7 أبريل، 2024 9:43 ص
Search
Close this search box.

القمع سلطان!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الواقع السياسي العراقي يتصف بالقمعية , فالقمع هو السلوك الأول والأخير , ولا خيار غير القمع في أجندات الحكومات العراقية منذ سقوط الملكية وحتى اليوم.
قد يقول قائل ما يقول ويعترض , لكنه لن يتمكن من الإتيان ببرهان أو دليل على أن حكومة ما بريئة من القمع , ربما سيقول البعض أن فترة حكم عبد الرحمن عارف كانت بلا قمع , ولا أدري مدى صحة ذلك , لكن الواضح والمبين أن جميع أنظمة الحكم ما بعد الملكية عبارة عن أدوات قمعية ترهيبية , صادرت حقوق الإنسان , وإمتهنت الوطن والمواطنين , وحرمتهم من أبسط مستحقاتهم الإنسانية.
فمنذ اليوم الأول للعهد الجمهوري وسفك الدماء متواصل وبلا هوادة , وبناء المعتقلات والسجون , وأقبية التعذيب وسوح الإعدامات في تزايد وتوحش وشراسة غير معهودة عند باقي المجتمعات.
وقد بلغت آليات القمع ذروتها وتجاوزت أوجها بعد ألفين وثلاثة , حيث إستشرى الفتك بالمواطنين , والتنكيل بهم , وتحقق القتل والإعدامات والخطف والتهديد والإجرام المروع بالناس , حتى غادر البلاد بضعة ملايين , وتشرد الآخرون في وطنهم وأصابهم القهر والحرمان.
وما يجري اليوم من هبة جماهيرية مطالبة بحقوق أساسية وتطلعات حضارية معاصرة تليق بالبلاد والعباد , يتحقق مواجهتها بالقمع الشديد , فلا قدرة على التفاعل الوطني المسؤول , وإنما مواجهات وخطف وقتل وتعذيب وترويع للناس , وفقا لتبريرات وتسويغات وفتاوى وتصورات , لا تختلف في جوهرها عما قامت به جميع الحكومات السابقة التي أزهقت روح الوطن.
فما الفرق بين ما يجري اليوم , وما جرى في العهود السابقة؟
سنقول إنها الديمقراطية!!
ولكن أية ديمقراطية؟
إنها ديمقراطية الفساد والمذهبيات والفئويات والطائفيات والتبعيات والنهب المقدس للثروات , وإفقار الناس وقمعهم بالحرمان من الكهرباء والتعليم والحاجات الأساسية التي ينالها بشر الأرض في معظم بقاعها.
والعجيب في أمر الحكومات أن لاحقها يقارن سلوكه بسابقها , ويحسب أن ما قام به السابق قدوة له ودليل عمل.
فلو سألتهم ما هذا القمع؟
سيجيبونك لو أن الذي حصل في النظام السابق لكان كذا وكذا وكذا , فلماذا تلموننا عما يحصل!!
وهذه نمطية سلوكية مدمرة للذات والموضوع ومساهمة في تنمية الويلات والتداعيات , وإطلاق المشاعر السلبية والعواطف السيئة الكفيلة بحرق الأخضر واليابس.
وأتمنى أن تفند سلوكيات الحكومة الحالية ما تقدم , وتأتينا بما ينفع الناس ويجبر الخواطر , ويطلق الطاقات الشبابية ويستثمرها لما فيه خير البلاد والعباد.
فهل عندنا حكومة بالمعنى الوطني للحكومة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب