8 أبريل، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

القصص القرآنية …هل نقلها الفقهاء بأمانة التصديق….؟\

Facebook
Twitter
LinkedIn

القصة لغةً تعني : أسم حدث معين ، وأصطلاحا : تعني المحتوى له . هي

حكاية مكتوبة ،أو مروية ،أو منقولة تُستمد من الواقع او الخيال ،أو منهما معاً..تحتوي على موضوع أو موضوعات واقعية حدثت فعلاً ،او خيالية تصورية تروى على سبيل العضة والأعتبار.

كل القصص المروية تأتي من مصادرها الاساس حسب ما يرويها أصحابها،سواءً كانت واقعية او خيالية مصطنعة جاءت للتسلية أوللعضة والاعتبار، كقصص الف ليلة وليلة وقصص الأيام الغابرة التي لا زالت تُذكر للتلهية وأجترار الماضي البعيد .

اما القصص القرآنية فقد جاءت من الجزء المتغير من مراسيم الحياة، أي من تراكم الاحداث بعد وقوعها ، والتي حصلت فعلأ ونقلها القرآن الكريم بأمانة التصديق، والتي وردت في النص المقدس ،لذا قال عنها القرآن الكريم انها الحق : (نحن نقص عليك نبأهم بالحق)،الكهف 13.

القصة القرآنية تعطينا خط تطور التاريخ الأنساني بالمعرفة والتشريع الواجب التطبيق لصلاح الرعية وتثبيت حقوق الناس.لكنها هي الاخرى ليست كلها من واقع التطبيق ، منها ما جاء على سبيل ذكر حوادث التاريخ التي حصلت بين آدم ونوح قبل الرسالات، في المراحل الأولى من حياة البشر،كقصص النار وحياة الكهوف ودفن الموتى ومنها تعلم البشر.

2

اما قصص خط تطور التاريخ ،فبدأت بنوح ،ومن بعدها بهود ،وصالح وشعيب ، وأبراهيم ، ويوسف واستمرت حتى عيسى المسيح بن مريم وأختتمت برسالة محمد (ص) رسول المسلمين و المؤمنين ،(…اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا …،المائدة 3) .

لقد قدم القرآن الكريم أستنتاجات من قصص الانبياء تبين بداية اتصال السماء بالأرض عن طريق النذر والأصطفاء (ان الله أصطفى آدم ونوحاً وآل أبراهيم وآل عمران على العالمين،آل عمران 33).،ثم بدأ الاتصال المباشر من نوح الى محمد(ص) كقول الحق :(انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده)،النساء أية 163.

ان القصص القرآنية تبين مدى مراقبة الحق للباطل الذي يفرضه الحكام على الناس ، وكيفة تخليصهم منه حينما تتعذر السبل للتخلص منهم،وحينما يعتقد الحاكم المتغطرس انه اقوى من الناس والقدر، فيأتيه العذاب من حيث لا يحتسب. وهكذا خلص الله اتباع موسى من الفراعنة بعد ان أغرقهم في اليم ، واعاد اليهم حريتهم بعد طول استعباد .

ان قصص التاريخ اثبتت ان هناك مشخصات لا يراها الناس جاءت من السماء لتنذرهم ،ويذكرهم الله بالتقوى ويحثهم على الرحمة بينهم ويحذرهم من عصيان الحق،كما في قوله تعالى :(أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رَجُلٍ منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم تُرحمون…فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا أنهم كانوا قوماُ عَمِينَ ، الآعراف63 -64.

3

في القصص القرآنية احداث وأحداث منها قصة غرق قوم نوح ولم يسلم منهم الا هو وجماعته في السفينة …وما يدريك ان الله سيغرق الظالمين الحاليين بتسليط غضبه الجبار عليهم ليأكلهم من حيث لا يعلمون..او يغرقهم كما اغرق قوم نوح حين فتح عليهم أبواب السماء بماءٍ منهمر،فبعدا للقوم الظالمين ،هود 44.

كل الأحداث التاريخية تظهر لنا باليقين ان الطبيعة انتقمت من الظالمين ..أنتقمت من الآمويين لفسادهم في الارض وقتلهم لحجر بن عَدي لمجرد ايمانه بالعدل بين الناس،فأبادهم في قرية بوصير المصرية عام 132 للهجرة بعد صبرٍ طويل،وبعد ان عاشوا في عزٍ ورفاهٍ كبير.

وأباد بني العباس على يد المغول بعد قَتلِهم لبعض آهل البيت دون سبب مبين ،كما في قتل الرشيد للأمام موسى بن جعفر(ع) المطالب بتطبيق نظرية الحق والعدل بين الناس. وقتل المآمون للامام الرضا (ع) الرافض لخلافة العباسيين المغتصبة من الناس ،وهم من المؤمنين، وظلمَ الناس على مدى عمر السنين ، حتى ابادهم على يد المغول الظالمين عام ( 656 للهجرة)..بأبشع قوم ظالمين..؟

وأباد المغول بعد معركة مرج دابق على يد العثمانيين في موقعة مرج دابق (923 للهجرة ) بعد ان لقنهم دروس ظلم السنين وماكانوا فيها يظلمون..دون سبب مبين..

دول كثيرة حكمت لكنها تجاوزت على الحق والقانون ، فأهلكها الله بيوم وليلة من حيث لا يحتسبون.كهلاك الدولة المهدية في المغرب،وهلاك الدولة

4

الفاطمية في مصر ،والدولة الخوارزمية في أيران ،والدولة البويهية في العراق..واليوم يأتي دور من يظلمون بأذن االله ليحولهم الى عِبَر السنين ..؟

حتى قيل : (ان الظلم اذا دام دمر..) فهل نحن بأنتظار أمر الطوفان الجديد نتيجة اختراق الاجماع الآلهي من الظالمين لحقوق الناس متناسين الله والتاريخ.

من النصوص القرآنية والتاريخية نفهم قصص الطوفان بأختيار الآله بعد ان طغى فكر الحاكم على الناس ولم يعد يسمع او يرى..ومن يقرأ (ملحمة جلجامش ، وأتراخيس) ،يدرك ان الله يسمع ويرى جهرهم وسرهم ،(ألم يعلم ان الله يرىَ،العلق 14). وسترون كيف تكون عاقبة المكذبين. والدلائل تشير الى ان وجهوه الظالمين انقلبت اليوم كوجوه الموتى مصفرة مكفهرة لا تسر الناظرين .كما في قوم نوح وهود وعاد وثمود ،الذي قال فيهم القرآن بعد محقهم ( وثمودَا فما أبقى ، النجم 51).

نأمل ان لا نتنظر من الله كثيرا لنراهم قبل المصير ..نريد من العزيز القدير ان ينتقم منهم على ما فعلوه في وطننا من تدمير،وأكلوا حقوقنا تعمداً دون سبب مبين ،ونحن على قيد الحياة لنرى انتقام الرب فيهم كما انتقم من كل الظالمين السابقين..؟ ثق اخي المواطن المظلوم منهم.. لا تغرك مظهريتهم أنهم معذبون في داخل نفوسهم يتحسرون على المعتدلين..اللهم زدهم عذابا الى يوم المصير..ولا تمتعهم في اموالهم ولا اولادهم ولا كل ما يملكون هم، واتباعهم من الظالمين .كما بخسوا الناس أشياؤهم وحقوقهم …وهم يقصدون..؟

5

لقد أورد القرآن الكريم لنا (24 نبياً ورسولاً)،من هؤلاء هو ثلاثةعشر رسولاً، والباقي أنبياء.كل منهم أدى دوره وأنتهى..ولم يكن معهم رجال دين يفتون للناس برأيهم ابداً ،لأن القرآن لا يعترف برجال الدين ولا يخولهم حق الفتوى على الناس ولا يميزهم بلباس معين كلباس رجال العهد القديم.،فالكل متساويين ..الا ما قدر الله.

ان الله يعلم ان ما يدعون برجاله اليوم هم الظالمون والمدلسون على حقوق الناس والناكرون للحق المبين حتى اصبحوا من اخطر الملأ الموجود ين في أيذاء الناس الاخرين كما ترونهم اليوم حين حولوا الدولة الى جملة محاسيب ، وحين خانوا العهد واليمين بعد ان تآمروا مع المحتل لتدمير وطن المواطنين ولا زالوا يتآمرون..وهم يسعون الى تكريس العامية والجهل عند الناس ليلهوهم في أباطيلهم ويحولوهم الى قطيع..بعد ان اشاعوا السحر والشعوذة ونظرية الأحزان المستمرة رسميا بين الناس وحسبوهم من المغفلين ، وهم لا يؤمنون بالتشريعات المادية القانونية وأجماع الأكثرية ،ولا حتى بنكبة اهل البيت الميامين ، سوى المظهرية الكاذبة،لأنهم يتعايشون مع الفوضى في التنفيذ.

ان حرية التعبير عن الرأي ،وحرية الأختيار عند الناس مفقودة عندهم بأعتبارهم من المقدسين بالاسرار التي يختصون بها ، والله ينفي عنهم كتم الاسرار والتقديس في قوله تعالى :(ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ،البقرة 174)، فمن أين جاءهم التقديس ؟ بعدان فقدوا اسس الحياة الانسانية في الأسلام.

6

يا آلهي فقهاء دينكم غالبيتهم اليوم من المزيفين..وفتاواهم سُمٍ زعاف على المواطنين، وسيَرهم مع الحاكم الظالم تخزي قسَم الدين..؟

نقول للظالمين ممن يحكمون الوطن العراقي اليوم : كم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا بأنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه او مصارعته في ثوابته،فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم..وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على الايام ان الكل يرفع الايدي بالدعاء لرفع الظلم ، وهم من المستبدين الناكرين لله وأهل البيت والصحابة أجمعين..فهم لا يستجاب لهم ..وانا متأكد ان الاستجابة ستكون من الله حين يجعلهم كعصفٍ مآكول.كما يقول شاعر حكيم :

تظلمنَ اذا ما كنت مقتدراً فالظلمُ مرتعهُ يفضي الى الندمِ

تنام عينيك والمظلوم منتبهُ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

لا ندري … .الى متى يبقى شعب العراق ينتظر نهاية ظلم الظالمين ، الذين عاثوا في الأرض فساداَ..كل شيء بقدر… وليكن قدرنا بأذن الله قريب..؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب