تعليق عضوية سوريا وعناق حبايب بين نجاد وعبد الله , هذا هو جديد القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت مؤخرا في السعودية والتي انهت اعمالها ليلة الاربعاء بعد اسدال الستار , عدا ذلك كان البيان الختامي تقليدي لقضايا روتينية! كالقضية الفلسطينية والسودانية وازمة الصومال واحوال المسلمين في ماينمار بإشارة خجولة لا ترقى لأكثر من ذلك وقرارات كانت منتظره ومتوقعه,
في القانون هناك نوعين من القرارات , الكاشف والمقرر , الكاشف ما يكشف حقوقا موجوده اصلا ليأتي القانون فيكشفها من الناحية الواقعية اما المقرر ما يقرر حقوقا جديده لم تكن موجوده اصلا , فتعليق عضوية سوريا مثلا ليس جديدا ومفاجئا من الناحية الواقعية , لكنه جديد من الناحية الاجرائية كقرار جديد لهذه القمة الصورية , وصوت الاعضاء على ذلك اجماعا باستثناء ايران والجزائر التان اعلنتا تحفظهما للقرار وهو امر لم يكن مستبعدا ولكن المفاجئ حقا ان ازمة سوريا رغم اهميتها الا انها شهدت تحفظا من الدول الاكثر جدلا (السعودية وايران) ولعلة اتفاق ضمني برؤية دبلوماسية مفادها (الوقت غير مناسب للخصام هنا وعندما تنتهي ازمة سوريا سنرى من المنتصر!)
الجديد المهم في هذه القمة ولعله الاهم هو ذلك العناق بين احمدي نجاد والملك عبد الله وهو مشهد جديد لم نشهده في السابق نظرا لخلاقات البلدين الطائفية وانعكاساته الإقليمية بعد صراع الاشاوس في العراق والانجرار للقضية السورية حاليا لإيران الداعمة لسوريا الحليفة والسعودية المسخرة كل ما لديها لنصره المنشقين عن نظام الاسد بالأموال والاعلام والانفس والثمرات, باطار دبلوماسي لكنه طائفي بامتياز,
لذلك العناق تعبير ومدلول بليغ رغم انه وفق المثل العراقي الشهير (وجوه الموالفة وكلوب المتخالفة) فبعد الحملات الطائفية للبلدين والتقاذف الاعلامي والدبلوماسي يأتي هذا العناق الحميم والذي يأمل منه البعض تغييرا ولو جزئيا في طبيعة العلاقة المتشنجة بينهما والبدء برؤية جديدة لحل مشاكل المنطقة التي تزداد تعقيدا يوما بعد اخر,
ابرز الفائزين في هذا الوفاق والعناق هو العراق! , ذلك البلد التائه بين ايران والسعودية والذي كان الرهان عليه غاليا جدا كلف كل منهما الكثير , فوز العراق هذا يأتي بمقدمة مكاسب هذا العناق بل لعل فائدته اكثر من فائدة البلدين نفسهما ! لكونهم اتفقوا على ان لا يتفقوا وكلاهما ينشد ضمنا للآخر
اذا رأيت نياب الليث بارزة فلا تضن ان الليث يبتسم
قد يبدو غريبا ما اطرحه خصوصا لو يسالني احد ما : كيف يكون العراق المستفيد الاكبر؟ وباختصار شديد اذا ما تغيرت الرؤية الدبلوماسية لكلا البلدين سينعكس اثر ذلك على العراق بكل جوانبه الأمنية والاقتصادية والسياسية ولنكن واقعيين ونقول ان الانصار والاتباع سيرسمون طبيعة جديده لعلاقاتهم تبعا لطبيه كل تابع ومتبوع وهذه هي الطامة الكبرى التي كلفت العراق كثيرا , ولنكن اكثر واقعيه ونقول ان هذا التوجه الجديد اذا ما كان حقيقي فهو كفيل بان يحل مشاكلنا السياسية الأخيرة سحب الثقة والاصلاحات وغيرها ولا مناص لإنكار ذلك فالعراق يتأثر بتلك الايادي التي تصافحت بحرارة ليلة الامس ,
الخلاصة ان العراق سيتسلم عبر الاثير ذبذبات الموجه والتغيير الجديد بعد قمة المسلمين التي تحاول ان تحفز نفسها , فلا مستفيد من القمة الا اثنان بالمحصلة النهائية العراق بتبعيته الطائفية , وعُمره مجانية لأحمدي نجاد وهو مرحب به هذه المره , ولكن الحقيقة كل الحقيقة انهم لم يتفقوا وما شاهدتهم الا مسرحية جديدة من مسرحيات العيد السعيد وكل سنة وانتم طيبين.