18 ديسمبر، 2024 9:59 م

القران الكريم وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم ؟!

القران الكريم وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم ؟!

الحديث عن تهنئة عيد المسيح كثرَ حتى اختلفوا كبار رجال الدين بينهم من يجوز التهنئة للكتابيين ومنهم حرم التهنئة والكثير من الذين يصدرون الفتاوى ممن ليس أهلاً لها فقط لأجل خلق تفرقة ويثيرون بلبلة وخلق طبقات للبشر واستخفاف بالأحكام الشرعية وللأسف من يخالف القرار آثم يجب محاسبته .
طالما نحن مسلمين واجب علينا اتباع القران الكريم والنبي محمد (ص)

عن المرجع الديني السيد السيستاني (دام ظله)
قال في كتاب الفقه للمغتربين ص22 يجوز تهنئة الكتابيين من يهود ومسيحيين وغيرهم وكذلك غير الكتابيين من الكفار بالمناسبات التي يحتفلون بها امثال عيد رأس السنة الميلادية، وعيد ميلاد السيد المسيح (ع) وعيد الفصح ، وقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) : «وان جالسك يهودي فأحسن مجالسته. (وسائل الشيعة ج12 ص201) .

وفي رواية الحكم ابن الحكم قال سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول وسئل الصادق (ع) عن الصلاة في البيع والكنائس فقال صل فيها قد رأيتها ما انظفها، قلت ايصلى فيها وان كانوا يصلون فيها قال عليه السلام نعم اما تقرأ القرآن «قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا»، صل الى القبلة وغربهم (وسائل الشيعة ج5 ص138 ابواب مكان المصلي) .

هل كان الامام علي يميز بين المسلمين وغيره ؟
كان الامام امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه السلام لم يميز بين المسلم وغيره في دولة الاسلام وقد مر الامام بشيخ مكفوف كبير يسأل الناس فقال امير المؤمنين (ع) ما هذا؟
فقالوا يا امير المؤمنين نصراني فقال امير المؤمنين (ع) استعملتموه حتى اذا كبر وعجز منعتموه ” أنفقوا عليه من بيت المال” (التهذيب للطوسي ج6 ص292) .

مفتي الجمهورية يحرم الاحتفال برأس السنة أو التهنئة بها سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( رعاه الله) يقول لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها ! .
انا نعتبر هذا الخطاب ضمن “نهج خطاب الكراهية” . لسبب ؟

فتوى في مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
من كتاب ” صناعة الفتوى وفقه الأقليات ” للعلامة عبدالله بن بيه”

أوصى الرسول الكريم أبا ذر بقوله: «اتق الله حيثمـا كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، هكذا قال: «خالق الناس»، ولم يقل: خالق المسلمين بخلق حسن.
كمـا حث النبيه على (الرفق) في التعامل مع غير المسلمين، وحذر من (العنف) والخشونة في ذلك.
ولمـا دخل بعض اليهود على النبيه ولووا ألسنتهم بالتحية، وقالوا: (السام) عليك يا محمد، ومعنى (السام): الهلاك والموت، وسمعتهم عائشة، فقالت: وعليكم السام واللعنة يا أعداء الله، فلامها النبيه على ذلك، فقالت: ألم تسمع مـا قالوا يا رسول الله؟ فقال: سمعت، وقلت: وعليكم. يعني: الموت يجري عليكم كمـا يجري علي ـ يا عائشة: الله يحب الرفق في الأمر كله([9]).
وتتأكد مشروعية تهنئة القوم بهذه المناسبة إذا كانوا ـــــ كمـا ذكر السائل ـ يبادرون بتهنئة المسلم بأعياده الإسلامية، فقد أمرنا أن نجازي الحسنة بالحسنة، وأن نرد التحية بأحسن منها، أو بمثلها على الأقل، كمـا قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾([10]).
ولا يحسن بالمسلم أن يكون أقل كرمـا، وأدنى حظاً في حسن الخلق من غيره، والمفروض أن يكون المسلم هو الأوفر حظاً، والأكمل خلقاً، كمـا جاء في الحديث: «أكمل المؤمنين إيمـاناً أحسنهم خلقا»([11])، وكمـا قال عليه الصلاة والسلام: «إنمـا بعثت لأتـمم مكارم الأخلاق»([12]).

مـا موقف المسلم من هؤلاء (غير المسلمين) المسالمين لهم،
الذين لا يعادون المسلمين، ولا يقاتلونهم في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم أو يظاهروا على إخراجهم ؟

إنَّ القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم

في آيتين من كتاب الله تعالى
في سورة الممتحنة،
وقد نزلت في شأن المشركين الوثنيين، فقال تعالى : ﴿ لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) ﴾([1]).
القسط يعني: العدل،
والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل،
فالعدل: أن تأخذ حقك،
والبر: أن تتنازل عن بعض حقك.
العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه،
والبر: أن تزيده على حقه فضلاً وإحساناً.
وأمـا الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أنْ يقولوا: ربنا الله، كمـا فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول وأصحابه.
وقد اختار القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة (البر) حين قال: ﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ﴾ وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى؛ وهو بر الوالدين.
وقد روى عن أسمـاء بنت أبي بكر ( رضي الله عنهمـا)
: «أنها جاءت إلى النبيه فقالت:
يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة ـ أي في صلتها والإهداء إليها ـ أفأصلها ؟ قال: صلي أمك»([2]).
هذا وهي مشركة، ومعلوم أن موقف الإسلام من أهل الكتاب أخف من موقفه من المشركين الوثنيين.
حتى إن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم؛ بمعنى: أن يأكل من ذبائحهم، ويتزوج من نسائهم،
كمـا قال تعالى في سورة المـائدة:
﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُم﴾([3]).
ومن لوازم هذا الزواج وثمراته: المصاهرة بين الأسرتين، وهي إحدى الرابطتين الطبيعيتين الأساسيتين بين البشر، كمـا أشار القرآن بقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ﴾([6]).
ومن لوازم ذلك: وجود الأمومة، ومـا لها من حقوق مؤكدة على ولدها في الإسلام، فهل من البر والمصاحبة بالمعروف أن تمر مناسبة مثل هذا العيد الكبير عندها ولا يهنئها به؟
ومـا موقفه من أقاربه من جهة أمه، مثل الجد والجدة، والخال والخالة، وأولاد الأخوال والخالات، وهؤلاء لهم حقوق الأرحام وذوي القربى، وقد قال تعالى:﴿وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّه ﴾([7]) وقال تعالى:« إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى»([8]).
فإذا كان حق الأمومة والقرابة يفرض على المسلم والمسلمة صلة الأم والأقارب، بمـا يبين حسن خلق السلم، ورحابة صدره، ووفاءه لأرحامه، فإنَّ الحقوق الأخرى توجب على المسلم أنْ يظهر بمظهر الإنسان ذي الخلق الحسن، وقد أوصى الرسول الكريم أبا ذر بقوله: «اتق الله حيثمـا كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، هكذا قال: «خالق الناس»، ولم يقل: خالق المسلمين بخلق حسن.
فلا مـانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل الصليب؛ فإن الإسلام ينفي فكرة الصليب ذاتها ﴿وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُم﴾ والكلمـات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم على دينهم، أو رضاً بذلك، إنمـا هي كلمـات مجاملة تعارفها الناس. ولا مـانع من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها، فقد قبل النبيه هدايا غير المسلمين؛ مثل المقوقس عظيم القبط بمصر وغيره، بشرط أن لا تكون هذه الهدايا ممـا يحرم على المسلم؛ كالخمر ولحم الخنزير.
,,, كل عام وانتم بألف خير ,,,