23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

القرار الملكي السعودي : ندعم شباباَ يقاتل في سورية لكننا نريدهم غير سعوديين

القرار الملكي السعودي : ندعم شباباَ يقاتل في سورية لكننا نريدهم غير سعوديين

تابعت كغيري بنوع من التركيز القرار الملكي السعودي الصادر بتجريم المسلحين من الشباب السعودي الذي يحمل السلاح خارج المملكة بأحكام تتراوح مابين خمس سنوات الى عشرين سنة في نفس الوقت طالب القرار هؤلاء الشباب بالعودة الى بلدهم وإعلان العفو عنهم ، والقرار كان يخص الذي ( يجاهد في سورية فقط دون الغير ) .

حذت الكويت حذو السعودية وتحول هؤلاء بأعين حكوماتهم الى شباب مجرم يجب محاسبتهم بعد ان اعتبروا لمدة ثلاث سنوات ابطالا يجاهدون لتدمير سورية ثم الفوز بحور العين ولأجلهم ولأجل إسقاط سورية ضخت المليارات الخليجية مكافئة لبطولاتهم .

من المتوقع ان يعود الى البلدان الخليجية والعربية الاخرى من تلك المجاميع وبحسب بعض الإحصائيات السعودية اكثر من عشرين الف مقاتل اثنا عشر منهم سعوديوا الجنسية ، لكن في حالة عدم الاستجابة ستنتزع منهم الجنسية السعودية ويحالون الى محاكم القضاة الخاصة و بالأحكام التي ذكرها القرار .

لا احد يعلم كيف ستتفاعل هذه الزمر والمجاميع مع قرار من هذا النوع التي استغلت حكومات دولهم عقولهم وباعتهم بثمن بخس !!! فما هي ردود الفعل الحقيقية لهذه الزمر الضائعة ،؟؟ هل ستستجيب للطلب تداركاً من التهديدات السعودية بالسمع والطاعة ؟ ، ام انها ستصم السمع والأذان وليكن ما يكون لأنهم ذهبوا الى سورية في مهمة جهادية كما يزعمون ليقتلوا ويذبحوا كل من هو يخالف افكارهم الضالة , وبالتالي هم لبوا نداءات صدرت من شيوخهم و من داخل مساجد الحرم السعودي !!! تحثهم على الواجب المقدس بالقتل والذبح ، دعاة وشيوخ من قطر والكويت وبشيء اقل من الامارات شاركوا هذه الدعوات المحرضة.

السؤال المطروح الان هو هل سيطبق هذا القرار على الشيوخ والدعاة المعروفين الذين يستخدمون رسائل التواصل الاجتماعي للدعوة الى الجهاد في سورية ،؟؟ وتحميلهم مسؤولية تجنيد هؤلاء الشباب،؟؟ ومن ثم مقتلهم على الارض السورية، اي تجريمهم وتحريض المجتمع السعودي والخليجي ضدهم !!!!! قسم من هؤلاء الشيوخ بادروا سريعا الى تبرئة انفسهم من هذه التهم، وكأن اول من بادر في هذا الخصوص الشيخ سلمان العودة الداعية السعودي المعروف ونائب الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء المسلمين، الذي نفى ان يكون قد حرض على الجهاد في سورية
هل سيطبق هذا الإعلان على هؤلاء باثر رجعي.؟؟ وهل سيتم محاكمة من يعمل في قنوات صفا ووصال اللتان تحرضان على التكفير والفتن ؟؟ وهل ستغلق هذه القنوات ،!!! ام سيتم إعفاء كوادرهما لان التحريض على قتل الأبرياء في سورية لم يكن وقتها مخالفا للقانون ؟. هل سيتم إسكات و اعتقال الدعاة كاالشيخ عدنان العرعور و الشيخ محمد العريفي !!!!! أشك في ذلك , فهي من ربتهم وخرجتهم من مدارس التكفيير والطائفية , وان اعتقلتهم سيطلق سراحهم سريعا بحجة المناصحة والتوبة ,

تغاضى القرار ًبشكل متعمد عن ذكر عشرات الآلاف المسلحة الاخرى ذوي الجنسيات المختلفة والتي عبرت البحار والمحيطات بعضهم جاء تلبية لنداءت جيش من دعاة وعلماء الفتنة والكراهية والحقد الطائفي باستباحة الدماء البريئة كل ذلك يقع تحت طائلة أيديولوجية الفكر التكفيري وآلاف اخرى جاءت طمعا بالاغراءات والسخاء المالي الخليجي المقدم ،
فالتغاضي هنا معناه ان السعودية تريد إرهابيين ومسلحين لكنها لاتريدهم سعود دين . ليكونوا من اي دولة وليدمروا ويقتلوا ، لذا نقول في اي من النوايا التي يقاتل من اجلها الغرباء الجهاد او الطمع المالي ،ًفلنفترض انهم أتوا من دول لا تحكمهم فيها قوانين . دول تعتبر فاشلة كالصومال والموزنبيق وغيرها ، على من تقع مسؤولية ردع وإسكات هولاء وإرجاعهم الى أوطانهم بعد ان وجدوا في القتل والذبح رزقاً يعتاشون عليه ؟ هناك دول مولت وسهلت مجيئهم وعلى رأس هذه الدول كانت السعودية ( لن أنسى ذلك اليوم الساخن الذي سمي يوم نصرة الشعب السوري في احتفالية كبيرة برعاية الرئي
س المخلوع محمد مرسي وكيف كانت خطابات التحريض الطائفي من قبل شيوخ تحث الشباب المصري وغير المصري على حمل السلاح و الذهاب الى سورية بفتوة الجهاد ) ، أقول على من تقع مسؤولية الدماء البريئة التي سالت في سورية ؟ وكيف ستعالج السعودية ودول الخليج مشكلة هؤلاء الغرباء ؟؟؟؟

ركزت على فحوى القرار علني اجد مافيه خيرا للأمة الاسلامية والعربية بغية توحيدها ولملمة جراحاتها ، القرار أعلن بعد ثلاث سنوات من هدر الأرواح البريية في سورية و بعد ان وقع الفأس بالرأس ، ثم ان هناك تسريبات من بعض المصادر تقول ان القرار الملكي ساري التنفيذ بعد 30 يوم من تاريخ اقراره ؟ لا ادري صحة هذا المصدر ولكن في حال تصديقه ، كيف سنصدق تنفيذه بالشكل المطلوب !!!!!

نقول للحاكمين من داخل البلاط الملكي هل تغير الحكم الاسلامي وتغيرت تشريعاته بالجهاد قبل ثلاث سنوات عنها اليوم !!!! فما الذي تغير !!!!!! مالذي اسقط سريان ومفعول كلمة الجهاد الان !! ! المعروف ان احكام الله ثابتة لاتغيرها الأهواء !!! !!!! اين كان العاهل السعودي حامي الحرمين من قبل جيش كامل من شيوخ الانحراف الفكري ودعاة الفتنة والتحريض والتكفير وبث سموم الحقد والكراهية بين المجتمعات المسلمة اللذين ،شوهوا صورة الاسلام الحقيقي لكلمة الحب والتسامح والسلام !!! وبات الاسلام مكروها في المجتمعات الغربية !!!!!!! نقول اين كان العاهل السعودي من ذلك التحريض يومها !!!!
هل تغيرت قوانين الجهاد الان ؟ وهل في سورية فقط تغيرت ؟

نقول الى من اجتهد واخرج الإعلان الملكي الخاص بالشباب السعودي فقط نقول ماتفسير هذا التناقض ؟؟؟ فاما انه جهاد مشروع وفرض على كل مسلم، بغض النظر عن البلد او الجنسية ، واما انه جهاد غير مشروع ومنعه في هذه الحالة ينطبق على الجميع دون اي استثناء، فمى معنى بهذا التمييز السعوديين دون الغير !!!! والكويتيين دون الغير !!!!! كما ان هذا المنع يجب ان يشمل بمنع المجاهدين السعوديين بالذهاب الى اي دولة كانت لاتحدد الحدود الجغرافية فيه ، هذا التلاعب بالمعاني والألفاظ الذي تناوله القرار الملكي لا اعتقد انه ينطلي على احد ، فالمعنى اذا كان الإرهابي قادما من العراق
او لبنان وكان قد قتل وفجر وذبح لن يطبق عليه القرار وليس من الضرورة تسليم نفسه للسلطة ، له الحرية الكاملة بالدخول والخروج من المملكة ،

فقوانين الله وقوانين قتل النفس البريئة كانت واضحة منذ قصة قابيل وهابيل وقوانين ، الرحمة التي انزلها الله هي نفسها باقية لم تتغير منذ ان بعث الله الرسول الأكرم إماما ورحمة للعالمين ، الله الذي اختار الرسول الأعظم وحمله رسالة ثقلها ثقل السوات والأرض لم تكن رسالة انتقام وحقد وسفك للدماء ، الرسول (ص ) رسم لنا منهجا في حفظ النفس التي حرم الله تعالى، وجعل إراقة قطرة دم منها أعظم عند الله جل وعلا من هدم الكعبة حجرا حجرا،
:::::::
طبيعي ،لم تكن المملكة هي اول من ابتكرت لنفسها وسنت وهددت بسحب الجنسية من هؤلاء الإرهابيين والتي تسميهم مسلحين ومقاتلين ولم تعطيهم صفة الارهاب وذلك لغاية في قلب يعقوب .
بريطانيا التي كانت قد رفعت الى البرلمان قرارا يقضي بتسليح المعارضة السورية ، كانت اول من راجعت نفسها وقررت وزارة الداخلية البريطانية سحب الجنسية البريطانية من كل من رجع من سورية وقد شارك في حمل السلاح ، ثم بعد ذلك لحقت بها تونس وتركيا بشكل اخر ، الان معظم دول الخليج كالكويت وغيرها يحذون الامر نفسه ويراجعون سياساتهم التحريضية في سورية .

أدركت هذه الدول بعد فوات الأوان ان رجوع تلك الزمر الكبيرة الى أوطانهم وهم حاملين معهم الى درجة الإشباع فكرا تكفيريا إجرامياً يجوز لهم القتل لينالوا بجنة الخلد ويحضوا بعشاء مميز مع حضرت الرسول ص ومن الممكن ان تصطحبهم حور العين التي من اجلها يفجرون أنفسهم ويذبحون أطفالا ونساءا ويدمرون مجتمعات ، أدركت هذه الدول انه قد يشكل هذا الفكر المنحرف وباءً على أوطانهم و خطرا فادحا على الامن والاستقرار وقد ينقلب السحر على الساحر بعد ان. اكتسبوا خبرة كبيرة في فنون الأجرام والاغتيالات تختلف كثيراً عما كان في ايام أفغانستان والأسلحة القديمة التقليدية قد
يكون من الصعب مواجهتهم بالطرق السهلة القديمة .

المملكة لم تكن سباقة في مراجعة هذا الامر . وبهذا لم يسجل القرار الملكي للملكة سبق إيجابي متميز بقدر ما سيضعها تحت دائرة الاستفسارات والتساولات والأدانات اضافة الى انها ستبقى تحت طائلة الاتهامات والأسباب معروفة ، فهي لازالت تمد الارهابيين من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية بالصواريخ المضادة وقد أعلنت ذلك بعد فشل مباحثات جنيف ٢ وبعد صدور الإعلان الملكي .

لا أنكر أصابني الإحباط وانا استمع الى تفاصيل القرار ، لكنني مع ذلك لم افاجيء فسياسة المملكة السعودية معروفة لدى القاصي والداني انها لم تأتي يوما بخير على الامة العربية بل العكس هو التمام ، فوجودها وعلاقاتها وسياساتها وتصريحاتها المعلنة والمخفية مع الكيان الصهيوني ولقاءات أمراءها المعروفة التي تؤكدها جريدة معاريف ألأسرائيلية والصحف الانكليزية والأمريكية أمثال بندر بن سلطان والوليد بن طلال مع مسؤولين كبار من اسرائيل كلها تؤكد مدى العلاقة الوثيقة بين الدولتين وهذا ما أكده السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا، دانيال تاوب، عندما قال. ( انه لازال لايستبعد
 فكرة قيام تحالف بين إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية )، للحد من نفوذ إيران في المنطقة، خاصة بعد الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وايران.وفق مقالة (عدو عدوي صديقي )

ان وجود المملكة السعودية منذ أيامها نشأتها الاولى هي بمثابة كيان قائم لغرض تدمير متعمد لمجتمعات ودول دقت جذور حضاراتها عمقاً كبيرا في التاريخ كالعراق وسورية ومصر كما ان هذه الدول مجتمعة مع لبنان والتي تعتبر كلها العمود الفقري للمقاومة الحقيقية .
مشروع وجود المملكة هو مشروع قائم بالهاء الامة العربية والإسلامية عن قضيتها الام (فلسطين ) مقابل ضمان استمراريتها في البقاء وحمايتها من الإخطار الداخلية والخارجية

إن تاريخ اللقاءات السعودية الإسرائيلية يعود إلى عام 1939م عندما تعهد الملك عبد العزيز بعدم العمل ضد اسرائيل عندما عقد مؤتمر في لندن حول القضية الفلسطينية . ،

القيادة السعودية تخشى الان ان ينطلق الشباب السعوديين من سورية في المستقبل القريب لشن هجمات في دول اخرى وتتعرض للمقاضاة امام محاكم دولية بتهم دعم الارهاب، وقد خسرت السلطات السعودية عشرات المليارات من الدولارات ان لم يكن اكثر بسبب مشاركة 17 من شبابها في تفجيرات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر).

اضافة الى هذا السبب اعتقد ان هناك أسباب اخرى تكمن وراء هذا التحول في مواقف الدول الخليجية مثل المملكة العربية السعودية والكويت ازاء ما تسميهم المقاتلين او المجاهدين حسب ما يحلو لها .

اولاً ان أمد الحرب في سورية التي راهن المحرضّون ضدها من السعودية وقطر وتركيا قد طالت وأصبحت تشكل عبأءً ماليا باهضاَ على ميزانيتها ،

ثانياً. النجاحات العسكرية من قبل جيش النظام السوري على الارض وتحقيقه مكاسب كبيرة خاصة بعد جنيف ٢ باتت تؤكد ان حسم المعركة لأي طرف لن يتحقق على المدى القريب وان احتمال بقاء الحكومة السورية وخوض الرئيس بشار الأسد الانتخابات القادمة هو الاحتمال الأقوى .

ثالثا . وهو السؤال الأهم لماذا تزامن القرار والإجراء السعودي بحق هولاء القتلة في هذا الوقت بالذات ؟؟؟؟

الجواب على السؤال الثالث واضح فكل المعطيات تشير وتؤكد ان هذه الحملة ضد “الجماعات الجهادية” منسقة ومتفق عليها من قبل حكومات لدول كبرى ، تؤكد انها ستكون العنوان الابرز للمرحلة المقبلة.

هناك شيئاً ما يعد للملف السوري مستقبلا ، يقضي باالقضاء على كل من هو يحارب خارج الجيش الحر والجبهة الاسلامية التي تضم اكثر من سبع فصائل تقع تحت لواءها ومن ضمنهم جبهة النصرة .

امريكا اليوم تعلن الحرب الكونية ضد داعش وفي نفس الوقت تجري مباحثات سرية مع جبهة النصرة التي بالأمس القريب كانت جبهة ارهابية وهي فصيل من فصائل القاعدة تحمل نفس الفكر الأيديولوجي للقاعدة ونفس الممارسات ، كما انها أجرت مباحثات سرية مع الجبهة الاسلامية التي تضم تحت لواءها سبع فصائل كلها تمارس الذبح والقتل ابتداءا من صقور الشام وأحرار الشام ومن مسميات اخرى ما انزل الله فيها من سلطان .

هذه المباحثات السرية لم تكن بعيدة عن المشهد والاتفاق الامريكي الغربي، وكلها تعتبر خطوات عمل تدريجية لتصفية كل المقاتلين فيما بينهم بشكل مبرمج ، لتنطلق بعد ذلك خطوة اخرى تعد وتهيء الان وراء الكواليس وبإتفاق سعودي وبحسب المؤشرات هي تسخين الجبهة الجنوبية مع الاردن ( درعا ) ومحاولة إسقاط دمشق بعد ان أعلن وفاة جنيف ١ وجنيف ٢ ، وبعد ان فشلت ألجهة الشمالية مع الحدود التركية ، لكن هذه المراهنات الامريكية والسعودية على اسقاط دمشق لن تتحقق من دون دفع الاثمان الباهضة لكل المتورطين .