لك الله أيها الفقير في بلادي، لك الله لأنك الوحيد المستهدف في هذا الزمن الأغبر ، لك الله لأنك لا تراوغ ولا تكذب ولأن اعتمادك على الله الواحد الأحد ، لك الله عندما تدافع عن بلدك ، لك الله عندما تطيع وتنفذ من أجل لقمة العيش ، لك الله عندما تخطئ ويكون حسابك عسيراً ، لك الله عندما يدعونك لصناديق الاقتراع لتضع أسماً ليس من اختيارك ، لك الله عندما تنتفض على العوز والجوع وتسلك طرقاً عكس أخلاقك وتربيتك مجبرا لأجل مواصلة الحياة و يلوكك الإعلام بأقذر العبارات ، لك الله عندما يدعونك للتظاهر ويتركونك في وسط الطريق ، لك الله عندما تطالب بتعيينات لك او لاحد ابنائك ويطلبون منك عشرات الاوراق الخضر حتى يبصموا على اوراقك وانت تلتفت يمينا ويسارا ولا تجد مسؤولا شريفا ينتخي لك ، لك الله عندما تمرض وتتألم وتعجز عن جمع مبلغ الفحص وشراء العلاج ،
لك الله عندما يطرق بابك صاحب دارك المستأجر وانت لا تملك دينارا واحدا لدفع بدل الايجار ، لك الله عندما تبحث عن لقمة شريفة لا يتركونك تتهنى بها ، لك الله عندما يضحك عليك قادة بلدك بالخطابات الرنانة ويسرقون حتى البسمة من شفاهك ،لك الله عندما تتحدث عن قلة الخدمات وانقطاع الماء والكهرباء ، لك الله عندما يأتون بولدك ملفوفا بالعلم العراقي وانت تشهق وتنتحب بألم قلة مثيله في كل بلدان الدنيا ، لك الله ايها الفقير الذي اغتنى على اكتافك حثالات المجتمع وباتوا هم قدوة البلد ، لك الله وانت تدندن باغاني داخل حسن او ترتل القرآن بصوت عبد الباسط ، لك الله يا من عمرت وبنيت وجاء الاخرون ليسرقوا منك جهودك ويتركوا لك فتات لا يسد رمق عيشك ، لك الله عندما يطبق التقشف فقط عليك لا على غيرك ، لك الله عندما أبكتك جراحا لا تندمل ، لك الله عندما يكتشف القضاء اخطاء في اوراقك الرسمية فتذهب خلف القضبان دون ضجيج ، بينما تجد السراق والمزورين والفاسدين يشترون القضاء باموالهم ، لك الله وانت تبحث عن خمسين متراً وسقفاً من خشب او جينكو يحميك من برد الشتاء وحر الصيف ، وكل هذا الوجع ولا زلت انت النقي الصابرالشريف النزيه، تقاتل من اجل بلدك ليرتاح ابناء المسؤولين في فللهم وتسكعهم في شوارع الخليج و اوربا ودول الجوار ، ولا زلت الصوت الهادر وصانع الثورات التي تسجل باسماء يمليها الشيطان ،
ولا زلت تقف امام الحيتان مضطر اما ان تبتلعك أو تغرقها، ولا زلت تنادي باصلاح القضاء الذي اصبح اضحوكة السماء والأرض بعد أن أصبح المتهم بريئا والأخير متهما واختمها برواية تقول ان رجلا دفن كلبه في مقابر المسلمين فشكوه الناس للقاضي ، فلما حضر امام القاضي سأله كيف دفنت الكلب في مقابر المسلمين ؟ قال نعم لقد اوصاني الكلب بذلك ولبيت وصيته ، فقال القاضي : ويحك كيف تدفع عينا نجسا في مقابر المسلمين ثم تستهزئ بالقاضي فقال الرجل : لقد اوصاني ايضا بألف دينار للقاضي ، فقال القاضي رحم الله الكلب الفقيد ، فتعجب الناس من صنع القاضي فقال لهم : لا تتعجبوا فقد تأملت الكلب فرأيته من نسل كلب اصحاب الكهف ، وهكذا الحال الان ولا اقول سوى لنا الله جميعا فيما نحن به .. ولنا عودة .