18 ديسمبر، 2024 10:13 ص

القمة العربية الصينية

القمة العربية الصينية

خارطة توازن جديد لتحالفات المنطقة
عقدت القمة العربية الصينية والمطروح على طولتها بحث العديد المجالات والملفات في مقدمتها الملف الاقتصادي صاحب الاولوية في هذه القمه والحقيقة لم ياتي هذا اللقاء الموسع والكبير بحضور القادة والروؤساء العرب بدون جذور او اوليات لانشاء وتحقيق مثل هذه العلاقات المهمه وفي ظروف دوليه وعالمية غايه في الحساسية الامنيه والاقتصادية لقد جاء هذا المؤتمر نتيجه طبيعيه لقواعد واسس التعاون العربي الصيني منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني ( هو جين )عام 2004 لمقر جامعة الدول العربية هذه الزيارة التي اكد فيها على ضرورة تعزيز التعاون العربي الصيني وفي كافة المجالات في مقدمتها توسيع التعاون الاقتصاد والذي حقق شيئ من التقدم والنجاح واعقبتها زيارة ناجحه للرئيس الصيني شي جين بينغ لمقر جامعة الدول العربيه في عام 2016 و في هذه الزياره اكد الرئيس (شي جين بينغ) على اهمية بناء ستراتجية شراكة عربية صينيه من اوسع الابواب وتكررت الزيارات وكما يحدث اليوم في هذه القمه العملاقه التي تعقد في المملكة العربيه السعودية وتم التوقيع من خلالها على عدد من الاتفاقيات المشتركه بين العديد من الدول العربيه والصين في مقدمتها المملكه العربية السعودية هذه القمه التي احدثت نقله نوعيه في العلاقات العربية الصينيه مع تاكيد الرؤى العربية الاستراتجيه في تعزيز الصداقه والتعاون بين الدول العربية والصين بعد ان وصل حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين والذي بلغ 330 مليار دولار العام الماضي بزيادة قدرها 37% على عام 2020 ما يؤكد أن العلاقات العربية – الصينية تسير في الاتجاه الصحيح
بعد ان جاء انعقاد القمه في ظل صراعات سياسية واقتصاديه طاحنه بين الصين وواشنطن من اجل بسط السيطره والنفوذ الاقتصادي للطرفين وعقد القمه في مثل هذه الظروف يكسبها اهمية كبيره من خلال تاكيد الصين على الاستراتجيه الاقتصاديه العربية الصينية ومبدا الشراكه بينهما بعيدا كل البعد عن شبهات الاستغلال والتدخل شؤون الغير خاصة في ظل الصراع السياسي الاقتصادي بين واشنطن وبكين وهذا ما تسعا اليه الدول العربيه وتتمسك به كمبدأ في وجه سياسة واشنطن المتذبذبه والغير واضحه اتجاه بعض قضايا الامه العربية مثل ملفات الدميقراطية وحقوق الانسان وغيرها من الملفات التي تحاول واشنطن الضغط بها على الدول العربيه مستخدمة اياها كضغوط سياسية تصل حد الابتزاز ومصادرة الحقوق و خرق السيادة وتوجيه التهم وفبركتها لتحقيق الكثير من اهدافها الغير مشروعه
وفي كل الاحوال هناك نظره جماهيريه وشعبيه خاصه من قبل الشارع العربي للصين بأعتبارها من اهم اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد العالمي بل تتصدره في اكثر الاحيان بسبب انجازاتها العملاقه والضخمه التي حققتها خلال الحقبه الماضية انجازات لفتت انظار العالم والتي تخللتها بناء علاقات استراتجيه عربية صينيه بعد ان انضمت 20 دوله عربيه الى مبادرة ( الحزام والطريق): التي اطلقت عام 2013 من قبل الرئيس الصيني (شي جين بينج) والتي تحولت الى جسر حقيقي للتعاون العربي الصيني وفي مجالات متعدده في مقدمتها مشاريع الطاقة والبنية الاساسيه والنقل البحري
لهذه الاسباب جاءت المشاركة العربية في القمه التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض بهذا المستوى الرفيع من التمثيل للقادة والرؤساء العرب وبشكل غير مسبوق من الجانبين العربي والصيني وفي ظل ظروف سياسية واقتصادية صاعبه يضاف لها حالات الشك واللا يقين التي تسود العالم اليوم بسبب الحرب الروسيه الاوكرانية وانعكاساتها على الامن الدولي والسلام العالمي وما رافقها من الارتفاع الغير مسبوق في الاسعار وهي افرازات لهذه الحرب لذى ينظر الى مخرجات القمه العربيه الصينيه بعين من الامل في القدرة على مواجهة التحديات العربية الصينية

كون القواسم المشتركه في التوجهات العربية الصينية المتزنه تصب في نفس اتجاه العديد من الدول العربية ومن هذا المنطلق بالامكان ان نطلق على هذه القمه ( بقمة الثقه ) المعقوده بين العرب والصين والامال تعقد ان تترجم مخرجات هذه القمه على شكل مشاريع واستثمارات كبيره مشتركه تساعد على الصمود والتصدي وتفكيك الازمات ومواجهة التحديات التي نتعرض لها بسبب الواقع الدولي والعالمي الذي يشهد تقلبات وازمات طاحنه القت بظلالها على الجميع وفي كافة المجالات.