18 ديسمبر، 2024 9:58 م

القلب معك واللسان درعك!!

القلب معك واللسان درعك!!

شعوب الأرض قاطبة ولاؤها لأوطانها , ولا يمكنها أن تكون ذات ولاء لغير الوطن الذي ولدت وترعرعت فيه , فالإنكليزي ولاءه لبريطانيا والياباني لليابان والصيني للضين والهندي للهند , وقس على ذلك.
وحتى فرنسا التي أسهمت أمريكا بتحريرها في الحرب العالمية الثانية , شعبها ولاءه لفرنسا ويأبى أن يكون لمحرره , مع تقديره للجهود التي بُذلت في إنجاز النصر الوطني.

الولاء لغير الوطن ظاهرة غير مسبوقة ومخلة بشرف الإنسانية وطبائع السلوك البشري , لكنها تجسدت في البلاد وبقيادة وريادة المعممين المتاجرين بالدين , الذين يعلنون ولاءهم الصريح والمطلق للدولة الجارة الشرقية , ولديهم الإستعداد بتدمير البلاد والعباد في سبيل مصالحها.

وهي عجيبة سلوكية لم تعهدها البشرية ولم تمارسها حكومة أو حزب أو فئة في مجتمعات الدنيا الغابرة والمعاصرة , إلا فيما شذ وندر وكان مؤقتا ومرحليا مندثرا.

فالسائد أن جميع العمائم وبلا إستثناء , إلا مَن تحلى منها بالشجاعة والجرأة ويقظة الضميروالحس الوطني والإنساني الواضح , تراها تتحدث بوجهين , فهي تبدي تبرمها من الأوضاع وتشير إلى الأسباب بخطبها وتصريحاتها , لكنها في سلوكها أمينة على تأكيد المصالح والأجندات التي تريدها الجارة الساكنة في القلب والروح والنفس.

ويمكن الكشف عن حقيقتهم حالما تتصدى لجارتنا أو تنال من تصرفات قادتها وما يتسببون به من ويلات للمواطنين , عندها سينكشف دجلهم ونفاقهم وآليات تضليلهم للناس بإسم الدين , الذي يوظفونه لخدمة مصالح الجارة التي بأمرها يأتمرون.

ولابد من القول بأن الجارة الشرقية فيها حكومة وطنية صارمة تغار على وطنها ومصالحه وفقا لمفاهيمها العقائدية , وتذود عن كرامته وسيادته بما تستطيعه من إقدام وتحدي وإصرار , وما تقوم به في عدد من الدول العربية هو لتأمين مصالحها.

ولا عتب عليها , لكن العتب واللوم يقع على الذين إرتضوا القيام بدور التابع والمَطية , والمنفذ الأمين لإرادتها الوطنية على حساب وطنهم ومصالحه وسيادته وكرامته , فهم أكثر وطنية من مواطنيها أنفسهم , وغيرتهم عليها أكبر من غيرتهم على البلاد التي فيها يتآمرون.

الجارة الشرقية تعنيها مصالحها أولا وأخيرا , وهي تجتهد في توظيف ما تستطيعه لصيانتها والتعبير الأمثل عنها , ووفقا لرؤيتها فلا حرب على أراضيها , وإنما سوح معاركها بلاد العُرب أوطاني , مادام فيها مؤهلون للذود عن مصالحها والتضحية في سبيلها.

وقد عرّت المظاهرات الوطنية الصادقة جميع المسميات والرموز والأقلام , فما عاد النفاق يصلح أسلوبا للخطب والهذيانات الإعلامية التضليلية الخائبة.
فليكن ما بقلبك على لسانك , فقد سطع نور الوعي وتبصّرت العقول!!