لا يمكن التقليل من أهمية و خطورة قناعة الفرد مهما كان الفرد بسيطا و ساذجا…
هذه القناعة هي التي بها يقرر ويختار!
بهذه القناعة الكثير قد فجر نفسه وخلف وراءه الاف الضحايا اﻷبرياء..
اذن ليس الواقع هو اﻷهم كما يريد البعض أن يوهمنا، ﻷن الواقع لا ينكشف لكل الناس مادام الكذب و الخداع و التضليل و التدليس يلون ويلوث كل أجواء المعمورة…
والقناعة ليست بالضرورة أن تكون وليدة البراهين واﻷدلة…
فالسواد اﻷعظم من بني البشر تتحكم بأذهانهم وسائل الإعلام، وتسيطر على وعيهم سطوة العقل الجمعي الذي دائما يكون أسير الطائفية والعصبية والعنصرية والفئوية…الخ
والقصة طويلة عريضة وفيها تفاصيل مملة أحياناً ومزعجة غالباً…
ان الملايين من بني البشر يدركون جيدا أن أمريكا هي القوة العظمى في الشر والظلم، وبالرغم من ذلك نجد ان الملايين من بني البشر عمليا يحسنون الظن بامريكا وإدارتها المشؤومة، فإذا وعدت امريكا بشيء او قالت، فإن قناعة الملايين هي حمل امريكا على الصدق والجدية… فكانت النتيجة ان البلدان والاوطان والشعوب والأمم تحترق بنار الحروب والفتن ولعشرات العقود من السنين..
امريكا هي اللاعب الأساسي في اشعال الحروب والازمات واصدار العقوبات على الدول وهي تعلم ان المتضرر الرئيسي من عقوباتها الاقتصادية هو الشعوب! ومع ذلك فإن الشعوب المتضررة لم تتغير قناعة اغلب افرادها عن هذا الواقع المظلم الظالم….
اذن ليس من الصحيح الاستهانة بقناعة الافراد مهما بلغوا من السذاجة والتدني!!
فصراع الحضارات ميدانه الذهن البشري ليس الا