كشف دبلوماسي روسي سابق عن القصة الكاملة لتفاصيل اخر لقاء بين صدام حسين والمبعوث الروسي يفغيني بريماكوف قبل شهر من غزو العراق.
وقال أرتوم كابشوك الدبلوماسي والمترجم السابق في وزارة الخارجية الروسية الذي رافق بريماكوف في رحلة المحاولة الأخيرة لحض صدام حسين على الاستقالة وتجنيب العراق الكارثة.
“بعد صعودنا الى الطائرة الحكومية الضخمة اكتشفت انني وحارس واحد فقط مع بريماكوف الذي جلس إلى جواري وبدأ يشرح لي مضمون الرسالة الشفهية التي كان يحملها من الرئيس بوتين ، فعرفت خطورة اللحظة وان المهمة لم تكن سهلة. و
سألني رأيي “هل تعتقد أنه يمكن أن ننجح في هذه المهمة؟”، فأجبت بالقول إن هذه من أصعب المهمات التي أشارك بها، خصوصا أن الأمور كانت واضحة أنها تتجه نحو الغزو”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي السابق في حديث مع برنامج ” قصارى القول ” على قناة RT العربية :
“عندما وصلنا للقاء صدام في أحد القصور، كان على طبيعته، لم يكن يظهر عليه التوتر والقلق، معنوياته كانت عادية ومرتفعة بعض الشيء”
ويقول :
-اراد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الاطلاع على فحوى الرسالة لكن بريماكوف رفض أن يقدم أي تفصيل له، وأصر على لقاء صدام منفردا بداية”.
وأوضح كابشوك أن “الجلسة الأولى كانت على انفراد واستغرقت دقائق، كان صدام وبريماكوف وأنا ومترجم عراقي لم يتسن لي أن أتعرف على اسمه،يترجم من العربية إلى الروسية وأنا من الروسية إلى العربية.. الكلام الذي قيل في اللقاء الانفرادي الأول كان قصيرا واستعرض خلاله بريماكوف الرسالة الشفهية و قال إننا نقترح أفكارا نأمل أن تساعد في إنقاذ الموقف”.
وحسب رواية كابشوك فان المقترح الروسي كان يتضمن أربعة عناصر ؛؛؛
“الأول تنحي الرئيس عن السلطة، وفي الترجمة استخدمت كلمة تنحي وليس التنازل.. صدام كان صامتا ويصغي باهتمام شديد وبدأ يسجل الكلام. العنصر الثاني للمبادرة أن تجري انتخابات عامة حرة ونزيهة. أما العنصر الثالث فهو اقتراح بقاء صدام بموقف قيادي سياسي مهم، في موقع حزبي.العنصر الرابع أن يتم التوجه إلى الشعب الأمريكي برسالة تطمين بأنه ليس للعراق نوايا شريرة”، مؤكدا أن “صدام لم يجب على هذا الكلام أبدا”.
ولفت كابشوك إلى أنه “عندما انتهى اللقاء الانفرادي، طلب صدام حضور أعضاء القيادة العراقية، طارق عزيز وسعدون حمادي وعبد الحميد محمود التكريتي. وفي هذا اللقاء بدأ يعلق والرد الأول كان صادما فقال صدام ” هذه رسالة أمريكية صهيونية”
ويعلق الدبلوماسي الروسي على عبارة صدام حسين القاسية
” كان مهووسا بهذا الموضوع.لم يشرح موقفه الرافض، بل أصبح يعاتب بريماكوف ويذّكره بما حصل عام 1991، عند الانسحاب من الكويت وقال “آنذاك خذلتموني”..
وهنا الأجواء أصبحت متوترة، فرد بريماكوف قائلا في ذلك الوقت أنتم تأخرتم وليس نحن”.
وبين أن “اللقاء استغرق 15 دقيقة فقط وانتهى من تلقاء نفسه .
عندها ربت صدام على كتف بريماكوف قائلا: “نحن سنقاتل سنقاتل سنقاتل”. أعتقد أنهما لم يتصافحا.
طارق عزيز وصدام اتجها إلى مخرج الصالة، وقال عزيز سنلتقي بعد 10 سنوات، يفغيني بريماكوف ( 1929-2015) أدار وجهه نحوي وقال :
” بعد عشر سنوات لن أكون موجودا”!
للمزيد على الرابط