23 ديسمبر، 2024 6:02 م

القضاء والتعليم

القضاء والتعليم

بغض النظر عن صحة او عدم صحة او مدى دقة ما نسب الى ونستون تشرشل؛ رئيس وزراء بريطانيا في فترة الحرب العالمية الثانية عندما كانت مئات الطائرات الالمانية وعلى مدى اشهر متواصلة تقصف المدن البريطانية بالآف الاطنان من القنابل ، والتي كان للعاصمة لندن النصيب الاكبر منها؛ في جوابه على سؤال بعض من قابله: لقد دمروا البلد يا سيادة الوزير الاول . فسألهم: ما وضع القضاء والتعليم؟ ، فقالوا له: ما زال القضاء والتعليم بخير ، فقال لهم: اذا البلد بخير فلا تخافوا. لادراكه ان القضاء العادل يكشف الحق ويقف مع المظلومين ضد الظالمين ويمنع شريعة الغاب بين الناس ويوطد اركان الدولة والحكم في مواجهة التحديات الداخلية والاعتداءات الخارجية ، مثلما يعرف بخبرته المتراكمة ان التعليم  يبني المجتمع الذي ينهض بهذه المهمة ، وهذان الطريقان من وجهة نظره لابد ان يؤديا في نهاية الامر الى النصر.   

يقول رئيس مجلس الامة الكويتي السابق احمد السعدون: لقد اثبت التاريخ صدق هذا الرأي سواء قاله تشرشل بهذه الصيغة او غيرها او لم يقله اصلا ، خاصة بعد ان بدأت الاعترافات تأخذ طريقها الى الاعلام في بعض الدول ومنها دول عربية عن فساد مرفق القضاء فيها بحيث لم يعد: “يكشف الحق ويحقه ويحميه من الباطل والاشرار ، ويمنع الناس من ان تأكل بعضها ، وعن حقيقة التدخلات في مرفق التعليم مما ادى الى “صرفه عن القيام بدوره بل وتعطيله عن بناء المجتمع”.

فاين نحن من ذلك ، قضاء لا يمكن المساس به ان تأخر في حسم ما معروض لديه من قضايا او نصر مسؤول على فقير او سياسي على مواطن او اخفى حقائق نهب المال العام او تأخر في كشفها… نحترم استقلاله نعم. وعدم التدخل او التأثير في قرارته ، لكننا لم نر احدا مس قاضي او جرمه او سائله او حتى دعا الى استقالته  طوال السنوات الاحد عشر الماضية!!!.

والتعليم يعاني من مدارس طينية وهياكل حديدية ومعلمين بلا رواتب وطلاب بلا مناضد وفساد له اول وليس له آخر ، ونسأل لماذا يتخلف المجتمع ولماذا يعاني من حالات سلبية كثيرة؟؟.

وان كان العراق على موعد بنصر قريب على داعش ، فان النصر لن يكتمل الا اذا رفعنا هالة القدسية المحيطة بالمؤسسة القضائية وسمحنا بانتقادها وتعيين مواطيء الخلل فيها.. وانصفنا المعلمين والطلاب بسداد رواتب الاول وتوفير مستلزمات نجاح الثاني.. عندها فقط يمكن ان نقول: اننا بخير.