاب من سواها وبين ايران التي لا يمكن ان توصف على انها من الدول الداعمة للإرهاب رغم ما يثار من كلام حول هذا الموضوع , الاعتقاد الجازم هو ان كل الأطراف واولها إسرائيل لا تريد ان تكون هنالك قنبلة نووية شيعية وهذا ناجم بالأساس من ادراك تلك القوى ان حصول التوازن النووي بين قوة إقليمية شيعية وبين إسرائيل سيجعل الأمور تسير على النحو الذي لا يصب لصالح الأخيرة , اما الطامة الكبرى فهي الاعتراضات المتشددة لأطراف عربية وإسلامية على الاتفاق ولا نعرف ما الذي يبتغيه هؤلاء رغم معرفتهم التامة ان الاتفاق لا يسمح لإيران بدخول النادي النووي , لا يوجد تفسير للرفض والغضب الا وفق احتمالين أولهما ان المعترضين هم رجع صدى لما أقدمت عليه إسرائيل من اعتراضات متشددة ناجمة عن تجربة سابقة كان جنوب لبنان مسرحا لها وثانيهما ان هنالك خشية لدى هؤلاء من ان تكون القنبلة الشيعية المفترضة بداية لتغيير ملامح المنطقة وإعادة تشكيلها بطريقة لا تتلاءم مع طموحات هؤلاء الذين يهمهم بالدرجة الأساس بقاء داعش واستمرار القابعين في كهوف تورة بورة بتصدير الإرهاب.