بعيداً عن الحلول العقيمة فيما يخص أزمة الشعوب الفلسطيني والسوري والعراقي والأحوازي مع أنظمتها التي تحتلها بعنوان الحكم، يسود الاعتقاد بأن القادة العرب ونظراؤهم “ضيوفهم” الأجانب المدعوين للقمة العربية المقرر عقدها نهاية آذار/ مارس الجاري في دولة الكويت، لن يخرجوا كالعادة بقرارات تشكل منعطفاً سياسياً واقتصادياً في حياة شعوب الشرق الأوسط، سواءً لجهة تعزيز التضامن العربي الذي شددت عليه القمم السابقة. أو لجهة تصحيح أسعار النفط التي أوصلت الدول المنتجة إلى مرحلة الأزمة. حيث طفرة الأسعار ووفرة المال الفائض تسلك طريقها التقليدي بخاصةً في العراق إلى جيوب وحسابات المسؤولين والمعممين المنتفعين، تحت عنوان (خُمُس النفط) الذي يستقطع من كل فرد من أفراد الشعب العراقي المسكين، والذي يصفه المراقبون بـ(الخُمُس البديل) تعبيراً عن امتنان العراقيين لإنجازات ساستهم ومراجعهم. فضلاً عن القضايا الأُخرى التي تمس العرب بالصميم. كالسوق المشتركة العربية ثم الخليجية، والتعريفة الجمركية، ومشاكل اللاجئين والحدود والإرهاب والتعاون العسكري والأمني.
النتائج ستكون دون الطموحات، وأقل التوقعات، خصوصاً فيما يتعلق بالوضع العربي، هذا في حال استقر النقاش إلى حدوده الدنيا من الهدوء دون تحوله إلى سجال وانسحابات وتقاذف وتبادل بالشتائم والاتهامات والتخوين. على خلفية الأزمة الخليجية من قطر. والأزمة العربية من نوري المالكي.
أمير دولة الكويت سيحرص على استثمار القمة لغرض مصالحة الدول الخليجية المتخاصمة مع قطر. وسيحرص- وفق المصادر- على الدعوة إلى عقد قمة دورية للملوك والرؤساء العرب، تحل الخلافات وتواجه التحديات، وتكون قراراتها ملزمة.
وتتنبأ المصادر للبيان الختامي أن يحمل العبارات الجميلة التالية:
ضرورة تعزيز العلاقات والتضامن بين الدول العربية “وفق المبادئ والقواعد والمواثيق العربية والإسلامية والدولية، وعلى أساس متين من الأمن والاطمئنان والثقة.. وعلى أرضية صلبة من التفاهم والتعاون المستمر، بهدف تحقيق طموحات الدول العربية في التنمية والبناء والأمن الاستقرار، وتهيئة المنطقة العربية لمواجهة متطلبات المتغيرات السياسية والاقتصادية والدولية..”.
العبارات جميلة. لكن السؤال الذي يطرحه من سيستمع إلى الإعلان هو: كيف السبيل إلى ترجمة الكلمات إلى أفعال.؟. أليست القمة هي الطريق المختصر لتحقيق التضامن العربي؟.
بمعنى آخر: لا حل آنياً لأزمات الأراضي العربية التي يحتلها بالشراكة الصديقان اللدودان “إسرائيل” و”إيران” وتشمل: فلسطين والجولان ومزارع شبعا اللبنانية والجزر العربية الإماراتية الثلاث والأحواز العربية وشط العرب. وسيتركز الحديث على مسألة تشكيل فرق إنقاذ للبحث عن الطائرة الماليزية المفقودة، وفرق أُخرى لإفراغ سفينة النفط مجهولة الهوية التي سرقت النفط الليبي في وضح النهار، وذات الفرق ستندد أمام الكاميرات وتؤيد خلف الكواليس فض بكارة الطفلة العراقية في عُمُر التاسعة وفقاً لقانون (تعهير) القاصرات الذي سنه محمد اليعقوبي أمين سر تنظيمات حزب الرذيلة لصاحبه ووكيله حسن (الشِمْر) قاتل الطفولة العراقية.